من أجل أسرة مصرية

من أجل أسرة مصريةسعيد عبده

الرأى25-12-2021 | 10:13

نعيش منذ فترة ونشاهد الكثير من المشاكل التي تضرب بعض الأسر المصرية فى مقتل وأصبحت تتزايد بشكل عنيف يؤثر على الترابط الأسري وأيضا على المجتمع ككل، فالأسرة نواة المجتمع تؤثر فيه وتتأثر به.

بعض هذه الظواهر ازدياد العنف الأسري بشكل كبير داخل أفراد الأسرة الواحدة وحوادث متكررة، والجديد اعتداء الأب على الأطفال.

ووصلت هذه الحوادث إلى آلاف الشكاوى وتصل فى بلاغات إلى إحدى اللجان بالمجلس القومي للطفولة والأمومة الذي يقوم بدوره بالتدخل مع الأسرة وإبلاغ النيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الطفل من اعتداء الأب ويقوم برعاية الحالة وتأمين علاجها.

ومن الحالات الصارخة فى هذا الأمر أب قتل ابنته ونقلها إلى بلده فى جنوب البلاد لدفنها وإخفاء جريمته لولا شكوك الطبيب الشرعي الذي شك فى أسباب الوفاة، واكتشفت الجريمة وحوكم الأب.

أيضا الأب الذي شارك مع زوجته فى ضرب ابنته عمرها ست سنوات وتهشيم وجهها وقامت والدة الأب (الجدة) بالإبلاغ حيث دأب الأب هو وزوجته فى الاعتداء على الطفلة وعليها أيضا..

وهناك حالات التعذيب للأطفال والاعتداء الجنسي من أحد أفراد الأسرة بل ووقائع حمل..

هذه واحدة من الظواهر الاجتماعية التى بدأت تزداد كل يوم

ولا يمكن أن يقوم بها عاقل أو إنسان طبيعى أبدًا.. ولكن قد يكون مختلا نفسيا أو تحت تأثير مخدر أو تعاطى مخدرات وأشياء أخرى..

حالات الزواج العرفى

تزداد أيضا هذه الظاهرة التي غالبا ما تحدث فى السر ولا نعلم عنها شيئا سوى بعد استفحال الأمر وظهور نتائجها من حمل أو ولادة.. أو مشاكل بين الطرفين.

والخطورة أن هذه الظاهرة تنتشر بين طلبة الجامعة بل وأيضا فى المدارس.. هذا خلاف حالات الزواج العرفى بين المتزوجين بعيدًا عن الزوجة الأولى وبحثا عن المتعة تحت عباءة الزواج العرفى بدون أعباء تحمل سكن فى أغلب الحالات أو زواج من إحدى السيدات الأرامل وخاصة المتيسرة الحال ولديها سكن خاص.

يتفنن الطرفان فى الوصول إلى هذا الاتفاق رغبة من كل منهم وهروبا من مشاكل الطرفين وأعباء الحياة وغالبا يتفق كل منهم على عدم الإنجاب..

وغالبا الأسرة لا تعلم عن أبنائها شيئا فى هذا الأمر لغياب دور الرقابة والتعليم والتوجيه من الأسرة قد يكون بسبب مشاكل الحياة والبحث عن مصادر دخل تكفى لسد حاجات الأسرة.

ولكن العجيب أن هناك حالات فى الأسر ذات الدخول الكبيرة والميسورة الحال، حيث إن كل شيء متوفر والأبناء يفعلون ما يشاءون..

والضحية أطراف كثيرة وأهمها الابن أو الابنة التى لا تجد أمًا حانية أو أبا عاقلا يحنو عليها ويوفر لها القدر الكافى من الأمان والاستقرار، وبالتالي عدم المشاركة فى ما يعانيه الابن أو الابنة لمنع وقوع أى مشاكل..

غياب القدوة

القدوة هو نموذج نشاهده ونعيش معه ونؤمن بأفكاره ويؤثر فينا ونقلده أو نسير على خطاه، نجده فى البيت والمدرسة والجامعة وفى المجتمع من رجال دين وسياسة وثقافة ونجوم مجتمع، منهم قادة الرأي والفكر..
وقد قلّت أو ندرت هذه النماذج فى مراحل كثيرة من حياة الفرد فى مجتمعنا خلال عدة عقود.. وحل محلها نماذج أخرى سلبية تقدمها لنا السينما والمسلسلات، الشرير والبلطجى، ونماذج أحيانا كثيرة قد لا تكون موجودة فى المجتمع من بلطجى يعيش بالسلاح الأبيض والجنازير ويستعرض قواه وهو فتوة المنطقة.
كان فى زمن فات الفتوة ينصر الحق ويلجأ إليه الضعيف ويعيد الحق إلى أصحابه ويصنع الاستقرار..
ولكن استطاعت الميديا أن تقدم لنا نموذجا بلطجيا شريرا يقهر كل من حوله أدواته الجنس والمخدرات ويعيش فى المناطق العشوائية مستباح له كل شيء وهو ضد القانون وليس فتوة الغلابة، ولكن بكل تفاصيله والخلطة التى نصنعها تؤثر فى المجتمع والشباب وخاصة من ليس له نموذج من لا يجد حاضنة أسرية تساعده على الحياة وتعلمه وترشده.
وخير دليل على ذلك أن يكون هذا البلطجى نموذجا لفئة سائقي التوك توك يروجون أفكاره وقفشاته ويقلدونه.. هذه هى النماذج المؤثرة فى المجتمع الآن..
ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على السلوك والأفراد وإفرازات هذا المجتمع..
رجال الدين
الحقيقة يقل تدريجيا دور الوعي الديني وتدخل فى نقاشات
لا تسمن ولا تغنى من جوع، هل دفن الميت فى مقبرة دورين، حلال أم حرام؟! وهل يمكن أن توافق أن يكون لبنتك أو ابنك صديق

أو بوى فريند وهل الشقة من حق الزوجة؟.. وغيرها من الأسئلة
أو الفتاوى..

نحن نريد وعيا دينيا، بناء داخليا من الدين والثقافة العامة، كانت المدرسة لها دور مؤثر فى مجالات كثيرة، التربية مثل التعليم..

وكان هناك مناخ أسرى له دور إيجابى وكان لرجل الدين هيبته وتأثير تربوي قبل الوعى الدينى، وهناك نماذج لها تأثير كبير فى أوقات كثيرة من حياتنا ولكن توارى ذلك واقتصر على خطبة الجمعة وهى قليلة
أو ضعيفة التأثير، نريد دورا قويا ومؤثرا ل رجال الدين فى المجتمع.

رؤية جديدة

لابد من إعادة صياغة لحياة الأسرة فى المجتمع تتشارك فيه الأسرة، الأب والأم وأيضا المدرسة بإعادة دورها فى التربية ووسائل الإعلام، من راديو وتليفزيون وإذاعة وسينما وغيرها لتقديم ما يفيد المجتمع ونماذج سوية وتربية من خلال المواد التى تبث..

هذا الأمر جلل ولابد من الانتباه سريعا للأسرة وما يتم فيها من تحول سريع سلبي وضار.. وهي من أخطر التحولات التى يجب أن نسارع بدراستها ونقدم الحلول لها..

هل نحتاج إلى مبادرة؟

نعم مبادرة رئاسية لإعادة بناء الأسرة مع حياة كريمة من السهل بناء المساكن وتقديم الخدمات وتوصيل ما يحتاجه المواطن.
ولكن أعتقد الأهم المواطن والأسرة التى ينتمي إليها المواطن والتى تتأثر بكل شيء حولها دون سند حقيقي وأخطرها (العفريت الرهيب) السوشيال ميديا، الذى دخل البيت مباشرة إلى زوجتك وأنت جالس معها وإليك وإلى أولادك تعلمهم وتؤثر فيهم دون رقيب..

ولكن ماذا يتعلمون؟.. هذا هو بيت القصيد من أجل أسرة مصرية قادرة ومستقبل أفضل، يجب أن نهتم بالأسرة الآن وقبل فوات الأوان، من مراكز البحوث والجامعات والبرلمان وغيرها، مبادرة من أجل بناء الأسرة.

أضف تعليق