قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقا، إن العزوف عن اللغة العربية له أسبابه الموضوعية، إما بأيدينا نحن العرب وإما من خارجنا ممن جائوا ومكثوا في بلادنا وأرادوا إزاحة اللغة بأي شكل، حيث أنه وقبيل 150 عاما فكان 80% من لغات العالم يقومون بتدوين أبجدياتهم باللغة العربية كاللغات الأفريقية والمالوية والأردية والفارسية والتركية القديمة.
وأضاف «الهدهد»، خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، والذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، أن ما حدث حاليا من تقهقر باللغة العربية سببه الرئيسي هو ضعف أمة وليس ضعفا في اللغة، «لغتي أكتبها كما أنطقها، وهي لغة موجزة ومعبره واقتصادية، وهي لغة مبنيه بناء سهل ووعائها في الصدور لأن الأمة العربية كانت أمة شفاهية وليست أمة كتابية».
وأوضح أن هذا التطابق يجعل اللغة يسيرة في تعلمها، وهذا الاضطراب في القواعد يجعل اللغة سهلة في تعلمها وتداخلها، «ولكن لم يشع في عصر من عصور اللغة العربية إلا في عصور الاحتلال أن اللغة العربية صعبة واللغة العامية هي البديل المناسب واللغة العربية ليس لغة تفكير، في حين أنه لا يوجد أية علاقة بين التفكير واللغة، حيث أن التفكير عملية دماغية واللغة تعبر عن ما في الفكر إيا كان نوعه».
وأكد أن أغلب من خدموا علوم اللغة العربية لم يكونوا عربا بالأصالة ولكنهم تعلموا العربية ونطقوا بها وعلى رأسهم عالم النحو الكبير سيبويه والذي لم يكن عربيا من الأساس، وفند: « اللغة العبرية كانت قد ماتت وبدأت تحيا في منتصف اربعينات القرن الماضي وبدأوا بصالون ثقافي صغير لا يتحدثون فيه إلا بالعبرية حتى صار لها قاموس وصارت لغة الطب والهندسة والسياسة ولا يتعاملون إلا بها».