أكد د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية أن توقعات هطول أمطار غزيرة على شرق إفريقيا فى هذا الوقت من الشتاء فى مناطق شمال إثيوبيا وغرب أريتريا وشرق السودان وأجزاء من وسط وشمال شرق أوغندا وبعض المناطق الأخرى يدل على تغير المناخ، ذلك لأن هطول الأمطار فى هذه المناطق صيفية، وهى ظاهرة جديدة تستحق الدراسة، والأمطار الصيفية تبدأ من شهر يونيو إلى شهر أكتوبر كل عام، وظاهرة هطول أمطار شتوية على هذه المناطق من الممكن أن تكون من أحد أسباب تدهور المناخ العالمى، والتى قد تؤدى إلى حدوث تأخر فى سقوط الأمطار وكذلك إمكان السقوط، وكان من المفترض أن تقل تدفقات جريان المياه إلى نهر النيل فى شهر سبتمبر من كل عام، حيث يتوقف جريان المياه من إثيوبيا عبر أنهارها الثلاثة، النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وهذه الفترة كان يسميها المصريون القدماء (فترة التحاريق) ، ويسقط على حوض النيل الشرق ب إثيوبيا حوالى 1000 مليار متر مكعب، ويؤدى هذا الهطول من المياه إلى وجود مراعى ضخمة، وهذه المياه لا يستطيع أحد أن يتدخل فى مسار سريان الأنهار، وعدد المراغى الضخم يمكن إثيوبيا من امتلاك 100 مليون رأس من الحيوانات يجعلها أكبر دولة فى إفريقيا جائزة للثروة الحيوانية.
وبالنسبة لحوض نهر الكونغو الذى تشترك 7 دول، فإن حصيلة المياه السنوية لهذا الحوض تستفيد منه هذه الدول، بينما يذهب 1820 مليار متر مكعب تجاه المحيط الأطلنطى، من هنا عرضت الكونغو مشروع الاستفادة من مياه هذا النهر تستفيد منه كل من مصر بحوالى 100 مليار متر مكعب لكل منهما، وذلك بمشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل المتجه إلى السودان ومصر، لكن هناك عقبات تعترض هذا المشروع، وذلك لطول المسافة، وكذلك عائق التمويل الذى يصل إلى 20 مليار دولار.
ومن الممكن أن يكون تكامل مائى مع دول حوض النيل، إذا تم الاتفاق على تشغيل وإدارة سد النهضة بين إثيوبيا من جانب وبين مصر والسودان من جانب آخر، لكن الأزمة مازالت قائمة بسبب تعنت إثيوبيا، ولابد من التوصل إلى حل عادل لأزمة السد الإثيوبى، حتى يكون مصدرًا للتعاون والتنمية لا مصدرًا للخلاف والنزاع، وهناك تعاون مصرى – إفريقى فى مجالات الزراعة وبناء السدود وحفر آبار المياه.
نرجو أن يزيد هذا التعون فى الفترة المقبلة لحدوث تكامل مائى زراعى بين مصر والدول الإفريقية، كما يعود بالنفع على البلدان الإفريقية ومنها بالطبع مصر.