حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلف الناتو المسؤولية عن خداع موسكو، مشددا على ضرورة أن يوقف الحلف تمدده شرقا ويقدم ضمانات أمنية إلى روسيا.
وذكر بوتين، أثناء مؤتمر صحفي سنوي كبير عقده اليوم الخميس: "قالوا لنا في التسعينيات: لن نمتد شبرا واحدا إلى الشرق، فماذا حصل؟ إنهم خدعونا! خدعونا بوقاحة وأطلقوا خمس موجات لتوسع الناتو".
وأشار الرئيس إلى أن روسيا في كل مرة أبدت قلقها إزاء تمدد حلف شمال الأطلسي، غير أنه تجاهل مباعث القلق هذه وأصر على أنه سيفعل كل ما يعتبره مطلوبا دون مراعة موقف موسكو.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن هذا التوسع أسفر عن نشر منظومات عسكرية هجومية للناتو في رومانيا وبولندا، عند مقربة مباشرة من حدود روسيا، بينما يتحدث حلف شمال الأطلسي اليوم عن إمكانية انضمام أوكرانيا إليه أو نشر منظومات هجومية في أراضيها بموجب اتفاقيات ثنائية.
وشدد بوتين على أن روسيا أكدت بشكل واضح أن استمرار تمدد الناتو شرقا غير محدود، مضيفا: "هل هناك شيء غير واضح؟ هل نحن من ينشر صواريخه قرب حدود الولايات المتحدة؟، لا، إن الولايات المتحدة هي التي جاءت بصواريخها إلى بيتنا وأصبحت عند عتبته حاليا. هل أن طلب عدم نشر المزيد من المنظومات الهجومية عند حدودنا أمر مفرط؟، هل هناك شيء غير عادي في ذلك؟، ما الذي سيكون عليه موقف الأمريكيين لو نشرنا صواريخنا عند حدودنا مع المكسيك والولايات المتحدة؟"
وتابع ردا على سؤال من مراسلة لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "الآن يطلبون مني أي ضمانات! أنتم الذين يجب عليهم تقديم ضمانات إلينا هنا وفورا ودون عرقلة الأمر لسنوات!".
وشدد بوتين على أن موسكو ترى أولويتها في ضمان أمنها، مضيفا: "خطواتنا ستتوقف ليس على سير المفاوضات بل على الضمان غير المشروط لأمن روسيا".
وصرح بوتين بأن روسيا لا تهدد أحدا، لكنها لن تتسامح مع محاولات جعلها طرفا في النزاع الأوكراني.
في الوقت نفسه، أشار الرئيس الروسي إلى أن رد الولايات المتحدة على مبادرة موسكو بخصوص الضمانات الأمنية المتبادلة إيجابيا بشكل عام، وتم تشكيل فريقين تفاوضين.
ورجح بوتين أن الغرب يسعى إلى تفكيك روسيا، وقال: "دون أي حيلة طرحنا بشكل مباشرة المسألة بشأن ضرورة وقف تمدد الناتو شرقا. الكرة الآن في ملعبهم وعليهم الرد علينا بطريقة ما".
وأكد الرئيس أن روسيا تأمل في بدء مفاوضات بشأن الضمانات الأمنية مع الغرب في أوائل يناير القادم ومستعدة لمناقشة هذه المسألة خصوصا على قاعدة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.