صابر عبد الدايم: الإفتاء الدينى مسئولية من؟

صابر عبد الدايم: الإفتاء الدينى مسئولية من؟صابر عبد الدايم صابر عبد الدايم

الدين والحياة20-12-2021 | 17:08

أكد د. صابر عبد الدايم عضو الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية اللغة العربية بجمعة الأزهر سابقا أن قضية الإفتاء الدينى قضية مهمة وخطيرة، لأن الإفتاء لا يتصدر له أى شخص، كما نرى اليوم أمامنا على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى، قد انغمس فيها كل من هب ودب، وادعى معرفته بها، وهو فى ذلك كذاب أشر، لأن من يريد إصدار حكمًا فى مسألة دينية إفتائية، يجب أن يصدر رأيه مستندًا إلى الشريعة الإسلامية، والتى تتضمن إتقانه حفظ القرآن الكريم

وكذلك حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، وأن يكون دارسًا لعلوم القرآن وعلم الحديث الصحيح، وأن يكون مطلعًا على المذاهب الفقهية الأربعة، لأن الإفتاء من خلال مذهب واحد هو تخصص أكاديمى، ولابد لمن يتصدى للإفتاء أن يكون رأيًا عصريًا فى المقارنة بين المذاهب المختلفة، ومن ثم الاستناد إلى رأى الجمهور من العلماء.

وهذا هو موقف دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية، وعلى هذا الأساس لا يترك الإفتاء مهنة من لا منهنة له، أو من يريد الشهرة والتنطع على حساب الدين الحنيف.. ونرى من شاكلة هؤلاء كثر فى البرامج الإذاعية الفضائية.. ومثل الأمور الإفتائية لها أهلها من المتخصصين فى علوم الفقه والدراسات الإسلامية من أصول دين وغيرها، ويجب أن يكون المختص مطلعًا على اللغة العربية، ومعرفة الفروق بين الصيغ اللغوية المختلفة، وروايات الأحاديث، ومعرفة الوجوب والنظائر للقرآن الكريم.. أن اللفظة الواحدة لها أكثر من معنى حسب المراد من الآية القرآنية، وأن يكون للمختص معرفة بالبلاغة العربية ومطلع على تفاسير القرآن وآراء العلماء، وأن يكون ملمًا بما يسمى (مقارنة الأديان)، أى يكون دارسًا للأديان السماوية والأديان الوضعية، ويستطيع المقارنة بين الدين الإسلامى والأديان والمذاهب الأخرى.. واللغة العربية هى أساس فهم الدين الإسلامى، لأن سيدنا عمر بن الخطاب قال: تعلموا اللغة العربية لأنها من دينكم.

ويلفت د. صابر عبد الدايم أنه من المهم لمن يتصدر للإفتاء أن يكون مطلعًا على أحدث ما توصل له مجمع البحوث الإسلامية و دار الإفتاء المصرية، خاصة فى القضايا الخلافية، وأن يكون مثال يحتذى وقدوة للناس ومطبقًا لأمور الدين فى حياته الشخصية، ومن يفتى بغير الحق فيكون قد ضل وأضل غيره، ودراسته علوم القرآن وعلوم الحديث الشريف ضرورى، وبذلك لابد من كتابة الفتوى بالنص حتى يكون موثقًا، ويصدق على هذه الفتوى المختصون من دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية.

ونسأل الله عز وجل أن يهدينا إلى الصواب وطريق الحق والرشاد.

أضف تعليق

إعلان آراك 2