سؤال يتبادر إلى أذهان كثير من الشباب والفتيات والسيدات والرجال خاصة أنه غريزة فطرية نشأ الإنسان عليها منذ خلق الإنسان، وقد دعا الإسلام إلى الحب والمحبة بشتى الطرق وجعل منه المستحب والمحرم والواجب، والسبيل الوحيد لقصة الحب الزواج.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، إنه يمكن القول في التّأصيل الفقهيّ للحب بأنّه لا بأس بتاتاً أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها وأخلاقها وشمائلها، وكذلك أن تُحب امرأة رجلاً شاهدت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزّواج منه، ولكن لا يجوز بتاتاً أن تكون هناك ثمّة علاقة أو تواصل بين رجل وامرأة، سواءً باتّصال، أو نظرة، أو همسة، أو كلمة، أو لقاءٍ أو غير ذلك، وكلّ ما يتمّ من تواصل بخلاف ذلك يكون مُحرّماً، فالحُرمة ليست في ذات الحبّ، إنّما فيما يصدر عن المُتاحبّين من أفعالٍ، أو أقوال، أو كنظرٍ، أو تغازلٍ أو غير ذلك.
وتابعت إنه بناءً على ذلك يمكن تقسيم الحب إلى قسمين:
أول نوع هو ما لا يستطيع القلب ردّه وهذا يُعرض على القلب: ولا دخل للإنسان فيه، وهذا النّوع من الحب لا يأثم به المُسلم لأنّه خارج عن إرادته، وقد كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم - يطلب من ربّه أن يُسامحه على ميل القلب الذي لا يملكه الإنسان، فقد رُوِي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- يُقسّم فيعدل، ويقول: (اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ).
أما النوع الثاني هو ماكان القلب فيه مُختاراً مُريداً لفعل الحُب: وهو ما تنطلق فيه الجوارح بما تشاء من كلامٍ وغزل ومُراسلات مُحرّمة، وأحياناً اختلاط وخُلوة، ممّا يُدمّر البيوت ويُفسد المُجتمعات، ويُسبّب العداوة والبغضاء فيما بين النّاس. ولعل هذا الذي يقصده أكثر الشّباب في أسئلتهم، وحكم هذا الحب حرامٌ آثمٌ فاعله، سواءً كان باللّقاء المباشر، أم بالاتّصال عبر الهاتف، أم بوسائل التّواصل المُعاصرة كالفيسبوك والواتساب وغيرها من مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
وأشارت الإفتاء إلى أنه جاء التحريم واضحا في النوع الثاني، وذلك في قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
وكذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ).