بقلب وعقل الأب، وفى أجواء عائلية تبعث على التفاؤل وتبث الأمل وتحيي روح التحدى والاجتهاد، وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي خريطة طريق لشباب مصر بالجامعات المصرية، ولمن هم فى المدارس الثانوية، لكى يصنعوا مستقبلا خاصا بهم، لا يقلقون فيه من بطالة أو تعثر فى الحصول على عمل أو وظيفة.
تلخصت نصائح الرئيس للطلبة الذين التقى بهم على مائدة إفطار بجامعة كفر الشيخ، فى أن يحرصوا على تأهيل أنفسهم بما يريده سوق العمل، وأن ينظروا إلى كليات وعلوم المستقبل التى أصبحت هى عصب الحياة وأسلوبها الآن، قاصدا كليات الذكاء الاصطناعي وكليات النانو تكنولوجي وعلوم الفضاء والفلك وغيرها من كليات المستقبل التى تؤهل خريجيها إلى وظائف يصح أن نطلق عليها «وظائف المستقبل»، سوف تكون هي المسيطرة على سوق العمل فى ظل اندثار واختفاء وظائف تقليدية كثيرة.
وفى إطار رسمه لخريطة مستقبل شباب مصر أثناء تواجده بكفر الشيخ، ومن منطلق إيمانه الكامل بأن شباب مصر هم ثروتها الحقيقية ومستقبلها الواعد، وأن مصر كانت ولا تزال خزائنها زاخرة بالمواهب في كل المجالات، فقد وجه الرئيس بضرورة وجود يوم جامعي للطلاب في مدينة الفنون، والثقافة، وأن يكون هناك يوم للأنشطة والمواهب في كل الجامعات تنتخب وتختار كل جامعة من خلاله المواهب و تقدمها بعد ذلك من خلال مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية، لنقول للعالم كله إن مصر فيها خير كثير فى كل المجالات، وهي فكرة رائعة جدا، وأعتقد أنها سوف تساعد فى كشف وتفجير العديد من المواهب التى تمتلئ بها جامعاتنا ومدارسنا وسوف نشهد من خلالها نماذج تشرف بجد وتقول للعالم إننا قادمون.
ولقد كان من اللافت فى زيارة الرئيس إلى كفر الشيخ أن الجامعة التى زارها «جامعة حكومية»، ليؤكد الرئيس أن الدولة تهتم بكل الجامعات القديمة والحديثة الحكومية والأهلية والخاصة، وأن الدولة حريصة على الارتقاء بمستوى الجامعات الحكومية بالتوازي مع إنشاء الجامعات الجديدة، وفق نهج يعتمد على توفير التعليم والتدريب المناسب لسوق العمل الحالية والمستقبلية، وفى إطار الأولوية القصوى للدولة للاهتمام بالشباب وتدريبهم وتأهيلهم فى كافة المجالات باعتبارهم «أمل مصر» والكنز الحقيقي لتحقيق التنمية الشاملة.
ولم ينس الرئيس فى حديثه تناول القضية الأكبر والأهم دائما وهى قضية «الوعي» حيث أكد الرئيس على أهمية تنمية الوعي والإدراك لدى الطلاب تجاه المتغيرات والتحديات فى العصر الحالي سواء الداخلية على مستوى الدولة أو الخارجية على المستوى الإقليمي والدولى، وذلك بالتوازي مع تطوير مستواهم العلمى والأكاديمي وتنمية قدراتهم لمواكبة التطور الحالي والمستقبلي لسوق العمل، وتعزيز آليات رعاية النوابغ والمتفوقين من الطلاب ودعمهم، وذلك لبناء جيل من الكوادر الشبابية المتميزة.
وفى حديثه مع الأساتذة «رؤساء الجامعات»، طالب الرئيس بضرورة دعم عملية ربط منظومة البحث العلمي وما يتبعها من مراكز بحوث متخصصة مع قطاع التعليم الجامعي وإتاحة كافة التسهيلات لإعداد البحوث والدراسات المبتكرة، وذلك للمشاركة في صياغة حلول علمية للتحديات التي تواجه الدولة المصرية، والمشروعات القومية التنموية فى كافة المجالات .
كانت رسائل الرئيس من كفر الشيخ واضحة ومباشرة تتجه جميعها نحو الاستفادة المثلى من «كنز مصر» الحقيقي وهم الشباب، وتأهيلهم بشكل كامل يمكنهم من صنع وقيادة مستقبلها.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن