مجلة أكتوبر تحصل على نص الجلسة السرية للملوك والرؤساء في المؤتمر السداسي بالرياض

مجلة أكتوبر تحصل على نص الجلسة السرية للملوك والرؤساء في المؤتمر السداسي بالرياضالسادات

مصر10-12-2021 | 00:25

بدأت الجلسة السرية أعمالها بمناقشة جدول الأعمال الذى يضم قرارات مؤتمر القمة السداسى بالرياض ودعم التضامن العربى.

كان أول المتحدثين ياسر عرفات.. الذى اقترح إضافة بحث تطورات الموقف داخل الأراضى المحتلة والاعتداء الإسرائيلى على جنوب لبنان.
فأجابه الرئيس السادات.. بأن هذا الموضوع جزء من قضية لبنان المطروحة للبحث.
ثم تحدث الحبيب الشطى.. الذى أوضح أن هذا الموضوع قد نوقش فى اجتماعات وزراء الخارجية واقترح تسجيله فى جدول أعمال القمة.
وعندما طرح الرئيس السادات قرارات مؤتمر القمة السداسى بالرياض للمناقشة أو الموافقة عليها.. طلب وزير خارجية العراق الكلمة.
سعدون حمادى.. العراق: إننا نؤمن بعدالة الرئيس السادات.. وقد أسعدنا أنه يرأس القمة. أما بالنسبة لقرارات الرياض. فإن العراق لها رأى فيها. وموقف منها. فالعراق ترى أن أزمة لبنان تتناول شقين الأول يتعلق بصراع اجتماعى وسياسى واقتصادى. أما الثانى فهو لبنانى فلسطينى. والعراق طالب ولا يزال يطالب بأنه لا يمكن أن تنفرد دولة واحدة بحل الأزمة، ولابد أن يكون الحل فى نطاق الجامعة العربية. وقال إن التدخل السورى المسلح هو السبب الرئيسى لتفاقم الأزمة، وذلك لأنه لا يجوز احتلال قطر عربى لآخر. وأن التدخل كان منحازًا لطرف دون الآخر ثم طالب بانسحاب القوات السورية من الأراضى اللبنانية ثم وصف قرارات مؤتمر الرياض بأنها (غير عادلة).
وقال الرئيس اللبنانى سركيس:
إن ما أعلنه العراق الآن بالنسبة لأحداث لبنان وما يجرى فيها لا يمت للحقيقة بصلة. ولقد شرحت حقيقة الموقف فى الرياض وهى أن القوات السورية جاءت إلى لبنان بناء على طلب من السلطة الشرعية فى لبنان. وأنها ستخرج بطلب منا. وأن المحاربين فى لبنان ضد المقاومة الفلسطينية ليس لديهم نية لتصفيتها وإنما هدفهم تنفيذ الاتفاقيات المعقودة بين لبنان والمقاومة.
وقال رشيد كوامى رئيس وزراء لبنان:
أرجو من الإخوة عدم إثارة الأحداث الماضية. ونحن نؤيد الثورة الفلسطينية لأنها رسالة وهدف ونضال. وإنها محل تقدير من كل لبنانى وكل عربى. وأن سبب الخلافات يتعلق ببعض التصرفات التى تقع من هنا وهناك، ولذلك نرى وضع حد لكل ما من شأنه أن يثير التناقضات.. ولقد جئنا إلى هنا.. لنطالب إخواننا العرب بالموافقة على قرارات الرياض.
وربما يعترض البعض على إيجاد قوة عربية رادعة إلا أن هذه القوة لابد منها الآن. كما أنه لابد من توافر الثقة بين جميع الأطراف.
وقد أعلن الرئيس السورى حافظ الأسد ووعد أمام الجميع فى الرياض أن قواته ستخرج من لبنان فورا عندما تطلب السلطة الشرعية فى لبنان ذلك.
وقال الرئس اللبنانى سركيس:
نريد طرح قرارات قمة الرياض للموافقة عليها.
فرد الرئيس أنور السادات:
إن الرئيس اللبنانى يطالب بمناقشة البناء الأول.
سعدون حمادى.. العراق:
إننا لم نعرض رأينا لمجرد عرض الرأى فقط ولكننا جئنا لنطالب سوريا بانسحاب قواتها من لبنان.
الرئيس السادات:
قرارات قمة الرياض أمامكم الآن معروضة وليتفضل من يريد منكم مناقشتها.
سعدون حمادى: عندى نقطة هامة تستدعى إبداء الملاحظة عليها. وهى تتعلق بقرارات الرياض.
فهناك تناقض صارخ.. كيف توضع القوة العربية الرادعة تحت إمرة طرف من أطراف الاتفاقية. وكيف يكون مدى المسئولية عن وضع القوة والإشراف على تنفيذها. إن ما حدث بالرياض.. تعتبره العراق قرارات فردية بعيدة عن الجامعة العربية. لذلك تعتبر قرارات الرياض قرارات فردية وهذا لا تقره العراق.
الرئيس السادات:
إن الرئيس اللبنانى فى الوقت الحاضر ليس لديه جيش ولا شرطة وإنما هو فى سبيل بنائهما. فالقوة العربية الرادعة ستكون تحت إمرته لهذا الغرض.. ريثما يعاد بناء الجيش اللبنانى والشرطة. لذلك يجب أن يفهم أن هذه القوة العربية هى لبنانية المعنى عربية المصدر. وأرجو من الذين حضروا اجتماعات الرياض أن يردوا عليه. ويشرحوا له الموقف.
الرئيس سركيس:
هذه القوات العربية موجودة بالفعل وتقوم بالمهمة المنوطة بها، وهى تنفيذ وقف إطلاق النار. ليست قوة رادعة.. ولم تصل إلى هذا المستوى لذلك سيقوم الإخوة العرب بإعداد قوة رادعة لتحفظ الأمن حتى تعود إلى لبنان طبيعته فى الأمن والاستقرار ووجود هذه القوات العربية وجود مؤقت فى لبنان.. حتى يمكننى إعادة بناء الجيش اللبنانى الذى يمكنه الحفاظ على الأمن فى البلاد.
الرئيس السادات:
نحن فى أوضاع استثنائية ولا بد من تطبيق ما اتفق عليه فى الرياض إذا وافقتم على ذلك والقرارات الآن بين أيديكم.. ونحن نثق فى حياد الرئيس اللبنانى لأنه رئيس جميع اللبنانيين وقد طالب الأخ ياسر عرفات فى الرياض بإيجاد الضمانات اللازمة للمقاومة وقد اتفقنا على تكوين لجنة رباعية من مصر والسعودية والكويت وسوريا.. لتنفيذ الاتفاقيات مع الرئيس سركيس بشكل عادل يرضى جميع الأطراف.
ياسر عرفات:
أطالب بأن تدخل الجامعة العربية طرفا خامسا فى اللجنة الرباعية وذلك بصفة مراقب على تنفيذ القرارات.
الرئيس السادات:
عندما يوافق المؤتمر الآن على قرار تشكيل اللجنة الرباعية فمعناه أن الجامعة العربية يجميع دولها الأعضاء ضامنة لهذا القرار، والدول الأربع منبثقة من الجامعة العربية وخاصة إذا وافقتم على قرارات الرياض.
ياسر عرفات:
ما المانع من إضافة الجامعة العربية مع الدول الأربع العربية.. كضمان لتنفيذ القرارات؟
الرئيس سركيس:
لا داعى إطلاقا لإدخال تعديل على قرارات الرياض.
الرئيس السادات:
لو وافقنا من حيث المبدأ على إدخال التعديل فندخل فى متاهات وستعدل جميع القرارات التى اتفقنا عليها فى الرياض وهذا ليس من المصلحة العربية.
ياسر عرفات:
لا أطالب بنص جديد ولكنى أريد إضافة ممثل من الجامعة العربية مع اللجنة الرباعية.
الرئيس الأسد:
اللجنة الرباعية تمثل الجامعة العربية لأنها جزء منها فلا داعى أن يضاف ممثل من الجامعة العربية مادامت أن الجامعة العربية ممثلة عن طريق اللجنة.
ياسر عرفات:
هذا القرار لا يفهم منه أن الجامعة العربية ممثلة باللجنة.
الرئيس الأسد:
مادامت الدول الأربع المكونة منها اللجنة هى من الجامعة العربية «ومادمتم أنكم وافقتم على قرارات الرياض.. فمعنى ذلك أن الجامعة العربية مثلث بالكامل فى هذه اللجنة» وأن تصديق المؤتمر الآن على قرارات الرياض معناه ضمان الجامعة العربية كلها.
الرئيس جعفر غيرى:
كلنا باركنا قرارات الرياض والكثير منا أرسل برقيات التأبيد بذلك فلن تعد قرارات الرياض مقترجات.. ولكنها قرارات ولكن الأخ ياسر عرفات لديه الآن اقتراحات جديدة فإذا شئتم أن نبحثوا هذه الاقتراحات فابحنوها.
الرئيس السادات:
إن الوضع خطير الآن وبالغ الحساسية، ولابد من الموافقة على قرارات الرياض إذا رأيتم ذلك.
الملك حسين:
نحن نشكر مصر والرئيس السادات على الدور الكبير الذى قام به والأردن بيارك قرارات مؤتمر الرياض السداسى ولا نرى بحثها لأنها وافية ونعبر عنا جميعا وأناشد الدول جميعا الموافقة والوقوف إلى جانب مقررات الرياض.
الرئيس السادات:
الملك حسين يتقدم باقتراح بالموافقة على مقررات الرياض.
ياسر عرفات:
أطالب بتمثيل الجامعة العربية فى اللجنة.
الرئيس السادات:
موافقة الملوك والرؤساء على قرارات الرياض أكبر ضمان لتنفيذ القرارات.
ياسر عرفات:
أرجو تسجيل اقتراحى فى محضر الجلسات.
الرئيس السادات:
لابد أنه سجل يا أخ ياسر.
وعندما انتقل الحديث إلى الموضوع تكوين قوة الردع العربية التى اتفق على أن تضم ثلاثين ألف جندى.
طالب ياسر عرفات الكلمة فقال:
إن البيان والقرارات لم توضح كيفية تشكيل هذه القوة العربية.
محمود رياض: لقد اتفقنا فى اجتماعات وزارء الخارجية عليها. وعلى كل.. ستشترك فى القوة اليمن الجنوبى واليمن الشمالى والمملكة السعودية وسوريا والصومال والسودان.
ياسر عرفات:
أوجه نداء الجميع الدول العربية بالاشتراك فى هذه القوة.. كما أناشد الرئيس سركيس آلا يعترض على أيه دولة.
الرئيس السادات:
مشاركة الدول تعتبر على مشاركتها.. أو تقبل المشاركة.
..أما بخصوص الرئيس سركيس فمن حقه أن يقبل وأن يعترض.. فسوريا ومصر.. من حقهما بأن ترفضا أية قوات من أية دولة تتبع الأمم المتحدة، فلنا حق الرفض ولنا حق القبول.. وكذلك الرئيس سركيس له حق الرفض وله حق القبول.
ولو مشاركة رمزية.
الرئيس السادات:
المشاركة الرمزية فى أول الأمر ثم تتوسع وظروفنا لا تسمح بذلك.
ثم تحدث طالب الإبراهيمى رئيس وزراء الجزائر:
لقد كان يسعد الرئيس الجزائرى أن يشارك فى أعمال هذا المؤتمر.. لولا أنه مشغول جد بموضوع مراجعة الدستور وقرب الانتخابات وإن الجزائر تؤيد قرارات مؤتمر الرياض إلا أنها تجد صعوبة فى تطبيقها العملى.
إن الجزائر تقف دائما مع الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.. لأننا كمبدأ نقف إلى جانبها دائما وأبدا.. والجزائر دائما مع الثورة الفلسطينية.. ولو اختلفت الثورة مع أى شخص أو أية دولة. فنحن مع الثورة الفلسطينية ومن جهة أخرى فإن الجزائر تؤيد وحدة أراضى وشعب لبنان، وضد تقسيم لبنان بأى حال من الأحوال.
الرئيس السادات:
لقد سبق للأخ بومدين أن أخبرنى أكثر من مرة.. خلال لقاءاتى معه بأن الجزائر ستقف بجانب منظمة التحرير الفلسطينية.. وقال له بالحرف الواحد. إنك إذا اختلفت معها فسنؤيدها وسأكون مع الثورة الفلسطينية ضدك فأكبرت صراحته وقدرته واحترمته جدا.
الرئيس سركيس:
الكل فى لبنان يؤيد وحدة أرض وشعب لبنان ويشجب التقسيم.
الرئيس السادات:
هل العراق متحفظ أو رافض لهذه القرارات؟
سعدون حمادى:
رافض لهذه القرارات
الرئيس السادات:
من موافق على القرارات
وهنا هز الجميع رؤوسهم مؤيدين للقرارات
وانتهى المؤتمر. ونجح تماما بإعلانه للقرارات الإيجابية التى وضعت حدا لمأساة لبنان ووقف نزيف الدم هناك. واتخاذ الخطوات التنفيذية لهذه القرارات على أن تنفذ فورا وفى الحال.
وقد أشاد الملوك والرؤساء بإدارة الرئيس السادات الحكيمة الحاسمة لجلسات المؤتمر. والتى كانت عاملا رئيسيا فى نجاح أعمال المؤتمر. على حد قول الحبيب الشطى رئيس وفد تونس.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2