تمر اليوم الذكري ال 135 علي ميلاد، صاحب القلم الحر، قيمة وقامة لن تتكرر في الحياة السياسية والصحفية، خاض معارك شرسة ضد الاحتلال الإنجليزي صاحب شعار “الصحافة رسالة وليست تجارة”، وكان مؤمنا بأن الصحافة الحرة هي الطريق إلى الوطن الحر، إنه أمين الرافعي رائد الصحافة والحركة الوطنية.
ترصد "بوابة دار المعارف"، أبرز المحطات المؤثرة في حياة عاشق صاحبة الجلالة أمين الرافعي.
نشأة أمين الرافعي
ولُد أمين الرافعي، في في 18 ديسمبرعام 1886 شرق دلتا النيل بمدينة الزقازيق، وبها تلّقى تعليمه، ثم أكمله في الإسكندرية، ثم التحق بمدرسة الحقوق في القاهرة، والده هو الشيخ عبد اللطيف الرافعي الذي كان يعمل في سلك القضاء، انجذب أمين الرافعي إلي صاحبة الجلالة وعالمها وهو لا يزال طالباً في مدرسة الحقوق، وبعدما تخرّج ، انضم ً إلى الحزب الوطني في عهد مؤسسة مصطفى كامل.
مسيرته الصحافية والسياسية
وبدأ الرافعي في كتابة المقالات في جريدة اللواءعام 1907، وظل يكتب بها مقالاته حتي عام 912، ثم انتقل إلي جريدة العلم حتى تم تعطيلها نهائيا في عام 1913.
أصبح الرافعي اسمًا شهيرًا في عالم الصحافة، عندما قرر الاحتلال الإنجليزي إقالة ناظر الحقوق الفرنسي لامبير، وعينوا بدلا منه البريطاني هيل رغم أن القوانين المصرية مشتقة من القانون الفرنسي، فاحتج أمين وكتب مقالا حادا بعنوان "جنازة القانون في مصر"، وانتشر المقال بشكل هائل وانتشر اسم أمين الرافعي.
رأس تحرير جريدة الشعب عام 1914 ، وفي ذلك الوقت أُعلنت الحماية البريطانية على مصر، وفرض الاحتلال على جميع الصحف نشر إعلان الحماية، لكن أمين امتنع عن نشر القرار، وأعلن حجب الجريدة عن الصدور حتي لا ينشر خبر إعلان الحماية البريطانية علي مصر، رغم حصار البوليس الانجليزي لمقر الجريدة.
وعقب نشر الرافعي قرار الحجب اقتحم البوليس الحربي مقر جريدة "الشعب" وتم اعتقاله هو وشقيقه المؤرخ عبد الرحمن الرافعي، وعبد الله طلعت مدير تحرير الجريدة، وعندما خرج أمين من السجن طلب منه السلطان حسين كامل إعادة إصدار الجريدة وعرض عليه مبلغ 5000 جنيه، فرفض الرافعي هدية السلطان وإعادة الإصدار.
وكتب عبد الرحمن الرافعي في كتابه "ثورة 1919"، عن قرار الاحتجاب: "هو أول احتجاج من مصر على الحماية البريطانية وقد وقع في الوقت الذي بلغت فيه صحيفة الشعب ذروتها من حيث الانتشار والرواج والمكانة الصحفية، إذ كانت أوسع الجرائد انتشارا وكان الجمهور يتلقفها بلهف كبير ليعرف منها أخبار الحرب العالمية ويتحسس فيها اتجاه الحركة الوطنية، فكان إيقاف صدورها تضحية كبيرة".
في عام 1920 ، اشترى الرافعي صحيفة الأخبار التي أصبحت منصته اليومية، وفي جاء بيان 28 فبراير 1922 جاء بيان ، شن أمين حملته الشرسة ضده ، واصفا إياها بأنها ضمانات تقضي على الاستقلال وتعطي إنجلترا سلطة مطلقة لمنع مصرالتمتع بحقها في الاستقلال ، إنه القضاء الفعلي على مبدأ السيادة أن تتظاهر إنجلترا بالاعتراف بمصر.
في عام 1922 ، تم تشكيل اللجنة الثلاثين لصياغة الدستور ، بقرار من رئيس الوزراء عبد الخالق باشا ثروت ، وتعيين حسين باشا رشدي رئيساً لها. واعتبر الرافعي صحيفة "الأخبار" منبرًا للدفاع عن حق مصر في صياغة دستور من قبل هيئة تأسيسية.
في عام 1924 أصدر الملك فؤاد مرسوماً بحل مجلس النواب بعد مقتل سردار سيرلي ستاك، وأطلق الرافعي مقالاته النارية احتجاجا على القرار وطالب النواب بالاجتماع دون دعوة الملك، وبالفعل عقد البرلمان جلسته التاريخية في فندق كونتيننتال في 21 نوفمبر 1925.
تكريمات
سمي على اسمه شارع أمين الرافعي في حي الدقي، بمحافظة الجيزة.
مؤلفات أمين الرافعي
هناك العديد من المؤلفات أبرزها "مفاوضات الإنجليز بشأن المسألة المصرية، ومذكرات سائح.
وبعد أكثر من نصف قرن على رحيل الصحفي الرائد أمين الرافعي كرمه الرئيس الراحل أنور السادات عند الاحتفال بالعيد الاربعين لنقابة الصحفيين في مارس عام من 1981 وذلك بمنح اسمه "قلادة الجمهورية" اعترافًا بعظيم وطنيته وفضله على مهنة الصحافة.
وفاته
رحل رائد الصحافة والحركة الوطنية في 27 ديسمبر عام ١٩٢٧ في جنازة مهولة ضمت جميع أطياف الشعب الذين خرجوا ليودعوا كاتبا صحفيا ومناضلا سياسيا من طراز فريد وخرجت مانشيتات الصحف كلها بعنوان حزينة يا مصر لتكون المرة الاولي التي يخرج فيها الشعب المصري ليودع كاتب صحفي وكأنه زعيم أمة.
وكتب قال عنه المفكر الكبير محمود عباس العقاد في رثائه يقول: " كان أمين رحمه الله مؤمنًا وكفى بالإيمان عزاء في شقاء الحياة، وكفى به شقاء في عالم الكفاح، فلولا إيمان الرجل لعز عليه الصبر على بلائه، فالإيمان عدوه والإيمان حليفه، ويالشقاء من يأتيه الكيد من حليفه الحميم، ويالسعادة من يأتيه العون من عدوه المبين ".