أمل إبراهيم تكتب: المبدعون لا يرحلون «سيد حجاب»

" شايلة الأمل طفل فى حجرى ، ومسيره يوم يحبى ويجرى ، عمرك ياضلمة ماتستجرى تسدى باب الناس فتحوه .." فى عالمنا نحن غالبا ننسب  الأغانى إلى المطربين الذين قاموا بغناءها ولا يعرف كثير منا أسم مؤلف الكلمات أو الملحن ، ولكن أغنية مثل تلك فالأمر هنا مختلف وسوف تجد كثير منا يذكر أسم الشاعر  " سيد حجاب " لأن الاغنية تثير نوعا من النوستالوجيا حول تترات المسلسلات التى عشنا معها فترة من أعمارنا كانت توصف بالأعمال الدرامية الرائعة التى جذبت أغلبنا للمتابعة وشكلت جزء من ذاكرة المصريين وسجلت تاريخ الأسر المصرية بأدق التفاصيل بدءا من الشهد والدموع وليالى الحلمية والعائلة وبوابة الحلوانى وأرابيسك والمال والبنون  والعائلة والليل وأخره وغيرهم ،،تلك الفترة التى نطلق عليها  زمن أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ وسيد حجاب وعمار الشريعى ونخبة من أبطال الروائع وتتر المسلسل فى البداية والنهاية كان علامة مميزة وصدى يتردد فى بيوت المصريين تسمعه وأنت فى الشارع أو على سلم العمارة قصة أرتبطت بموعد محدد لتتجمع الأسرة حول الشاشة ونداء محبب للاستعداد لقضاء وقت هو جزء من حياتنا ودرس سوف تدور حوله المناقشة فيما بعد . كانت أغانى تترات المسلسلات فقرة رئيسية فى أى حفل بعدها وعلامة نجاح مسجلة للمطرب الذى تغنى بها لماذا أحببنا جميعا كلمات الشاعر الراحل سيد حجاب ؟ لماذا كانت العبارات واضحة بالنسبة لنا جميعا ولم تكن مثل باقى الأغانى يمكن أن نعجب بكوبلية ونغفل عن ماتلاه ؟ تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى ورا نفس السراب، كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب”. أعتقد أننا جميعا نعشق اولئك الذين أقتربوا من أرواحنا وكتبوا كلاما أخذ من طرف لساننا ولم نكن نستطيع التعبير كما فعلوا هم وأصبحت كلماتهم المحلاة بالموسيقى وصوت المطرب شريك لنا فى أوقات أستدعاء المشاعر والاحاسيس المشابهة . ففى كل بيت فيه فاطمة كان لابد أن نسمع "مين الل مايحبش فاطمة لو فاطمة طاقة نور و حنان " وحتى الآن نتساءل جميعا ليه يا زمان مسبتناش أبرياء؟ وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع؟ وبرغم حالة الشجن والحزن فى أغلب كلماته الا أن الأمل حاضر بقوة الضوء بين السطور ومين نكون أن بعنا يومنا وماضينا .. وليه نعيش اذا كانش بكرة يراضينا وازاي ننام من غير ما نحلم ببكرة .. وبكرة ده منين ييجي الا بايدينا حتى فى أكثر الأغانى التى رافقتها الدموع فى مسلسل الليل وآخره بدعى الله تعالى .. تطفي شوقى وحنينى يا فجر يا جاي تعالى .. زيح حِمل تقيل حانينى الشاعر الكبير سيد حجاب الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الاداب لعام 2013، ولد بمدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية في 23 سبتمبر 1940 التحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الأسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958. وبدأت شهرته مع الإذاعة عبر البرامج الإذاعية "عمار يا مصر"، "أوركسترا"، ثم كتب مسرحية "حدث في أكتوبر"، وغنت له عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود ومحمد الحلو، وعلي الحجار وسميرة سعيد، ومحمد منير، كما كتب لفريق الأصدقاء أغاني في ألبومه الأول مع عمر بطيشة، ثم ألبومين للأطفال هما "أطفال أطفال" و"سوسة" وله العديد من المؤلفات منها صياد وجنية والأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الأول، ومختارات سيد حجاب حصل حجاب على جائزة كفافيس الدولية عن مجمل أعماله، كما حصل على جوائز اخرى، وكان اخرها هو حصوله  على جائزة الدولة التقديرية في الاداب.ورحل الشاعر المصرى الجميل 25 يناير 2017 ولكن أعماله باقية لأنها تخص كل منا وجزء من أحاديثنا فالمبدعون لا يرحلون و إن دارت الدنيا علينا وليلت من حوالينا نبات فى أحضان أهالينا وإلا نتبعتر ونتوه