كتب: عاطف عبدالغنى
فى أدبيات السياسة يتم تعريف المعارضة بأنها الممارسة الطبيعية لثنائية الحياة.. فالمعارضة تفترض انقسام الحياة السياسية بين فريقين متنافسين أحدهما الأغلبية وهو يمثل السلطة، والآخر الأقلية الذى يمثل المعارضة.
وفى الأدبيات السياسية أيضا يقترن مصطلح المعارضة السياسية بالأحزاب السياسية وقد تتمثل المعارضة بحزب واحد، أو مجموعة أحزاب، ويكون نشاطها مشروعاً بقانون، تشرّعه مؤسسات الدولة.
هذا ما تعترف به الدولة التى تعتمد النظام المؤسسى فى إدارة نظام الدولة، ومثل هذه النظم ضمنا تؤسس لمبدأ تداول السلطة.
إذا، فالمعارضة تولد من رحم الدولة، وينظم عملها قانون الدولة الأعلى )الدستور( وتنشط فى أطر معترف بها، ومن حقها)المعارضة(أن تسعى لتداول السلطة والحكم.
عندما سألنى مذيع قناة “الحرة” فى تقرير عن إعلان المحامى خالد علي عن نيته للترشح فى انتخابات الرئاسة القادمة2018 0
أجبته: هذا حق يكفله له الدستور شريطة ألا تكون هناك عوائق أو موانع قانونية تمنعه من الترشح.
والآن نذهب إلى السيناريو المفترض طبقا لأدبيات العملية الديمقراطية، وفى هذا السيناريو نفترض أن خالد على، طرح نفسه مرشحا للرئاسة ضمن عشرة آخرين، يمكننا أن ندرج بينهم مثلاً اسم شخص آخر هو حازم عبد العظيم، فالوصول إلى مقعد الرئاسة، سوف يكون لواحد من هؤلاء العشرة، وهو من سيختاره المصريون.
انتظر.. أنا لا أتذاكى عليك، ولا أقصد أى شىء إلا ما سلف، وإذا أردت أن أحدثك عن رئيس الدولة الحالى، عبد الفتاح السيسى على أنه مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، فأقول لك: هو لم يقرر حتى اللحظة التى تقرأ فيه هذا الكلام الترشح من عدمه.
وإذا كانت هناك حملات تدعمه، فمن يفعل ذلك هم مواطنون مصريون وهم أحرار حتى ولو اختلفت معهم )أليست هذه هى الديموقراطية؟( ، وهو أيضا حر فى أن يقبل أو يرفض، هذا قراره، وفى حال قبوله فسوف يخوض الانتخابات الرئاسية مثله مثل أى مواطن مصرى يكفل له الدستور هذا الحق، مثلما يمنح الدستور والقانون الحق للمواطن فى أن ينتخبه أو لا ينتخبه.
ولا تقول لى الصحافة أو الحكومة أو غيره سوف تدعمه.. هى تدعمه فيما هو صالح للشعب والوطن، لأنه الرئيس، وهو رئيس الدولة حتى اليوم الأخير من انتهاء ولايته الحالية، هل رأيت غير هذا فى دول مثل أمريكا أو فرنسا أو غيرها من أعتى الديمقراطيات فى العالم؟!
أنا كمواطن مصرى أصدق نفسى ويجب أن تصدق أنت أيضا هذا وإلا سوف نقضى أنا وأنت عمرنا نكذّب حتى نموت ولن نغير أو نتغير.
كل ما مضى أتصور أنه لم يغادر منطق الأشياء ولكن هناك بيننا من يصر على تغيير هذا المنطق وكسره وتجاوزه، لأنه ليس فى صالحهم، ولأنهم لا يملكون إلا أن يقفزوا عليه ويتجاوزوه ويعودون للعب أدوار فشلوا فيها بجدارة، وانكشفت وجوههم، وعرفهم الشعب على حقيقتهم.. لكنهم يراهنون على ذاكرة الناس ويتصورون أنها ذاكرة فئران، والمصريون ليسوا بفئران ولا أغبياء حتى يصدقوهم.
أتحدث هنا عن ثلاثة أو أربعة أنفار، أو حتى مائة أو ألف، تجاوزتهم المرحلة وبالكاد تعافى الوطن، وقد كادوا يغرقونه فى فوضى.
ومن هذه الوجوه من قدم نفسه كناشط سياسى ومنهم من لعب دور المناضل الناصرى، والمرشح الرئاسى البديل، ومنهم من لعب دور الضحية مرة، أولا ضحية لنظام مبارك قبل ثورة 25 يناير، ثم ضحية للمجلس العسكرى بعدها، ثم ضحية للإخوان، ثم ضحية للرئيس السيسى، ومثل “اليويو” أو عفريت العلبة، فجأة يقفز ليخرج على الناس بعد “غياب” وقد تحالف مع أعداء الأمس، واعتذر لهم، وأحدث اعتذارته كانت للإخوان وللرئيس المعزول مرسى، والإخوان استغلوا اعتذاره ووظفوه ضد الرئيس السيسى ومصر، لكن هناك منهم أيضا من سبه ونعته بأحط وأقذر الألفاظ ومنهم (آيات العرابى) التى وصفته بـ (……) وأنا لن أذكر اللفظ لأننى لا أريد أن أنجر معها، ولا معه، إلى التدنى اللفظى، لكن لابد أن نسأل ماذا يريد هذا الشخص الذى يدعى حازم عبد العظيم.. أن يطرح نفسه بطلاً شعبياً ؟!
.. بأى أمارة ؟! قل لىّ يا هذا عن إنجاز واحد أسديته لهذا الوطن؟! حتى أثق فيك، وفى إنجازك، وطنيتك التى تبيعها بالكيلو، وتؤسسها على السب والقذف ثم الاعتذار.. والاعتذار المضاد، هذا غير ماض لك يحمل اتهامات، بالتعاون مع إسرائيل، وغير ذلك من تاريخ موجود الآن على “اليوتيوب” والمجد للأرشيف.
ونصيحة لك قبل أن أغادر محطتك ألا تعود إلى مهاجمة الجيش، والمشاريع التى تقيمها مؤسساته لسد الفجوة الغذائية للمصريين، فجوع البطون لا تسده تغريداتك السخيفة وأولى لك أن تبحث عن شىء مفيد غيرها.
وأحدث الوجوه التى تطل الآن من بعيد هى لهذا الذى يدعى وجيه حسن مكى هذا الشخص الهارب إلى أمريكا الحاصل على جنسيتها، وقيل إنه يتواصل ويسعى هو ويحيى القزاز، وعبد الجليل مصطفى وحمدين صباحى، وغيرهم من بقايا قيادات حركة “كفاية” لتكوين كيان جديد باسم “صحوة مصر” وهم إذ يعلنون هذا فهم يعودون لتشغيل وتفعيل “ميكنزمات” ما قبل 25 يناير 2011 وتكتيكاتها..
والسؤال لماذا؟! وأى نوم دخلت فيه مصر؟ ، مصر ليست نائمة ولو كانت كذلك لضاعت وضعنا نحن وأنتم منذ زمن، لكن ليست هذه كل الإجابة وباقى الإجابة، أنكم تبحثون فى ماضٍ ثبت فساده، وأنتم جزء منه، مفلسون ولا تستطيعون أن تطرحوا أنفسكم على الناس فى إطار من الشرعية الدستورية، وليس لكم رصيد لأن رصيدكم المادى والمعنوى نفد، ونحن بدورنا كمواطنين،.. أو أقول لكم: لن أتحدث بالنيابة عن أحد مثلما تفعلون، ودون أن يوكلكم من تتحدثون باسمهم وهو الشعب المصرى، وبالأصالة عن نفسى أنا أرفض أن تعيدونا.. لـ “مربع الخطر” ، أو تجرونا للعبة مميتة وقاتلة للأوطان، صدّرتها لنا من قبل مراكز “الثنك تانكس” الصهيو- أمريكية، وشربناها تحت مسمى جماعات وجمعيات التغيير، والمجتمع المدنى، وكفاية.. كفاية لعب بالنار.