فن الحياة وعبقرية المصريين

فن الحياة وعبقرية المصريينحسن زعفان

الرأى11-12-2021 | 09:34

لقد تعلم المصرى منذ قديم الأزل كيف يعيش بالقليل المتاح من أسباب الحياة، وكان يستعد دائما لاستقبال أصعب الظروف، ولعل قصة سيدنا يوسف فى القرآن تصف كيف عبر المصريون سبع سنوات عجاف دون أن يشعروا بالمجاعة.. فقد تعلم المصرى القديم بناء صوامع الغلال التى يمكن تخزين القمح بها سبع سنوات، كما أخبرنا القرآن.. وقد تعلم وأتقن فن تمليح الأسماك وتدخينها أيضا.. يعنى حفظ السمك فسيخ أو تجفيفه.. وبرع المصرى القديم وحتى الآن فى صناعة الخبز بعدة طرق وأنواع مختلفة من الحبوب.. قمح وشعير ودخن وغيرها وتعلم إضافة وخلط أنواع مختلفة من الحبوب.

أما منتجات الألبان وصناعة الجبن بجميع أنواعه المعروفة حاليا فقد أتقنها وأجاد فى تخزينها.. ولعل الجبن القديم والمش مشهور به المصرى منذ القدم وقد قدم المصرى القديم للعالم أفضل طرق صناعة منتجات الألبان واستخلاص الزبد وتحويله إلى سمن بلدى يمكن تخزينه لمدة عام كامل وكان المصريون هم أول من عرفوا اللبن الرائب والزبادى. أما عن تجفيف الفواكه فكان المصريون هم أول من جفف العنب وعمل الزبيب، وكذلك تجفيف التين والزيتون وابتكروا طرق حفظهما لسنوات عديدة دون أن يصيبهما التلف.. وقد استخرج المصريون أنواعا مختلفة من السكر، سواء من العنب أو البلح أو التين.

ورغم أن المصريين لا يفضلون اللحوم كوجبة أساسية إلا أنهم أتقنوا حفظ اللحوم مملحة داخل غلاف من خليط الثوم والحلبة.. فيما عرف بعد ذلك بالبسطرمة.. وقد صنع المصرى القديم أنواعا شهية من الطعام باستخدام المتاح مما تنتجه الأرض من أعشاب وخضراوات.. نبات الرجلة والخبيزة والحلبة الخضراء والعدس والفول والترمس وغيرها من البقوليات وقد تفنن المصرى قديما وحديثا فى صنع أشهى الأطباق من هذه البقوليات.. ولعل الفول المدمس والطعمية أشهر تلك المأكولات.. إضافة إلى طرق حفظ الحبوب البقولية، وهى طرق ليست سهلة، ولكن المصرى القديم استطاع حفظ البقوليات لفترات طويلة دون أن تفسد أو تصيبها الآفات أو السوس عن طريق خلطها بالملح أو الرماد.

هكذا تعلم المصرى فن الحياة بعبقرية شديدة وبأقل الأسباب المتاحة.. هذا هو المصرى يا سادة صاحب أقدم دولة فى التاريخ.

أضف تعليق