دراسة.. قبر الإسكندر الأكبر أسفل هذه المنطقة

دراسة.. قبر الإسكندر الأكبر أسفل هذه المنطقةالأسكندر الأكبر

ثقافة وفنون15-12-2021 | 07:45

ناقشت دراسة حديثة للباحثة مى الرمسيسى قضية البحث عن قبر الإسكندر الأكبر استمدتها من كتاب الدكتور عزت قادوس "آثار الإسكندرية القديمة" تشير إلى أن الإسكندر الأكبر تمكن من الاستيلاء على مصر عام ٣٣٢ قبل الميلاد بعد هزيمته للملك الفارسي دارا والذى تراجع وقرر الإسكندر أن يتركه يجهز صفوفه ريثما يزيد هو من قوته بالاستيلاء على موانى شرقي البحر المتوسط وبذلك يقطع عنه الإمدادات وبالفعل اتجه إلى الساحل السورى الشمالى واستولى عليه ثم مدينة صور ثم توجه إلى مصر ووقتها حاول الملك دارا مفاوضته وأفاض له بالوعود إلا أنه أبي وأكمل مسيرته إلى مصر برًا ودخل لميناء بلوزيوم ومنها إلى العاصمة منف ثم إلى نقراطيس فكانوب ثم برايتنيو .


وتشير الباحثة مى الرمسيسى إلى استقبال المصريين له بالاحتفاء والترحيب فقد كانوا يعانون ويلات الحكم الفارسي كما أن الاسكندر عُرف عنه حسن معاملة العامة فسلموه الحكم وتم تتويجه في معبد بتاح بمنف وقد وصل تبجيلهم له أن اعتبروه ابنًا للإله ووضع في يده سلطة حاكم الوجهين القبلى والبحرى و اتجه لزيارة معبد آمون في سيوة، وعند مروره بقرية راقودة التى تقابلها جزيرة فاروس وفي الجنوب منها تقع بحيرة ماريا «مريوط» قال هنا تؤسس مدينتى وأمر أن تُتخذ عاصمة للبلاد لأنها تتناسب مع أهدافه الاقتصادية والسياسية والحربية فكانت الإسكندرية المصرية وقد كان الإسكندر قائد فذ عبقرى امتدت إمبراطوريته بعد نهر السند ولكنه أثناء ذلك شعر بالمرض فعاد إلى العراق والبعض قالوا أنه مرض في العراق ولكن الأهم أنه توفي في قصر نبوخذ نصر سنة ٣٢٣ قبل الميلاد حسب أغلب الأقوال وتم نقل جثمانة ليدفن في مدينته الاسكندرية .


ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن الإسكندر الأكبر توفى عن عمر 33 عام وفي اليوم التالى اجتمع قادته واقترح القائد برديكاس أحد قواد الإسكندر الأكبر وقد كان أقوى رجل في بابليون وله كلمة مسموعة وتزوج فيما بعد من كليوباترا المقدونية اخت الإسكندر أن يتم تنصيب على العرش كلًا من أخيه فيليب اريدايوس الثالث وكان مختل عقليًا و ابنه الاسكندر الرابع وكان مازال جنينًا عند وفاة والده، وقد أقر القادة هذا الاقتراح وتم تعيين برديكاس وصيًا على العرش وعهد لأرهيدايوس أن يتولى تنظيم جنازة الإسكندر الأكبر وبالفعل بعد أيام قلائل تم تحنيط جثمان الإسكندر ولكن تم تأخير الجنازة وقتًا طويلًا بعض الشيء فقد استغرق الأمر حوالى عامين حاولوا فيهما أن يستقروا على مكان الدفن فى مكان يليق بملك عظيم كالإسكندر وليست أى جنازة ينالها وقد اختلفت الآراء بين أن يُدفن في "بدنا بايجاى" عاصمة مقدونيا السابقة مع العائلة المالكة .


أو أن يدفن في معبد أبيه آمون بسيوه وقد كان واضحًا حب و احترام الإسكندر لآمون وحدث جدال في ذلك واسع وخاصة بعد أن ترددت أقوال أن البلد التى يُدفن بها الإسكندر سيحل عليها الرخاء
ويتابع الدكتور ريحان بأن الكثير من الأقاويل ترددت وأغلبية الظن أن الإسكندر نفسه هو من طلب أن يتم دفنه في معبد أبيه زيوس آمون في سيوه ولكن كان كل حاكم من قواده يريد أن يدفن الإسكندر في البلد التى أخذها فهذا يضيف لحكمه شرعية


ويذكر ديودورس قصة مضمونها أنهم سألوا الإسكندر وهو على فراش الموت إلى أى الرجال يترك امبراطوريته الواسعة فأجابهم {إلى الاقوى} رغم أنه تم نفي هذه الرواية وقال آخرون أنه أعطى خاتمه لبرديكاس فقد مر الوقت بين خلافات وجدالات كثيرة وتقسيم للملك.


ويوضح الدكتور ريحان أن جنازة الإسكندر بموكبها الفريد في عام ٣٢١ قبل الميلاد أخذت طريقها من بابل إلى مقدونيا إلّا أن قابلها بطلميوس فى سوريا وكان قد تولى حكم مصر مبررًا ذلك برغبته أن يضيف على الموكب الجنائزى عظمة إلّا أنه بعد ذلك حصل على الجثمان وتوجه به إلى مصر وهذا ما أثار غضب برديكاس بشده وفي حين لم يكن قد تم الانتهاء من بناء مدينة الإسكندرية أمر بطلميوس بدفن الإسكندر في ممفيس العاصمة حين ذاك فهى أفضل مكان لدفن الإسكندر لتكون مقبرته تحت رعاية ومعية بطلميوس عكس ما ستكون في سيوه نظرًا لبعدها في الصحراء ولكن لم يستمر الأمر هكذا طويلًا .


ويتابع الدكتور ريحان بأنه بعد بناء الإسكندرية أُمر باستخراج جثمان الإسكندر ونقله ليدفن بمدينته التى وضع ركيزتها وتم بناء قبرًا جديد له في وسط الإسكندرية القديمة ولفت موقع مقبرته أنظار العالم أجمع فى ذلك الوقت وكان يزورها أدباء وعلماء ومفكرين وقادة حتى أباطرة الروم كانوا يزورون ال قبر تقديسًا للإسكندر الذى اعتبر إله ومن اللذين زاروا المقبرة كان يوليوس قيصر و أوغسطس وكاليوجولا وسبتميوس سفيروس و ابنه كاراكالا وذلك يؤكد وجود قبر الإسكندر الأكبر فى الإسكندرية المصرية وهذا ما أكده علماء تلك الفترة مثل استرابو والذى أشار إلى أن الإسكندر الأكبر قد دفن فى الحى الملكى .


ولكن الحى الملكى و الإسكندرية القديمة اختفت معالمها أسفل الإسكندرية الحديثة ففي القرن الثالث الميلادى وقعت أحداث كثيرة في الإسكندرية مثل الزلازل وانتشار الفوضي والحروب والنزاعات وفي أثناء ذلك فُقد قبر الإسكندر الأكبر .


ولفت الدكتور ريحان إلى أن الاعتقادات تتراوح بين أمرين إمّا أن قبر الإسكندر غرق مع الأجزاء الغارقة من الإسكندرية القديمة أو أنه أسفل الإسكندرية الحديثة، وقد تم إجراء أكثر من حوالى ١٤٠ عملية بحث معتمدة عن مقبرة الإسكندر الأكبر واهتم به الكثير من العلماء مثل هاينريش شليمان «مكتشف طرواده القديمة» وعالم الآثار هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون حتى نابليون بونابرت حاول العثور عليها
ومن الجدير بالذكر أن هناك رأى في قمة الأهمية استند إلى أن الإسكندرية قديمًا تكونت من تقاطع شارعين رئيسيين يقسمان المدينة إلى أربعة تقاطعات، تقاطع شارع فؤاد الذى يمثل الشارع الرئيسي في الإسكندرية القديمة وشارع النبي دانيال وهناك رأى بأن المقبرة توجد اسفل مسجد النبي دانيال ولكنه رأى ضعيف وحسب العادة القديمة التى تقول بأن مؤسس المدينة ذو الطبيعة الإلهية لابد أن يدفن فيها ف قبر الإسكندر يوجد في الإسكندرية وغالبًا عند تقاطع شوارعها القديمة وتتوجه أنظار العلماء لمنطقة حدائق الشلالات ومازال البحث جاريًا......

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2