قنا – محمد فتحي
يُعد قصر الأمير يوسف كمال مؤسس مدرسة الفنون الجميلة فى العام 1905 بنجع حمادي شمال محافظة قنا أشهر قصوره حيث كان الأمير يوسف كمال يمتلك في نجع حمادي 18ألف فدان وقد أقام له قصرا علي الضفة الغربية للنيل بنجع حمادي علي مساحة تقدر بحوالي 4 أفدنة ليقيم فيه مدة تتراوح مابين شهر و3 شهور في السنة وخصوصا في الشتاء ويرجع تاريخ إنشاء قصر الأمير يوسف كمال إلي عام 1908 بإشراف مهندس القصور المعمارية أنطونيو لاشياك وهو من أشهر المعماريين الذين قدموا إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتم تسجيل القصر كأثر إسلامي عام 1988 .
مكونات القصر
يتكون قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي من طابقين وله ملاحق أو قصور صغيرة من طابق واحد وهي من طرز معمارية إسلامية وأوروبية فريدة استغرق بناؤه 13 عاماً ويمثل القصر طرازاً معمارياً فريداً يجمع ما بين الطراز المعماري الإسلامي والأوروبي الحديث ضمن أملاك البرنس يوسف كمال بنجع حمادي.
محتويات القصر
أنشأ الأمير يوسف كمال هذه المجموعة من القصور داخل أسوار سجلت جميعها آثاراً بقرارات وزارية وتحتوي المجموعة علي العديد من المباني وتضم الوحدات المعمارية للقصر " قصر السلاملك - القصر- قاعة الطعام - المطبخ - الفسقية - ضريح الشيخ عمران- المئذنة - قاعة الدرس - السبيل" وتعد وحدات القصر التسع مزيجًا من الطرازين الأوروبي والإسلامي.
قصر الحرملك
كان مخصص لإقامة والدة الأمير وبعض الأميرات وهو عبارة عن طابقين كل طابق به مجموعة من الغرف ومطبخ وحمام ودور مسحور وبدروم وسطح وأهم ما في القصر الأسانسير الخشبي الذي احضره الأمير خصيصا لوالدته التي كانت مريضة بالقلب والقصر منفذ بطريقة العمارة الإسلامية مع مزجها بالنمط الأوروبي في بعض واجهات القصر والمفترض أن القصر يحتوي علي مجموعة من التحف المنقولة الخاصة بالأمير يوسف كمال.
قصرالسلاملك
يتكون من 3 قاعات للاجتماعات وواجهة خارجية ويشتمل القصر علي العديد من الأساليب الفنية الخاصة بالعصرين المملوكي والعثماني وتحتوي مجموعة قصور الأمير يوسف كمال علي قاعة الطعام ومطبخ مربع الشكل مكون من طابقين وله ملحق في الجهة الشمالية وتحتوي المجموعة علي فسقية وتقع في الجنوب من قصر السلاملك وهي من الرخام الملون بألوان زرقاء وبرتقالية ذات مسقط مربع من الخارج يتوسطها حوض مثمن.
السبيل
يتوسط الضلع الجنوبي لأسوار المجموعة ويوجد بهذه الجهة مبني خاص للموظفين في الدائرة وآخر للموظفين وكانت حديقة القصر مخططة علي احدث نظم تخطيط الحدائق وكانت في السابق تضم الكثير من الأشجار والنخيل والنباتات النادرة.
ضريح الشيخ عمران
تضم حديقة القصر من الجهة الغربية ضريحاً لأحد الشيوخ المعروفين في ذلك الوقت وهو الشيخ عمران والذي يُثار أن هذا الضريح بني للشيخ بأمر من والدة الأمير يوسف كمال فقد رأت حلما للشيخ وهو ينقذ ابنها من أسد في الصحراء كاد يقتله وقد كان الأمير يقوم خارجا في رحلة صيد بصحراء نجع حمادي وعندما عاد من رحلته روي لوالدته أن أسدا كاد يفتك به لولا رجلا ظهر فجأة وأنقذه من الموت فقامت ببناء ضريح للشيخ داخل أسوار القصر .
ورغم موقع القصر الذي يتوسط مدينة نجع حمادي مُطلًا علي نهر النيل ويبدو للناظرين تحفة معمارية فضلا عما كان يحتويه من قطع أثريه نادرة غير أنه منسي من قبل الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الآثار رغم أنه مُسجل كموقع أثرى إلا أنه خارج نطاق الخريطة الأثرية.
تعرض القصر للسرقة
تعرض قصر البرنس يوسف كمال بنجع حمادي لعدة وقائع سرقة منذ عام 2014 حيث سُرق منه ما يزيد عن 500 قطعة أثرية كان أخرها القطع الأثرية المفقودة وعددها 300 قطعة منها 12 عملة ذهبية وفضيه ونحاسية وتميمة فرعونية و3 خطابات مكتوبة بخط اليد من العصر المملوكي و4 شمعدان فضة و5 خناجر من الزجاج والنحاس و2 سنجه من الزجاج والنحاس و242 قطعة من الفضة لسرفيس مطبخ وبعض الأدوات الزجاجية والزخرفية وفق محاضر شرطة .
إجراء حكومي
اكتفت هيئة الآثار بنقل باقي القطع الأثرية إلى أحد المخازن التابعة للهيئة بمركز قفط جنوب محافظة قنا واتخذت عدة قرارات حيال هذا القصر المهجور والمنهوب أخرها تحويله إلى متحف إقليمي بعد تطوير حدائقه وإنارتها وافتتاحه أمام الزائرين وهو الأمر الذي لم يتحقق إلي الآن.
زيارات وزراء
شهد قصر البرنس بنجع حمادي العديد من زيارات الوزراء كان أخرها زيارة وزيرة التخطيط والمتابعة الدكتور هالة السعيد ومحافظ قنا خلال شهر أكتوبر الماضي لبحث إمكانية تحويل القصر وملحقاته إلى متحف خاصة وأنه يمثل تحفة معمارية من طراز فريد وأصيل كما انه من أهم وأكبر المعالم الأثرية بمدينة نجع حمادي واعتبرت " السعيد " أن تحويل القصر ومُلحقاته إلي متحف خطوة فى الاتجاه الصحيح لوضع محافظة قنا على الخريطة السياحية خاصة وأن القصر لا يحتاج إلى اعتمادات مالية كبيرة لافتتاحه للجمهور وفق تصريح اللواء عبد الحميد محافظ قنا.