ما هى قبول شروط التوبة وعلامات قبولها

ما هى قبول شروط التوبة وعلامات قبولهاصورة أرشيفية

الدين والحياة6-12-2021 | 21:18

من رحمة الله بعباده أن تركَ باب التوبة مفتوحا لا يغلق حتى ترجعَ الروح إلى خالِقها، وجعلها طريقاً للعودة إلى طريق الله المستقيم مهما ارتكبت النَّفسُ من الذنوب والآثام وغلبتها المعاصى فإن كان العبد صادقا فى نيته، فتح الله له من الخير والتَّوفيقِ أبواباً شتَّى حتى أنَّه تعالى يفرحُ بتوبتهِ ويُعينه عليها ويَجزيهِ بها، لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (للهُ أشدُّ فرحاً بتوبةِ عبدِه حين يتوبُ إليه من أحدِكم كان على راحلتِه بأرضِ فلاةٍ فانفلتت منه وعليها طعامُه وشرابُه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع فى ظلِّها، قد أيس من راحلتِه، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمةٌ عنده فأخذ بخطامِها ثم قال من شدةِ الفرحِ: اللهم أنت عبدى وأنا ربُّك؛ أخطأ من شدّةِ الفرحِ) ،والعلماء يؤكدون أن التوبة سهلة تتمثل فى أفعال بسيطة تمحى بها الذنوب والمعاصى وتستجلب رضا الخالق سبحانه وتعالى.

وورد العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث المسلمين على التوبة حال وقوعهم في معصية ما، ولعل أشهرها ذلك الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وصححه الألباني: "كل بني آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون"، وكذلك الحديث الذي في صحيح مسلم والذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". ولعل أشهر تلك الأحاديث الشريفة التي تحث المؤمنين على التوبة هو ذلك الحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وحسنه الألباني: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

والدارج بين الناس أن شروط التوبة بإيجاز هي الندم على الذنب والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه مستقبلاً، بالإضافة لإعادة الحقوق لأصحابها. ولكن نظراً لأهمية التوبة فلا بد لكي نحسنها ونستفيد منها بحق أن نتأمل في شروطها ونفصلها، حتى تكون توبتنا مقبولة من الله سبحانه وتعالى، كما أننا يجب أن نتعرف على موانع قبولها حتى لا نقع فيها عندما نحتاج إليها بشدة.

فما هي شروط قبول التوبة؟

١- أن يخلص العبد لله تعالى في توبته، فيبتغي بها رضاه وثوابه، ويخاف من عقابه، لا أن يتوب من أجل شخص ما أو لغرض دنيوي يضمره في نفسه.

٢- أن يعترف ويقر بذنبه الذي يريد أن يتوب منه بلا مكابرة ولا جدال ولا تبرير.

٣- أن يندم على الذنب الذي اقترفه، ويتمنى مخلصاً لو أنه لم يفعله، فلا تُقبل التوبة من شخص يتباهى بذنبه ويحكي عنه متفاخراً.

٤- أن يقلع عن الذنب الذي تاب منه، فلا تصح التوبة مع الإصرار على المعصية وعدم تركها.

٥- أن يعزم على عدم العودة إلى ذنبه هذا أبداً، فإن حدث يوماً ما وعاد إليه رغماً عنه - ولم يكن قد نوى ذلك قبل توبته - فإن توبته الأولى ستكون صحيحة بإذن الله، إلا أنه يجب أن يتوب منه توبة جديدة بنفس الشروط.

٦- أن يرد الحقوق إلى أصحابها إلا إذا سامحه صاحب الحق وتنازل عن حقه، فإن لم يسامحه ولم يُعِد له حقه فإن توبته ستكون مرفوضة ما لم يتحمل الله تعالى عنه ذلك الحق يوم القيامة، وذلك إن صدق في توبته مع الله ولكنه عجز عن رد الحقوق لأصحابها ولم يسامحوه فيها كذلك.

ولعل أغلبنا يعلم ذلك الحديث الشهير عن أنس بن مالك رضي الله عنه والذي رواه الحاكم، ويروي فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عن الرجلين اللذين مثلا أمام الله تعالى وأحدهما له مظلمة عند الآخر الذي قد فنيت حسناته، وعندما أراه الله تعالى الثواب الذي أعده في الجنة للعافين عن الناس عفا عنه، فقال له الله: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة.

أضف تعليق