صدرت رواية " متاتيا" للروائية أمل رفعت عن دار المفكر العربي ؛ وتقع في مائتين وستة، وخمسين صفحة، تدور أحداثها حول فكرة الحكاية، فكم من حكاية جلبت الشقاء لأصحابها، وكم من حكاية خلدت بطلها، وكم من حكاية صانت تاريخ أمة، وكم من حكاية كشفت لغزًا كما يتضح لنا من خلفية الغلاف الجاذب للعمل، وكم من حكاية أفشت أسرارًا أودت بأصحابها وراء الشمس كما في قصة جميلة بطلة الرواية الرئيسية، كل هذه الحكايات وأكثر بداخل النص.
تكشف لنا الرواية بحس بوليسي كيف أثرت الحكاية على الناس، وترتبط حكاية متاتيا بالمكان كمعادل موضوعي، وتاريخي بالنسبة للحكي على الربابة كبداية مشهورة للمقهى، ويظهر لنا كيف كانت ل متاتيا كمقهى من أقدم مقاهي القاهرة تأثيرًا على كافة المستويات، الثقافية، والسياسية، والاجتماعية؛ لدرجة إنشاء أول حزب بين جناباتها، وكيف أثر ذلك في نظم الشعراء للشعر وليد اللحظة، وإنشاء الصالونات الثقافية يوميًا من نخبة المثقفين في متاتيا، وانتقال تأثيرها إلى كل من سمع الحكايات، وتناقلها وتظل متاتيا حديث أبطالها بين الفصول؛ حتى تتشابك الأحداث في شكل درامي اجتماعي مثير، على درجة كبيرة من التشويق والتصورات الخفية بين الأحداث التي لا يتوقعها القارئ؛ ليقع بين الحقيقة والخيال، وتبدأ الرواية منذ عصر (رضوان) ذلك الحكاء القادم من مقهى النوفر في سوريا في عهد العثمانيين، وتستمر إلى (جميلة) المذيعة التي ما زالت تحكي عن طريق الإذاعة في لندن، وتجري أحداث الرواية بأبطالها في العديد من الأمكنة، من سوريا إلى مصر، ثم إلى فلسطين، ثم إلى فرنسا، ثم إلى لبنان، وأخيرًا لندن وبقلوبهم يستمر أصل الحكاية... حكاية متاتيا.
وتعد" متاتيا" العمل الروائي الثاني لمؤلفة بعد رواية بعنوان (الذي عاد إلى هناك، بالإضافة إلى أربع مجموعات قصصية منهم متوالية قصصية، وبالنسبة للكتابات الشعرية صدر للكاتبة مجموعة شعرية بعنوان (ترانيم الصمت)، وأربع دواوين شعرية أخرى جميعها فصحى، وكتاب للأطفال صادر من المجلس الأعلى لثقافة الطفل بعنوان(شعر بسبوسة)، بالإطافة إلى كتاب نقدي بعنوان (قطوف من جماليات السرد العربي) والعديد من الدراسات النقدية والمقالات الثقافية المختلفة المنشورة في العديد من المجلات والجرائد الثقافية المحلية وكذلك المنشورة في العديد من الدول العربية والجرائد الصادرة بالعربية بولاية تينيسي بالولايات المتحدة وفي استراليا ولندن وفرانسا بالإضافة إلى العديد من اللقاءات التلفزيونية محليا وعالميا عن طريق زووم وغيرها، وهناك العديد من الإضدارات تحت الطبعة منهم روايتين ومجموعتين قصصيتين وكتابين للأطفال وكتاب نقدي.
الجدير بالذكر أن الكاتبة درست النقد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعضو نقابة اتحاد كتاب مصر .