من «شولتس» إلى «رئيسى» رؤساء لأول مرة

من «شولتس» إلى «رئيسى» رؤساء لأول مرةشولتس

حوارات وتحقيقات23-12-2021 | 11:13

رغم أن 2021 يمكن أن نطلق عليه عام متحورات كورونا، بسبب ظهور سلالات جديدة من الفيروس مثل دلتا، أوميكرون وغيرهم، إلا أن كورونا لم تكن الحدث الأبرز فقط فى بعض الدول، إذ شهدت هذه الدول إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جرت فى ظل ظروف غير عادية، حيث استمرار الفيروس، وظهور متحورات جديدة أدت لزيادة عدد الإصابات والوفيات، مما جعل دول العالم تتسابق لإنتاج لقاحات.

وفى ظل هذه التطورات، ظهر زعماء ورؤساء جدد ليحكموا بلادهم لأول مرة.

ومن برلين إلى طهران، ومن تيجوس إلى سانتياجو، نستعرض أبرز الزعماء الذين تولوا حكم بلادهم للمرة الأولى.

أولاف شولتس.. نسخة "ميركل" المتحورة

السياسى الممل.. نسخة متحورة من ميركل.. الرجل الآلى، ألقاب وُصف بها المستشار الألمانى الجديد "أولاف شولتس" الذى أعاد المنصب للحزب الاستراكى الديمقراطى بعد 16 عامًا من فقدانه لصالح المسيحيين الديمقراطيين بقيادة أنجيلا ميركل، حيث تمكن ليس فقط من الفوز في الانتخابات التشريعية التى أُجريت فىسبتمبر، بل نجح أيضًا في تشكيل ائتلاف حكومى غير مسبوق بدون أي عقبة مع حزب الخضر والليبراليين.

21

ولد أولاف شولتس في مدينة أوسنابروك في 14 يونيو 1958 في ألمانيا الغربية، وكان والده تاجرا ووالدته ربة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1975 في سن السابعة عشرة، وكان يعرف بارتداء بدلات صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.

شغل شولتس منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي".

32123212

بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون وبعد تخرجه في كلية الحقوق بجامعة هامبورج، أسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصا في قانون العمل في المدينة. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك أثرا على شخصيته.

انطلقت مسيرته فعليا عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي جيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضوا في البوندستاج (البرلمان الألماني) وأصبح أمينا عاما للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرع هزيمة شرودر أمام أنجيلا ميركل.

41

يلقي شولتس خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وقال مؤخرا في تصريح صحفي "أنا رصين وبراجماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعيا إلى "مجتمع عادل".

وفي 2018 ومع توليه وزارة المالية، أصبح شولتس نائبا لميركل. وحسب وسائل إعلام ألمانية، كان شولتس يستلهم من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلدها في الإيماءات، خصوصا إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاجس تسايتونج" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحورة" من ميركل!

واتبع شولتس كوزارة المالية، نهاج ماليا صارما، لكن بعد تفشي جائحة كورونا لم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية معتمدا السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وجعلته سياساته الناجحة في التعامل مع الأزمة أحد السياسيين الأكثر شعبية ومصداقية، ووضعته في قلب المشهد ومقدمته.

إبراهيم رئيسى.. الابن المخلص للمرشد

321231

لم يكن فوز "إبراهيم رئيسى" فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية التى جرت فى يونيو الماضى أمرًا مفاجئًا، إذ كان يُتوقع فوزه على نطاق واسع بعد أن تم استبعاد الوجوه الإصلاحية والمعتدلة البارزة من السباق من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يسيطر عليه التيار المحافظ والمتشدد أيضاً.

رئيسى هو رجل دين محافظ ومتشدّد، يرفع منذ أعوام شعار الدفاع عن الطبقات المهمّشة ومكافحة الفساد. وتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، وهو من المدافعين عن "النظام العام" ولو بالوسائل المتشددة.

رفع خلال حملته الانتخابية شعار مواجهة "الفقر والفساد"، وهو المبدأ نفسه الذي خاض على أساسه الانتخابات الرئاسية عام 2017 ونال 38 بالمئة من الأصوات، لكن ذلك لم يحل حينها دون فوز المعتدل حسن روحاني بولاية ثانية.

ولد رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عيّن مدعيا عاما في مدينة كرج قرب طهران وهو لما يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
أمضى رجل الدين الشيعي ذو العمامة السوداء، قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية للجمهورية الإسلامية، متنقلا بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد.

ويعمل رئيسي الذي يرى منتقدوه أنه يفتقر الى الكاريزما، بوحي الدروس الدينية والفقهية لخامنئي.

وفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني ونظارتين رفيعتين ولحية مشذبة غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية منذ العام 2018، خصوصا في مدينة مشهد، مسقط رأسه.

جابرييل بوريك.. اليسارى الذى تربع على عرش تشيلى

212

قبل أيام قليلة فاز القيادي الطلابي السابق، جابريل بوريك، البالغ من العمر 35 عاما بالانتخابات الرئاسية في تشيلي ليصبح بذلك أصغر رئيس يصل لهذا المنصب بتاريخ البلاد.

ولد بوريك في فبراير 1986 بمدينة بونتا أريناس، في أقصى جنوب البلاد. وهو سياسي شاب تزعم جمعية طلاب جامعة الحقوق بتشيلي قبل أن يقتحم عالم السياسة في 2013 ويشارك في الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل. ورغم صغر سنه، انتخب عضوا في مجلس النواب عن منطقة ماجالانيس والقطب الجنوبي التشيلي.

ويتوقع المتتبعون لشئون أمريكا اللاتينية أن يسلك بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين، على غرار رئيس فنزويلا الراحل هوجو تشافيز والزعيم الكوبي فيدل كاسترو. لكن رغم إعجابه بهؤلاء القادة، إلا أن الوضع الذي آلت إليه التجربة الكوبية والفنزويلية ستحتم عليه أن يكون متوازنا في سياساته الاقتصادية والاجتماعية.

على المستوى الاقتصادي، يخطط بوريك لفرض ضريبة على الثروات والطبقة الغنية إضافة إلى جعل التعليم مجانا في البلاد. فيما وعد بمنح المزيد من "الحقوق الاجتماعية" لسكان تشيلي مع الحرص في نفس الوقت على اتباع سياسة ضريبية متوازنة.

ومن بين الأهداف الاجتماعية التي يريد تجسيدها على الأرض، تقنين الإجهاض وتسهيله في بلد يحتل الدين فيه مكانة بارزة. ومن المتوقع أن يواجه انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف ومن ممثلي الديانة المسيحية الذين يدافعون على التركيبة العائلية التقليدية.

شارك جابريال بوريك في المظاهرات الشعبية التي اندلعت في 2019 والتي كانت تطالب بنظام اقتصادي "عادل" يمنح الحقوق الاجتماعية للجميع ويكون فيه التعليم حقا مشروعا لكل شخص وليس فقط للأغنياء، شأنه شأن الضمان الصحي الذي يجب ألا يكون حكرا على الطبقة الغنية.

زيومارا كاسترو.. رئيسة هندوراس التى عادت كرئيسة بعد الإطاحة بها كسيدة أولى

235235332332

فازت مرشحة المعارضة اليسارية زيومارا كاسترو في الانتخابات الرئاسية في هندوراس التى جرت فى نوفمبر الماضى، لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في البلاد، وتنهي 12 عاماً من الحكم المحافظ للحزب الوطني، الذي شابته فضائح ترتبط بالجريمة المنظمة وتهريب الكوكايين.

111141

زيومارا كاسترو هي زوجة الرئيس السابق زيلايا الذي أطاحه انقلاب في عام 2009 وزعيمة حزب «ليبري» اليساري.

وتعهدت كاسترو (62 عاماً)، بفرض ضرائب على الأثرياء، وإصلاح «النموذج الليبرالي الجديد الفاشل» للأمة، والنظر فيما إذا كانت سوف تنهي تحالف هندوراس مع تايوان. وهندوراس هي واحدة من 15 دولة متبقية لديها علاقات دبلوماسية رسمية كاملة مع تايوان وليس مع جمهورية الصين الشعبية. وطرحت زيومارا فكرة التحول لإقامة علاقات مع بكين إذا ما فازت، رغم أن الخبير الاقتصادي بينو قال إن هذا الأمر ليس محسوماً، وعبرت مجموعات أعمال محلية عن قلقها حيال الفكرة التي يجب أن يتم وضعها في الاعتبار.

ويقول هوجو نوي بينو، الخبير الاقتصادي الذي عمل على خطة حكومة زيومارا كاسترو، إن المرشحة الرئاسية ستدرس خطة مع صندوق النقد الدولي إذا كانت الظروف مناسبة، وإذا كانت الوتيرة التي سيتم بها خفض العجز ليست مرهقة للغاية.

وترغب كاسترو في فرض ضرائب على الثروات الكبيرة، وتقديم مدفوعات جديدة للرعاية الاجتماعية للأسر الفقيرة وكبار السن، والسماح للبنك المركزي بإقراض الخزانة في حالات الطوارئ. وقالت المحللة لدى «أوراسيا جروب» ريزا جاريس تارجو، إن خطابها أصبح معتدلاً عما كان في حملاتها الانتخابية السابقة، وينتظر بعض المستثمرين معرفة كيف ستحكم إذا فازت في الانتخابات.

أضف تعليق

إعلان آراك 2