كتبت: نشوي مصطفي
لا يعرف أبناء المحافظات فى بحرى وقبلى الكثير عن عادات وتقاليد أهل سيوة، كما يجهلون المطبخ "السيوى" وأكلات التى تبدو مسمياتها غريبة جدا على آذانهم، والمطبخ السيوي متأثر جداً بالمطبخ الأمازيغي - المنتشر فى بعض دول المغرب العربى - في العموم.
والزراعة هى المهنة الأولى لأهل سيوة وأشهر محصولين فيها البلح والزيتون، ويدخلان في كثير من الأكلات مثل أكلة “التجلان التيني” وهي عبارة عن مخبوزات تصنع من الدقيق والبلح وزيت الزيتون وهي أكلة تمنح آكلها طاقة كبيرة جداً ومناسبة للإفطار.
من أشهر الأكلات "السيوية " كما يقول مدير العلاقات العامة سيوة محمد عمران جيري: هناك عدد من الاكلات المتنوعة والتي تقدم في مختلف المناسبات ومن بين هذه الاصناف الـ”اشنجوط” وهو البطة أو الدجاجة ”المشوية المغطاة بالكريب أو ”الرقاق“، وهو يقدم ليلة العرس للمدعوي
ومن أصناف المأكولات السيوية أيضا الـ “انجيل” وهو خبز البيت المصنوع من التمور المطحونة والمعجونة مع الدقيق، وهو يقدم لضيوف حفل الزفاف، وللعروسين أيضا ليلة العرس.
ومن الأصناف الأساسية فى المطبخ السيوي أيضا الـ “ادشيش“، وهو القمح المطحون، والمطهى في الحساء، ويقدم عادة في آخر أيام حفلات الزفاف.
أما ” البسيس ” وهو نوع من الحلوى، توزع في حفلات الزواج ، فيوجد منه نوعان، الأسود والأبيض، حيث يصنع البسيس الأسود من التمر المطحون، ويصنع البسيس الأبيض من الحمص الجاف المحلى بالسكر، ويمكن خلط البسيس الأبيض، إما مع الماء أو السمن.
و “تانقوطعت ” عبارة عن قطع من شرائح العجين الجافة، والتي تقدم للضيوف على الإفطار أثناء الأيام الأولى بعد ولادة المولود، وهى مصنوعة من المكرونة المحلية الصنع المطهية مع الحلبة، وتقدم مع السمن والسكر.
وهناك أيضا الرقاق الذي يتم عمله في مناسبة عيد الأضحى، ويتم إعداده وتجهيزه ليلة العيد.
والرقاق السيوى يختلف عن الرقاق المعروف في وادي النيل، فهو خبز من طبقتين، يتم عجنه بطريقة مختلفة، حيث يضاف إليه قدر من الزيت ليسهل فصله، ويرقق بالمرقاق ” النشابة الخشبية”، ويتم تسويته في لوح من الصاج، أو الحديد يسمى “اطابنت الحديد” والتى تعنى "طابونة الحديد".
أما ” المخمخ” فهي ليس لها علاقة بأكلة المخ، لكن المخمخ هذا نبتة شيطانية أو نبات بيطلع وسط الزراعات زي نبات “الرجلة” اللي مشهورة في شمال مصر، ويطبخ المخمخ بنفس طريقة الملوخية وبإضافة اللحم الضاني.
هناك أيضا السلق بالعدس وهذه تعتبر أكلة مغذية جدا لاحتوائها على البروتين والألياف.
.. وبالنسبة للحوم ففي سيوة ياكلون الـ “بو مردم”، وهذه الأكلة أصلها ليبي، وتعتبر أكلة للعزومات، أو واجب للضيافة.
بومردم عبارة عن لحم خروف صغير السن بيتبل جيداً، ويحفرله حفرة بعمق من نصف إلى متر، ويوضع فيها حطب مشتعل يعلوه شبكة، يوضع عليها اللحمة المتبلة، ثم تغطى بصاج معدن، ويردم عليها بالرمل.
وتستوى هذه الأكلة في مدة ساعتين تفريبا، ويكون طعم اللحمة المشوي فيها أكتر من رائع، و اللحم طري ويذوب في الفم، ورائحة الشواء تكون قوية وتفتح النفس.
الـ "بومردم" يتقدم مع الأرز. وهناك طريقتان لذلك، فى الأولى يوضع الارز تحت اللحمة أثناء عملية الشوي لكى يأخد من طعم اللحمة، او يتم طهى الإرز بمفرده.
وجدير بالذكر أن واحة سيوة تقع على بعد 800 كم من القاهرة في اتجاه الغرب.
والواحة لها تاريخ طويل ممتد فى الحضارات الفرعونية، ورومانية، والعربية.
و سيوة مكان لطيف لقضاء أجازة فى الطبيعة البكر، وهى تنتمى لما يسمى سياحة الطبيعة او الـ "إيكو".
