أطلق مسؤولون و خبراء أميركيون تحذيراً بشأن الصحة العقلية للأطفال مع اقتراب نهاية العام الثاني لجائحة فيروس كورونا، وسط زيادة في حالات الاكتئاب ومحاولات الانتحار والإيذاء الذاتي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية أن العديد من الأطفال عادوا إلى مدارسهم في خريف هذا العام محملين باضطرابات نفسية متزايدة بعد أن قلبت الجائحة عوالمهم رأساً على عقب.
وكانت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، وجمعية مستشفيات الأطفال، أعلنت حالة الطوارئ الوطنية للصحة العقلية للأطفال في أكتوبر بعد فترة وجيزة من موسم العودة إلى المدرسة.
لكن رئيس الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين وارن يو كي نج، قال إن الوضع "ازداد سوءاً" منذ ذلك الإعلان، مشيراً إلى أن نطاق تلك الحالات أكبر مما كنا نتخيله .
وأضاف أعتقد أننا منغمسون في أزمة صحة عقلية، وجائحة كورونا تزيد الأمر سوءاً.
وبحسب جمعية مستشفيات الأطفال الأميركية، سجلت أقسام الطوارئ في مستشفيات الأطفال 38% من الزيارات لحالات الصحة العقلية، بالإضافة إلى زيادة بنسبة نحو 54% في محاولات الانتحار والإيذاء الذاتي في الربع الثالث من عام 2021 مقارنة بعام 2020.
وأكدت رئيسة جمعية مستشفيات الأطفال الأميركية آمي ويمبي نايت، أن بعض المستشفيات شهدت محاولات انتحار وإيذاء ذاتي في قسم الطوارئ ،مشددة على أن الأمر تضاعف أربع مرات.
وتابعت أن العديد من المستشفيات تستقبل أيضاً ما بين 20 و 50 مريضاً يومياً، مشيرة إلى أنه يتم الاحتفاظ بالمرضى في أسّرة الطوارئ حتى يتم فتح أماكن في برامج العلاج النفسي، مما يؤدي في النهاية إلى تأخير رعايتهم.
ونقلت "ذا هيل" عن خبراء أن أزمة الصحة العقلية للأطفال كانت موجودة بالفعل في العقد السابق للوباء، لكن الجائحة أدت إلى "تفاقم المشكلة و تسريعها.
ومع ذلك، نبهت المديرة السريرية لوحدة الطب النفسي والطب السلوكي في مستشفى سياتل للأطفال أليشا طومسون، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة المشكلات الحالية.
وأضافت أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها من شأنها وضع حد للمشكلة، والواقع أن هذه الأشياء تستغرق وقتاً،وتابعت:في رأيي، ما يحدث جائحة أخرى بالفعل، وأعتقد أنها ستزداد سوءاً، وعلينا فعل شيء حيالها.
وسجلت معظم زيارات قسم الطوارئ للصحة العقلية في مستشفى سياتل للأطفال في أكتوبر ونوفمبر من هذا العام، مع أكثر من 360 و 380 مريضاً، على التوالي. وإجمالاً، تحتوي الوحدة على 41 سريراً لرعاية المرضى الداخليين، بحسب "ذا هيل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم الانتهاء من الأرقام الخاصة بشهر ديسمبر، لكنها "تتماشى" مع الشهرين السابقين، على الرغم من حدوث انخفاض في زيارات الطوارئ للصحة العقلية في فترة العطلات بشكل عام، على حد قول متحدث باسم المستشفى.
وأدت خسائر الصحة العقلية ذات الصلة بالأطفال إلى تصعيد الضغط ليس فقط على المستشفيات، ولكن أيضاً على الأطباء النفسيين وعلماء النفس للأطفال الذين يواجهون طلبات هائلة للحصول على مواعيد ومساعدتة، بحسب الصحيفة.