ما كفارة عقوق الوالدين؟

ما كفارة عقوق الوالدين؟صورة أرشيفية

عرب وعالم18-12-2021 | 10:32

لا شك أن من أغضب والديه قد أصاب ذنباً عظيماً، بل فإنّه قد اقترف أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، وهذا إثمٌ عظيمٌ يحتاج صاحبه إلى ما يكفر ذنبه حاجة ملحة، وقد ورد عن علماء الفقه أن الكبائر لا تمحى بالأعمال الصالحة، بل يحتاج صاحبها إلى توبةٍ نصوحٍ يحقق شروطها حتّى يقبله الله تعالى.

وإن من فضله -سبحانه- على عباده أن جعل باب التوبة مفتوحاً لمن شاء، مهما عظُم ذنبه أو طال، يقول الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

وحتى تُقبل توبة العبد عليه أن يحقّق شروطاً عدّة، بيانها فيما يأتي:

1- الإخلاص لله تعالى أوّلاً في تحقيق هذه التوبة.
2- الإقلاع عن الذنب، وتركه نهائياً.
3- العزم على عدم العودة إليه مُجدّداً.
4- الندم، والتحسّر على إتيانه.
5- أن تكون التوبة قبل وصول العبد إلى حالة الغرغرة قُبيل الموت.
6- ردّ المظالم إلى أهلها إن كان هناك مستحقّات في ذمّته لأحدٍ ما، ويؤخذ من هذا القول أن يسترضي المرء والديه إن كانا على قيد الحياة.

أمّا من تاب من ذنبه بعد أن توفّي والديه، فهُناك رأيٌ يقول إنّ الندم توبةً، فيكفيه الندم على ما فات؛ ذلك لأنّه لن يتحقّق إلّا هذا الشرط من شروط التوبة، وهناك من زاد عليه القول: إنّ الله تعالى جعل باب الإحسان، والبرّ للوالدين حتى بعد وفاتهما، وإنّ ممّا يستطيع الإنسان أن يكرم والديه به من فضل بعد وفاتها ما يأتي:

الدعاء لهما:

فقد ذُكر الدعاء للوالدين في القرآن والسنة، قال النبي عليه السلام: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلّا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)،[11] وفي حديثٍ آخرٍ يقول النبي عليه السلام: (إنَّ اللهَ لَيرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذه؟ فيقولُ: باستغفارِ ولدِكَ لكَ).
تأدية بعض الأعمال الصالحة التي يصل ثوابها لهما:

وقد ذكر العلماء بعض هذه الأعمال، ومنها: العمرة، والحجّ والصدقة، وإرجاع الأمانات التي كانت عليهما إلى أهلها، واسترضاء أهل المظلمة إن كانا قد أتيا شيئاً من ذلك.
إكرام وصلة أصدقائهما وأهل ودّهما:

ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صلةُ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه، بعد أن يُولِّيَ).[13]

أضف تعليق