كتبت: أمل إيراهيم
برغم أننا على مشارف 2018 ومن الصعب جدا أن نجد أنفسنا نتحدث أو نتناقش حول فكرة العنصرية ناحية العرق واللون إلا أن هناك ما يثبت أن الفكرة مازالت قائمة وبصور مختلفة فى عالم يدعى الحرية والمساواة.
منذ فترة قريبة نشرت شركة " دوف " إعلان عن أحد منتجات الشركة تظهر من خلاله امرأة داكنة البشرة تخلع قميصها لتظهر امرأة بيضاء بعد أستخدام أحد منتجات الشركة وتم حذف الإعلان بعد كم الانتقادات التى تم توجيهها للشركة واتهامها بالعنصرية واعتذرت الشركة عبر تغريدة على تويتر عن الإعلان
ثم يأتى خبر خطبة الأمير هارى والممثلة الأمريكية ميجان ميركل ليثير عاصفة من التساؤلات والتعليقات حول أصول ميجان التى تعود إلى أب قوقازى وأم أمريكية من أصول أفريقية، وقد أعربت ميجان عن أسفها مرارا عن الإجابة على تساؤلات الصحفيين حول لون بشرتها.
وفى عام 2015 اختارت ميجان أن تتشر مقالا، حول القصة وأن تعيد نشره بعد إعلان خطوبتها على الأمير هارى فى محاولة للدعوة حول المساواة بين الأعراق ونبذ التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة والعالم.
وفي المقال سردت قصة حكاها لها جدها عن رحلة له بصحبة جدتها من أوهايو إلى كاليفورنيا وكيف أنهما توقفا خلال الرحلة في مطعم كنتاكي وكيف أجبرا على الوقوف في الجزء الخلفي من المطعم والانتظار هناك لتسلم الطعام وتناول الطعام في جراج السيارات لأنهما “ملونين”، ولقد كتبت ميجان تقول أن هذه القصة “لاتزال تطاردها” وتذكرها بأن “بلادنا لايزال أمامها طريق طويل” للوصول إلى المساواة ونبذ التفرقة.
وتابعت ميجان في مقالها أن القصة التي حكاها جدها جعلتها تتذكر أن: “العدد اللانهائي من النكات عن السود التي ألقاها الآخرين أمامي دون أن ينتبهوا أنني من أصول مختلطة”.
وقالت أيضا إنها استمعت لامرأة وهي تسب والدتها بإحدى كلمات السباب العنصرية التي توجه للسود لأنها استغرقت بعض الوقت للخروج بسيارتها من جراج عام.
وإذا كان هذا يحدث فى الجانب الذى يقال أنه الأكثر تحضرا ورقى فى العالم فماذا يحدث فى منطقتنا؟!.
فى بلدان الخليج بعض الجنسيات تعد سبة فى الحديث وخاصة مناطق جنوب شرق آسيا والهند لأنهم أعتادوا أستقدام الخدم والسائقين من هناك.
وفى مصر منذ أيام أثار أحد عروض الأزياء ضجة حول نفس القصة عندما ارتدت العارضة فستانا للعروس وقام بسحب ذيل الفستان شابان من أصحاب البشرة الداكنة، والفكرة واضحة وصادمة لأن العنصرية تضرب العالم فى مناطق مختلفة، وهى كارثة لا تحتاج إلى مواجهة بقدر ما تحتاج إلى فهم معنى الانسانية الحقيقية والمساواة بين البشر وكسر حاجز اللون والعرق فى عالم لا يختار فيه أى إنسان لون بشرته.