كتب: محمدعارف
العلاقة بينهما كانت ملفتة لنظر الرسميين فى الندوات واللقاءات التى كانت تجمعهما، ومنذ عدة شهور، وأثناء المؤتمر الوطنى الأول للشباب الذى عقد بشرم الشيخ فى شهر أكتوبر الماضى، لاحظ كثير من الحاضرين أن العلاقة بين طارق عامر محافظ البنك المركزى وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، لم تكن مجرد علاقة عمل عادية، ولكنها شىء أكبر وأعمق من هذا على مستوى المشاعر .. هو أقرب إلى قصة حب لم يستعطيا كتمان إشاراتها فى اللفتات والنظرات والإبتسامات، وحتى تبادل النظر إلى شاشات الموبايلات، فى لحظات أصطادتها عدسات الكاميرات ونشرتها بعض المواقع الصحفية وتناقلتها عنها مواقع التواصل الاجتماعى، وبعد عودتهما للقاهرة طاردتهما شائعة الحب والزواج، لكن النفى كان سريعاً وحاسما من الاثنين.
خارج السيطرة
الأمر كان قد خرج عن نطاق السيطرة مع دخول السوشيال ميديا على الخط، وانتشار الاستاتوس والتعليقات تؤكد أنهما تزوجا عرفيا، وسارت الشائعة وراء الآخرى حتى تحولت إلى أكثر من مجرد شائعة، خاصة بعد خروج الوزيرة من حكومة م. شريف إسماعيل فى التعديل الوزارى الأخير، ولكن يبدو أن العاشقين كان لهما رأيا آخر ، وهو تأجيل أى حديث فى الموضوع إلى وقت يحددانه حينما تتهيأ الظروف من وجهة نظرهما للزواج ووقتها يتمم إعلانه للجميع.
وعلى ما يبدو أن الظروف أخيرا تهيأت، وآن الآوان وتتحول الشائعة إلى حقيقة، وأن تتوج قصة الحب الرومانسية بالزواج، خاصة بعد تداول أصدقاء العاشقين لصورة عقد القران على "جروبات واتس أب"، يظهر فيها محافظ البنك المركزى واضعا يده فى يد مأذون، فى وجود داليا خورشيد وأسرتها، وهى صورة تثبت أن الزواج الرسمى تم أخيراً، وأن قصة الحب بينهما لم تكن أبداً شائعة، وإنما اختار أصحابها التوقيت المناسب لإعلانها، ليدخل طارق عامر وداليا خورشيد عش الزوجية السعيد.
ولكل قصة حب أو زواج طرفان، والطرف الأول فى هذه القصة هو طارق حسن عامر، أبن شقيق المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية الأسبق في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، طارق كان عضوا فى مجلس السياسات بالحزب الوطني السابق، وأخيه وحيد عامر كان مرشح الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية قبل ثورة 25 يناير.
سيرة وظيفية
يذكر أن عامر، من القيادات المصرفية التي ساهمت في برنامج الإصلاح المصرفي بعهد د. فاروق العقدة رئيس المركزي حينها، ونجح في تطبيق آلية التعاون بين المركزي المصري والبنوك الأوروبية ويتمتع بخبرات مصرفية كبيرة.
وقدم عامر استقالته من منصبه بعد واقعة الإدانة التي واجهته عام 2010، فيما عرف بقضية فساد البنك الأهلي والتي استمر تداولها حتي عام 2014 فى أروقه القضاء المصري، وكان "عامر" واحدا من ثلاثة مرشحين لمنصب محافظ البنك المركزي خلفا للدكتور فاروق العقدة، بالإضافة إلى هشام رامز ومحمد بركات، وتم اختيار "رامز" وقتها محافظا للبنك المركزي خلفًا للعقدة، قبل أن يتم اختيار عامر اعتبارًا من 27 نوفمبر 2015 لمنصب محافظ البنك المركزي الذى يعد في كل دول العالم المنصب الاقتصادي الأهم في هرم المناصب الرسمية.
وينص قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد رقم 88 والصادر عام 2003، في المادة العاشرة منه: "يكون للبنك المركزي محافظا يصدر بتعيينه قرارا من رئيس الجمهورية بناء على ترشيح رئيس مجلس الوزراء لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد، ويعامل المحافظ من حيث المعاش معاملة الوزير، ويكون قبول استقالة المحافظ بقرار من رئيس الجمهورية"، وتبلغ المدة القانونية لمحافظ البنك، وأعضاء مجلس إدارته المكون من 9 أعضاء 4 سنوات قابلة للتجديد، والمعنى مما سبق أن عامر لايقل فى موقعه عن الطرف الثانى فى معادلة الجحب والزواج التى تشغلها داليا خورشيد.. أول سيدة تتولى حقيبة وزارة الاستثمار، فى التعديل الوزارى السابق، وقيل أنها خرجت فى التشكيل الأخير بسبب .... طارق عامر.
من الوزارة لعش الزوجية
خورشيد حاصلة على درجة البكالوريوس فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية فى القاهرة، وبدأت بدأت حياتها المهنية المصرفية مع البنك التجاري الدولي، ثم تولت منصب نائب رئيس سيتي بنك لمدة 8 سنوات ، وفى عام 2005 انضمت داليا خورشيد لشركة أوراسكوم للإنشاء، ثم تولت منصب أمين الصندوق في أوراسكوم للإنشاء، كما تولت العديد من المسئوليات بالشركة منها ملفات السيولة النقدية وإدارة المرافق الطارئة، ومراقبة الخزانة للمجموعة.
وكان أخر منصب تولته داليا خورشيد قبل توليها الوزارة هو المدير التنفيذى لشركة أوراسكوم القابضة، ومنها إلى الوزراة التى خرجت منها لتدخل عش الزوجية.