قرأت لك

قرأت لكسعيد عبده

الرأى17-12-2021 | 14:43

هناك أناس قدموا للحياة فى مصر والعالم العربى الإسلامى أعمالا تخلد وأثرت فى الناس وما زالت هى من الصدقات الجارية «علم ينتفع به» لأنه يهدى إلى الصراط المستقيم ويتناول العديد من الجوانب وخاصة ربط
ما توصل إليه العلم بالآيات القرأنية وأعجب ما فى الكون من مشاهدات تشير إلى بديع الخلق وإلى جميل صنع الله..

وما أكثر الآيات وأعظم هذه المشاهدات وسبحان من له فى كل شيء آية.. سبحان من خلق السموات والأرض ومن فيهما.

فى فقرات سريعة.. واسعة.. تخطى الإنسان حدود الأرض وأصبح على عتبة الفضاء.. يحاول أن يطرق أبواب الكواكب القريبة.. فلقد أرسل أجهزته ودارت حول القمر ثم استقرت عليه.. وتابعها بأخرى إلى كوكب الزهرة.. وكما هبطت هذه الأجهزة.. سيحاول أن يهبط الإنسان نفسه.. وكل خطوة له فى مجال الفضاء احتفل بها أيما احتفال.. وأقام لها مواكب الفرح وأعياد النصر.. ولابد أن هذا النجاح قد أدار.. ولو قليلاً.. عقل البشرية.. فاغتر البعض.. وظنوا أنهم علموا أكثر ما جهلوا.. فلقد أصبح يطلق على هذا الجيل.. جيل الفضاء.. وعلى هذا العصر.. عصر العلم.. وعلى هذا الزمن.. زمن المعرفة.. وقال البعض ولم لا نبحث فى سر الحياة ؟ بل ولم لا نحاول خلق الحياة ؟ فهل هذا حقا؟ وهل يمكن للإنسان فعل ذلك ؟ وهل وصل علم الإنسان إلى ما يجعله يفكر فى ذلك حقا؟

فيما ترى كم قدر ما يعرف الإنسان؟ وكم قدر ما يجهله؟

لو تدبر الإنسان وتفكر لهالته الحقيقة المخيفة.. إذًا ما أكثر ما يجهله الإنسان.. وما أقل ما يعلمه.. إن الإنسان فى عالم نفسه.. لا يعلم عنه إلا قليلا..


وما يعلمه إنما هو تعديلاته لما يرى وقد ارتاح إليها.. والله أعلم بحقيقتها.. وأما ما يجهله فهو الكثير.. إنه يجهل كيف تنقسم الخلية الحية فى جسمه.. إن انقسامها دليل تغذيتها ثم نموها.. فأين فضلات ما تغذت به؟ وهل هى تأخذ ما يلزم نموها دون زيادة أو إسراف بحيث لا يتبقى منه أثر؟ وكيف يختلف عمل الخلايا وتتباين وظائفها؟ بل تتغير أشكالها رغم أنها كلها من خلية واحدة.. فالبعض منها تُكوِّن العظام وأخرى تُكوِّن الدم.. وغيرها تُكوِّن الأهداب والجفون.. وغيرها تُكوِّن العضلات والدهون؟

وكيف ولماذا تعصى خلية أو أكثر أمر التدبير فتقف عن النمو.. أو تفرط فيه.. فتسبب الهلاك لصاحبها؟ وكيف لايدخل الماء من جلد الإنسان إلى داخله عند استحمامه أو سباحته ويخرج العرق من داخله.. مخالفا بذلك كل القوانين العلمية التى تثبت أن المحلول يسير خلال الاغشية من الأقل تركيزا إلى الأكثر تركيزاً فى محاولة لمعادلته.. فوجب على ذلك أن يدخل كل الماء الذى يلامس الجسم إلى داخله.. وكيف ولماذا تدخل صور الأشياء مقلوبة فى العين ثم يعيدها إلى المخ ؟ عشرات المرات بل مئات من الأسئلة كلها تؤدي إلى جهل الإنسان بعالم نفسه.

وأما عالم الحيوان.. وعالم النبات.. وعالم الأرض.. فالأمر لا شك أشد.. فإن الإنسان يحرص كل الحرص على أن يبدأ بمعرفة عالم نفسه..

وما أبعد السفر.. وعالم الفضاء.. فإن الإنسان ما زال يكتشف الطريق إليه .. وما أطول الطريق.. وما أبعد السفر..

إلا أن هناك من العوالم ما تعتبر مجهولة تماماً للإنسان.. فهى ليست من ذات العوالم التى يستطيع أن يصل إليها بأساليبه التى يعرفها.. وهى ليست بالصورة التى يعهدها.. إنها عوالم مجهولة.. ومن ضمن هذه العوالم المجهولة.. عالم الجن.. وعالم الملائكة.

وإن العلم إذ بدأ يثبت وجود هذه العوالم فإنه لا سبيل عنده حتى الآن لأن يعرف عنها المزيد.. وإن القرآن الكريم قد تكفل سابقاً العلم بعشرات المئات من السنين ببيان هذه العوالم.. كما أوضح حقائقها إذ ينقطع طريق العلم عن إدراكها.. أو الوقوف عليها.

هذه بعض سطور من كتاب عالم الجن و الملائكة للكاتب الراحل عبد الرزاق نوفل.. من إصدارات الشركة القومية للتوزيع والآن لدى مكتبات دار المعارف والمكتبات الكبرى.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2