كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر خاصة مطلعة على ملف الصراع العربي الإسرائيلي، أن قرار الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، بـ"تهويد القدس"، وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني، يأتي في إطار تنفيذ مخطط تقسم منطقة الشرق الأوسط، الذي صاغ بنوده، المنظر السياسي للإدارة الأمريكية السابق "برنارد لويس".
وأشارت المصادر، إلى أن مشروع "برنارد لويس"، الذي أطلق عليه، "العصور المظلمة"، وضع تصورا استراتيجيا لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، إلى عدة دويلات على أساس ديني وعرقي، تعيش إلى جانب دولة إسرائيل الكبرى، وإشغال هذه الكيانات والدول بالخلافات والنزاعات الطائفية والدينية والقبلية، والصراع على الثروات والمياه والحدود، وكسر وحدة الصف العربي.
وأضافت المصادر، أن قرار ترامب، يسير في نطاق مخطط "برنارد لويس"، لاسيما ما كتبه تحت عنوان" جذور الغضب الإسلامي"، ودعى فيه إلى استغلال صعود التيار الإسلامي الراديكالي المتشدد، بعد يهدف تمكين الكيان الصهيوني داخل المنطقة العربية، من خلال تحقيق عدة نقاط أساسية أهمها:
أولاً: تحويل سيناء لمنطقة عملية وبؤرة صراع مسلحة، من خلال انتشار التنظيمات التكفيرية المسلحة تحت غطاء "تحرير القدس"، وإعادة تمحورها وهيكلتها مرة أخرى، ومنحها الشرعية، وايجاد حاضنة شعبية، وتمكنها من استقطاب العناصر الجديدة، التي تمنحها قبلة الحياة، واستغلال الحالة الحماسية والثورية لدى شعوب المنطقة العربية، لاسيما أنصار التيارات الإسلامية بتنوعاتها المختلفة، وتحديدا التيارات السلفية، التي يسهل استقطاب عناصرها، باعتبارها الأقرب لمفاهيم الجهاد المسلح.
ثانيا: إعادة توجيه الخطاب الفكري للتنظيمات التكفيرية، مثل "داعش"، و"القاعدة"، وتبني فكرة مواجهة "العدو البعيد"، المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني، مع عدم التخلي عن مواجهة "العدو القريب" المتمثل في الأنظمة العربية، الحاكمة للمشهد، خاصةً أن هذه التنظيمات تمر بحالة من التعثر في ظل تكبدها الكثير من الخسائر، ومن ثم ستحاول طرح نفسها بشكل يعزز من تواجدها.
ثالثاً: محاولة انهاك الدولة المصرية، وأجهزتها الأمنية، في المواجهات المسلحة المتلاحقة مع التنظيمات التكفيرية، المتمركزة داخل سيناء، وترغب قي تحويلها لمنطقة عمليات دولية، تنطلق منها القاعدة الكبرى للجهاد العالمي، والبديل المطروح لنقل بؤرة الصراع من سوريا والعراق إلى داخل سيناء، بهدف تفكيك وتحطيم الجيش المصري، ما يدفع لعدم استقرار الأوضاع المصرية، وقبولها بالضغوط الأمريكية الناتجة عن سوء وتدهور المشهد في سيناء، وفق مشروع "برنارد لويس"، ووثيقته التي أقرها الكونجرس الأمريكي 1983، ودعت لاستخدام التنظيمات الإسلامية المتشددة، كسلاح قوي في مواجهات الجيوش العربية وتدميرها، لتنفيذ مخطط التقسيم.
رابعاً: فرضية التدخل العسكري الأمريكي، بحجة الإضرار بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية، التي تتسبب فيها التنظيمات التكفيرية المتمركزة داخل سيناء، بش هجماتها ضد الكيان الصهيوني، ما يستوجب التدخلات العسكرية للقضاء عليها، مثلما فعلت في سوريا والعراق،
خامساً: تنفيذ سيناريو "صفقة القرن"، ومحاولة توطين الفلسيطنين، وفقا لنص مشروع الكيان الصهيوني المحتل، الذي طرحه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط "جيورا أيلاند"، لتسوية الصراع مع الفلسطينيين في إطار دراسة أعدها لصالح مركز "بيجين - السادات للدراسات الاستراتيجية"، ونشرت في منتصف يناير 2010، تحت عنوان: "البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين".
وأفادت المصادر، أن المشروع الصهيوني، تحدث عن تزويد الدولة الفلسطينية المستقبلية بظهير شاسع من الأراضي المقتطعة من شمال سيناء، تصل إلى 720 كيلومتراً مربعاً، وتبدأ من الحدود المصرية مع غزة، وحتى حدود مدينة العريش، وهذه الأراضي عبارة عن مستطيل، ضلعه الأول 24 كيلومتراً، ويمتد بطول ساحل البحر المتوسط من مدينة رفح غربا، وحتى حدود مدينة العريش، أما الضلع الثاني فيصل طوله إلى 30 كيلومتراً من غرب "كرم أبوسالم"، ويمتد جنوبا بموازاة الحدود المصرية مع الكيان الصهيوني المحتل، على أن تحصل مصر على 720 كيلومتراً مربعاً، أو أقل قليلا داخل صحراء النقب (منطقة وادي فيران)، الواقعة تحت سيطرة الكيان الصهيوني.
وأوضحت المصادر، أن المشروع طرح فكرة تحقيق المكاسب، بالنسبة للجانب المصري، من خلال قيام "تل أبيب" بالسماح للقاهرة، بشق نفق يربط بين مصر والأردن، ويبلغ طول هذا النفق حوالى 10 كم، ويقطع الطريق من الشرق للغرب (على بعد 5 كم من إيلات)، ويخضع للسيادة المصرية الكاملة، وإتاحة تمكين الفلسطينيين من إنشاء ميناء دولي كبير (في القطاع الغربي من غزة الكبرى)، ومطار دولي على بعد 25 كم من الحدود مع الكيان الصهيوني.
ونوهت المصادر، أن المشروع الصهيوني، تطرق لتفاقم قضية المياه، بالنسبة لمصر، وإمكانية قيام "تل أبيب"، بالضغط على البنك الدولي، والمؤسسات المشابهة، بضخ استثمارات وإقامة مشروعات ضخمة لتحلية وتنقية المياه في مصر، وتوفير الخبرات التكنولوجية، ورؤوس الأموال الهائلة لتغطية هذا الجانب.
وأكدت المصادر، أنه تم تقسيم مصر في خريطة الشرق الأوسط الكبير، مقسمة إلى أربع دويلات، وفقا لمخطط "برنارد لويس"، دولة تضم سيناء وشرق الدلتا، تحت النفوذ الإسرائيلي، وثانية مسيحية، عاصمتها الإسكندرية، وتمتد من الفيوم وجنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط، أما الدولة الثالثة فهى الدولة النوبية، وتضم القرى النوبية في جنوب مصر، إلى مناطق مستقطعة من شمال السودان، لتكون عاصمتها أسوان، إضافة إلى دولة رابعة إسلامية عاصمتها القاهرة.