جارديان على الخط.. تقرير جديد للصحيفة الإنجليزية يدعم الصوفية

جارديان على الخط.. تقرير جديد للصحيفة الإنجليزية يدعم الصوفيةجارديان على الخط.. تقرير جديد للصحيفة الإنجليزية يدعم الصوفية

* عاجل28-11-2017 | 21:23

كتب: عاطف عبد الغنى

تاريخيا كان الفكر الغربى ، ولا يزال يرى فى تيار الصوفية الحل – من وجهة نظره – فيما يعتبره صداما مع الإسلام، هذه واحدة، والثانية، هو التجاذب بين الصوفية والمستشرقين الذى يصب فى النهاية فى تشجيع الصوفية كبديل اجتماعى، وحل سياسى لمسألة جهاد الاستعمار، وخاصة الإنجليزى، وهذه مسألة يطول شرحها، لكن فهمها يقودنا إلى تبنى الغرب الاستشراقى للجماعات والملل المارقة التى تدعى النسب إلى الإسلام مثل البهائية والقديانية، وكل الجماعات التى تصب فى النهاية فى هدف تفكيك الإسلام كعقيدة، والوصول به إلى جعله مجرد رياضة أو طقوسًا روحانية، وليست عقيدة سماوية.

على هذه الأرضية يمكن أن نفهم مغزى هذا المقال الجديد الذى نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية اليوم الثلاثاء، والذى يصب فرعيا فى نهجها الساعى إلى دس الأنف فى الشئون المصرية، بالحق وبالباطل، ومن الفرعى إلى المجرى الرئيسى، الذى يخدّم على أهداف محددة ، تدعم استراتيجيات بعيدة المدى يتبناها الفكر الغربى بالنسبة، لمصر والمنطقة، والإسلام.

 ويسعى أيضا لخدمة تكتيكيات أخرى قصيرة المدى تتعلق بالظرف الراهن فى المنطقة التى يضربها وحش الإرهاب بشدة، فى توابع لهجمة الربيع العربى التى هندستها المراكز التى تتبنى فكر اليمين الليبرالى المبطن بالفكر الصهيونى المتطرف الذى يحكم الغرب.

باختصار يدعم تقرير جارديان فى ظاهره «الصوفية » كجماعة وتيار فى الإسلام معتبراً أن حادث مسجد الروضة الذى وقع الجمعة الماضية وراح ضحيته أكثر من 300 قتيل من المصلين الأبرياء، أحد أهم أسبابه أيدولوجى، عميق ويتجلى فى استهداف الصوفية فى العديد من هذه المذابح ، وهذا السبب أو المشكلة التى يجب أن تتصدى لها المجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم هى أن هناك سلالة مريعة من المتطرفين ترفض أو تسخر من ذلك وترفض التشدد فى العقيدة وهى فى الحقيقة أكثر تشدداً ممن ترفضهم.

والتطرف ليست مشكلة إسلامية جوهرية، ولا ينبغى اعتباره كذلك (حسب المقال ) وفى كثير من التقارير التى نشرتها صحف عالمية تم استخدام مصطلح الأقلية الصوفية ، كما لو أن التصوف نوع من الطائفية ، أو طائفة مهمشة وعلى نحو ما، صلتها بالإسلام مشكوك فيها، وهذا التصور ليس وجهة نظر الفكر الإسلامى، وتاريخياً، اعتبر علماء الإسلام التصوف جزءًا لا يتجزأ من فروع المعارف الدينية.

ويضيف كاتب جارديان أنه تاريخياً اعتبر العلماء المسلمون التصوف جزءًا لا يتجزأ من التخصصات الدينية الأوسع، واعتبروا الممارسات الصوفية أيضاً جزءًا لا يتجزأ من الولاءات الدينية، ومنها الاحتفال بذكرى ميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم ) على سبيل المثال طوال العام، والذى يزداد التركيز عليه هذا الشهر وهو ما يطلق عليه الممارسات الصوفية ( وعلى هذا المنوال يمضى تقرير «جارديان» الذى كتبه ها هيلير، معرجاً على مهاجمة «داعش » وخالطاً بين الصوفية والسلفية، أو كما جاء فى المقال أن هناك عشرات من الوعاظ الذين يتأثرون بمفاهيم سلفية صوفية ، وأن السلفيين عموماً لا يبشرون بالعنف ، لكن كثيرًا من خطباء وبلغاء السلفيين يتم توظيفهم لمهاجمة الصوفية .

وينصح الكاتب أنه إذا أردنا أن نعالج الإرهاب بشكل عام فإن هذا لا يأتى من خلال إصلاح الإسلام - حسب قوله - فالحقيقة أن هذا يحدث بالفعل، وكان من نتائجه رفض المتطرفين للصوفية، وأن الاستجابة الحقيقية والشاملة لتحدى الإرهاب لا بد أن تعالج هذه المغالطة .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2