أعلنت حكومة أبوظبى عن إطلاق اسم المهندس المعمارى المصرى الراحل عبدالرحمن مخلوف على أحد شوارع العاصمة الإماراتية "تكريما لمسيرته وتقديرا لإسهاماته فى التخطيط العمرانى للإمارة".
وذكر بيان للمكتب الإعلامى ل حكومة أبوظبى أنه "بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، دشن الشيخ خالد بن محمد بن زايد، عضو المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى رئيس مكتب أبوظبى التنفيذى، شارع عبد الرحمن مخلوف، محاذ لمبنى بلدية أبوظبى، تكريما لمسيرة الراحل وتقديرا لإسهاماته فى التخطيط العمرانى لإمارة أبوظبى".
وأوضح البيان أن "هذا التكريم يأتى تقديرا لجهود وعطاء المدير السابق لتخطيط المدن فى رسم المعالم العمرانية الأولى لإمارة أبوظبى فى نهاية ستينيات وسبعينيات القرن الماضى".
وأشار البيان إلى أن مخلوف "راكم خبرة واسعة فى مجال التخطيط العمرانى بعدة دول عربية وأجنبية، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة ميونخ عام 1957، وانتدابه للعمل خبيرا فى مجال تخطيط المدن فى هيئة الأمم المتحدة، ثم انتقل لاحقا إلى أبوظبى عام 1968، ليعينه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مدير تخطيط المدن فى أبوظبى".
وأضاف البيان أن مخلوف "عمل محاضرا لمادة التخطيط العمرانى بقسم الهندسة المعمارية فى جامعة الإمارات بين الأعوام 1983 و1985، وحظى بتكريم من جائزة أبوظبى عام 2010 فى دورتها الخامسة، وتسلم الجائزة من الشيخ محمد بن زايد، تكريما له على مساهمته فى بناء النهضة العمرانية التى شهدتها إمارة أبوظبى".
وبات الشارع الذى يقع وسط العاصمة الإماراتية أبوظبى يسمى شارع "عبدالرحمن مخلوف" الذى توفى منتصف الشهر الجارى عن عمر ناهز 98 عاما.
وأقيمت مراسم تدشين الشارع المعروف سابقاً بـ"الصوغ"، بحضور عددٍ من كبار المسئولين وبعض أفراد عائلة المرحوم الدكتور المهندس عبدالرحمن مخلوف.
أثر واضح
وبهذه المناسبة، قال فلاح محمد الأحبابى، رئيس دائرة البلديات والنقل: "لقد كان للدكتور عبدالرحمن مخلوف أثر واضح فى رسم ملامح أبوظبى العمرانية، وفصل مهم فى كتابة قصة نجاح الإمارات عمرانياً. واليوم تأتى تسمية أحد الشوارع الحيوية فى قلب العاصمة أبوظبى كدليل على إرثه من خلال عمله إلى جانب الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لتحقيق رؤية مؤسس الدولة فى تطوير أبوظبى وتكوين البنية الأساسية العمرانية والاجتماعية والاقتصادية كلها معاً، فى إطار التنمية الشاملة المتوازنة".
ومخلوف هو مخطط إمارة أبوظبى، ففى عام 1968 طلب حاكم أبوظبى آنذاك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الأمم المتحدة إرسال خبير لتخطيط المدن إلى أبوظبى للمساعدة فى إعداد المخطط العام لمدينة أبوظبى، فتم ترشيحه لهذه المهمة، فعين مديراً لتخطيط المدن فى أبوظبى.
وتولى المهندس المعمارى المصرى مهام تخطيط المدن فيها، وإنشاء دائرة تخطيط المدن فى كل من مدينتى أبوظبى والعين، وكان ذلك لمدة سبع سنين تقريبا.
وفى مايو 1976 أسس المكتب العربى للتخطيط والعمارة، وفيه قام بالعديد من المشروعات العمرانية والتخطيطية فى الإمارات، وانتدب أستاذاً محاضراً لمادة التخطيط العمرانى فى كلية الهندسة بجامعة الإمارات من عام 83 وحتى 1985.
وفى عام 2010، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بتكريم المهندس عبدالرحمن مخلوف وإهدائه جائزة أبوظبى، وفى عام 2011 تم تكريمه من الملحق الثقافى للسفارة المصرية بأبوظبى.
مهندس بارع منذ الطفولة
وعبدالرحمن مخلوف من مواليد القاهرة عام 1924، وهو ابن مفتى الديار المصرية السابق حسنين مخلوف، ومنذ طفولته كان يحب أن يرسم أشكالاً هندسية وتصاميم عمرانية لمختلف المبانى، وكان مولعاً بتفاصيل العمارة، ونما حبه هذا مع نموه وكبره على الرغم من أنه وُلِد ونشأ فى أسرة اشتهر رجالها بكونهم علماء أزهريين، وكان أكثرهم أعضاء فى هيئة علماء الأزهر.
حصل المهندس عبدالرحمن مخلوف على شهادة بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة، قسم عمارة عام 1950، وعمل معيدا بالكلية بعد تخرجه، ثم حصل على الدكتوراه من ألمانيا عام 1957.
وفى عام 1964 عاد مخلوف إلى القاهرة ثم عين عام 1965 أستاذ فى قسم تخطيط المدن بجامعة القاهرة، وكان أول من قام ببحث علمى عن أوضاع ومستقبل مدينة القاهرة والجيزة كإقليم عمرانى متكامل، ووضع مخططاً لهما، واقترح فيه المدن الصحراوية الواقعة على طريق السويس والفيوم.
انتدب عام 1966 للعمل مديراً عاماً لإدارة التخطيط العمرانى للقاهرة الكبرى، وأنشأ الهيكل التنظيمى للجهاز التخطيطى والتنفيذى وأشرف على إعداد التخطيط التمهيدى للقاهرة الكبرى في عام 1966 وقام بإعداد التخطيط العمرانى لكل من منطقة شبرا الخيمة الصناعية فى عام 1966 والمنطقة الحرة فى بور سعيد فى عام 1967 وأسهم فى بعض مراحل إعداد تخطيط مدن جديدة فى مصر مثل مدينة العبور ومدينة العريش الجديدة وغيرها من مدن جديدة.
وقبل انتقاله إلى أبوظبى قام المهندس مخلف بإكمال العديد من المدن فى المملكة العربية السعودية من بينها مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.