«التجلى الأعظم».. رسالة تسامح

الرأى10-12-2021 | 15:32

فى الخروج الأول لنبى الله موسى، وفى سيناء تجلى له المولى عز وجل حيث رأى نارًا عند شجرة العليقة المقدسة "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى" - طه 12.

وفى الخروج الثانى مع نبى إسرائيل حين تسلم ألواح الشريعة من على جبل الشريعة، تجلى المولى سبحانه وتعالى للجبل المقابل حين طلب نبى الله موسى رؤية ربه، وهو الجبل المقابل لجبل موسى بالوادى المقدس.

"فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً" - الأعراف 143.

"وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" - النساء 164.

إنها مصر وإنها سيناء أرض التجلى، إحدى أكثر بقاع الأرض قدسية، فهى التى حظيت بشرف قدسية التجلى الإلهى.

كان حلم الرئيس الراحل أنور السادات أن يحل السلام فى التسامح الدينى للعالم ويكون فى سانت كاترين مجمع الأديان للتسامح الدينى، وكان السادات يعتكف فى استراحة وادى الراحة يقرأ القرآن كاملاً فى العشر الأواخر من شهر رمضان فى أجواء روحانية بالوادى المقدس طوى، وفى أول زيارة للوادى صلى السادات بالحكومة ومشايخ بدو سيناء وتناول الطعام البدوى معهم.

وقد وجه السادات رسالة من أرض سيناء جاء فيها: "إن عالمنا الآن وما يدور فيه من أحداث جسام أشد ما يكون فى حاجة إلى رمز يذكرنا بوحدة المصير الإنسانى، ووحدة الرسالة السماوية".

كان حلم السادات أن يقام على أرض سيناء، جبل الوادى المقدس، حيث أول حوار بين السماء والأرض، وحيث تسلم نبى الله موسى أولى الشرائع الإلهية المكتوبة، مجمعًا لعبادة الله الواحد الأحد، يضم مسجدًا وكنيسة ومعبدًا.

كان السادات سابقًا لعصره، يريد أن يفتح الباب لحوار إنسانى إيمانى يتجاوز التعصب.

ولم يكن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإقامة مشروع "التجلى الأعظم" على أرض سيناء إلا إيمانًا بقدسية المكان وعظمته، فهو رسالة تسامح وخطوة لدعم السياحة وتنوعها وفتح أبواب خير لأهالى سيناء.

وما يحدث الآن من اهتمام وتطوير بالمنطقة يعد مشروعًا فريدًا تأخر العمل به آلاف السنين، فأى دولة فى العالم تتمنى أن تمتلك هذا المكان المقدس.

وقد وجه الرئيس بتطوير مدينة سانت كاترين، بما يليق بالقيمة التاريخية لهذه المنطقة، نظرًا لمكانة تلك البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر، وتقديمها للإنسانية ولشعوب العالم على النحو الأمثل، تقديرًا لقيمتها الروحية العظيمة التى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة.

ويتضمن مشروع "التجلى الأعظم" إنشاء أكثر من 14 مشروعًا لتطوير المدينة بالشكل الذى يحافظ على الشكل البيئى للمدينة كمحمية طبيعية، مع تحويل المدينة التى تزخر بالعديد من المعالم الدينية إلى ملتقى حقيقى لتجمع الديانات السماوية يقصدها السائحون.

ويهدف المشروع لإنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، المشروع تكلف 2 مليار جنيه نفذته وزارة الإسكان من خلال الجهاز المركزى للتعمير وبتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية.

وتضمن المشروع تطوير المطار وتوسعة وازدواج الطرق الداخلية والخارجية للمدينة، وإقامة فنادق ورفع كفاءة المنشآت السياحية القائمة والتوسع فى إنشاء فنادق بيئية، وقد بدأ بالفعل الترويج للمشروع وتسويق المنطقة سياحيًا.

ويعد "التجلى الأعظم" مشروع القرن بالنسبة لمواطنى سانت كاترين، كونه يشمل تطوير المدينة بالكامل وتوصيل الخدمات للقرى والأديان التابعة لها، مما يعود عليهم بالنفع من خلال مضاعفة حركة السياحة الوافدة للمدينة.

"التجلى الأعظم" رسالة تسامح للإنسانية من أكثر بقاع الأرض قدسية.. من مصر.. من سيناء.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2