فى مثل هذا اليوم انكسر العدوان الثلاثى على مصر

فى مثل هذا اليوم انكسر العدوان الثلاثى على مصرفى مثل هذا اليوم انكسر العدوان الثلاثى على مصر

* عاجل3-12-2017 | 17:48

دار المعارف

1956 فى مثل هذا اليوم الثالث من ديسمبر من عام 1956 م تم وقف أعمال القتال، والبداية الفعلية  لانسحاب القوات الفرنسية والبريطانية من مصر وذلك بعد فشل العدوان الثلاثي، الذي شنته الدولتان مع كيان العدو "الإسرائيلي"، والذى اشتهر فى التاريخ أيضا باسم: حرب 1956 ، و أزمة السويس أو حرب السويس كما تعرف في الدول الغربية أو حرب سيناء أو عملية قادش كما تعرف في إسرائيل، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948.

وقد بدأت جذور أزمة السويس في الظهور عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات بين مصر والمحتل البريطانى، ورافقت المفاوضات مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية بالقناة.

وكانت علاقة عبد الناصر مع دول الغرب في البداية في صورة جيدة مع موافقة البنك الدولي بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا على منح مصر قرضاً لتمويل مشروع السد (العالى) الذي كان تطمح مصر - عبد الناصر أن يحقق لها طفرة زراعية وصناعية في البلاد.

وفي هذه الأثناء أيضا كانت المناوشات الحدودية مستمرة بشكل متقطع بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن عبد الناصر صراحة عدائه لإسرائيل ما شجع الأخيرة على الاتجاه لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، فرفضا طلبه، فتوجه إلى الاتحاد السوفيتي بطلبه فوافقت عليه.

وقررت كل من بريطانيا والولايات المتحدة معاقبة عبدالناصر على توجهه نحو الشرق، فاطلقتا عليه ما عرف بـ «حملة أوميجا السرية»، والتي هدفت إلى تشويه صورة عبدالناصر أمام العالم، وفرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، وتقليص تمويل إنشاء السد العالى ثم إلغاء تمويله بالكامل في وقت لاحق.

وهنا قرر عبد الناصر تأميم قناة السويس كفرصة بديلة لتوفير التمويل اللازم لبناء السد العالي، علاوة على أنها كانت تمثل انتهاكا للسيادة المصرية من خلال إداراتها الغربية، هذا غير قصتها التاريخية التى تم فيها تسخير المصريين لحفرها، ثم انتزعت ملكيتها لصالح شركات وسماسرة فى الغرب.

للاسباب السابقة أعلن جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956 قرار تأميم شركة قناة السويس، وفشلت كل مخططات الغرب فى عرقلة تنفيذ القرار.

 ومع نجاح مصر في إدارة القناة على خلاف ما خططت وروجت له دول الغرب، بجانب فشل الضغط الدبلوماسي على مصر تبددت علل إعلان الحرب على مصر.

لم تستطع الدول الثلاث ضرب مصر مباشرهً بعد التأميم لعدم وجود أي مبرر منطقي لشن حرب على مصر أمام العالم فقانونياً كان يحق لمصر تأميم قناه السويس مادامت مصر تحفظ حقوق الدول في عبور السفن وتعويض المساهمين في شركه القنال ولذلك بدأت مؤامره بين الدول الثلاث للتخلص من ناصر.

وقامت فرنسا بوضع خطة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر بالاتفاق مع بريطانيا وإسرائيل أُطلق عليها بروتوكول "سيفرز" آملين في تحقيق مصالحهم من تلك الضربة.

 على صعيد بريطانيا كان الهدف من العدوان على مصر التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البريطاني بتحقيق الجلاء وتحالفه مع السوفييت وتأميم القناة.

أما فرنسا فقد رأت فى العدوان على مصر فرصة للانتقام منها ومن عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر وأمم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية.

ووجدت إسرائيل فى العدوان فرصتها لتدمير القوات المصرية في سيناء التي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.

وفى كتاب الأطلس التاريخي لبطولات شعب بورسعيد عام 1956 الذى وضعه ضياء الدين القاضي:

أتفق ساسة دول العدوان الثلاثي [ أنتوني إيدن ووزير خارجيته سلودين لويد – جي موليه ووزير خارجيته كريستيان بينو- بن جوريون ووزير خارجيته جولدا مائير على المؤامرة على مصر وليكن تنفيذها اعتباراً من 29 أكتوبر لتكون خطواتها كالآتى :

  1. تبدأ بهجوم الجيش الإسرائيلي على مصر من جهة الشرق من خلال صحراء سيناء التي تمثل منطقة واسعة خالية من المقاومة ويتقدم هذا الجيش نحو القناة بسرعة هائلة .
  2. تضطر مصر إلى مجابهة هذا الهجوم بدفع جيشها عبر صحراء سيناء.
  3. تقوم كل من إنجلترا وفرنسا بإنذار الدولتين المتحاربتين ويحتل جيشهما مدن القناة من بورسعيد إلي السويس في مدة أقصاها 7 نوفمبر بحجة حماية القناة من العدوان الإسرائيلي.
  4. بذلك يكون الجيش المصري قد حوصر في صحراء سيناء فيتم تدميره بالكامل وتصبح مصر بلا كيان.

وطبقاً لبروتوكول سيفرز وفي 29 أكتوبر 1956 هبطت قوات إسرائيلية في عمق سيناء واتجهت إلى القناة لإقناع العالم بأن قناة السويس مهددة.

وبدأ الهجوم الاسرائيلي في التاسع والعشرون من أكتوبر بغزو وإحتلال سيناء

و في 30 أكتوبر أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين الطرفين، ينتهي في السادسه والنصف صباحاً من اليوم التالي، ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشرة كم عن قناة السويس وقبول احتلال مدن القناة بواسطة بريطانيا وفرنسا، بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة، و أعلنت مصر بدورها رفضهان الغنذار واحتلال إقليم القناة.

و في 31 أكتوبر، هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة، وعلى منطقتي القناة والإسكندرية.

 ونظراً لتشتت القوات المصرية بين جبهة سيناء، وجبهة القناة، أصدر عبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة.

وبدأ الغزو الأنجلو فرنسي على مصر من بورسعيد التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.

وفى فصل من فصول بطولة الشعب المصرى قاومت أبناء مدن القناة من المقاومة الشعبية ببورسعيد الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، وقاد المقاومون من أبطال بورسعيد ممن رفضوا التهجير حرب شوارع ضد جيش كامل العتاد

وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال.

وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار ابتداء من 7 نوفمبر.

وفي 19 ديسمبر أنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس.

وهو التاريخ الذي اتخذته المدينة عيداً قومياً لها أطلق عليه "عيد النصر".

أضف تعليق

إعلان آراك 2