رغم أن الآخرة هي دار البقاء و الدنيا هي دار الفناء، فإن الدنيا تشغل الكثيرون أكثر من حياتهم الأبدية، ولعل معرفة ماهي السورة التي يقرأها الله يوم القيامة على أهل الجنة ؟ وهل حقًا يقرأ الله سبحانه وتعالى القرآن يوم القيامة ؟، ضرورة ولو بدافع الفضول الفطري لدى الإنسان.
ابن خزيمة في "التوحيد" من طريق إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ ، قَالَ : ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنْ مَوْلَى الْحُرَقَةِ ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ طه وَيس ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالَتْ : طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهِمْ ، طُوبَى لِأَلْسُنٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا ، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا ) ، وهذا إسناد ضعيف جدا ، عمر بن حفص ، وإبراهيم بن المهاجر متروكان. وأورد هذا الحديث الألباني في "الضعيفة" (1248) وقال : " منكر " .- وروى السجزي في "الإبانة" - كما في "الفتح الكبير" للنبهاني -عن أنس مرفوعا : ( كَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَسْمَعُوا الْقُرْآن حِينَ يَتْلوهُ الله عَلَيْهِمْ في الجَنَّةِ ) .وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4158) .
فيما رواه الرافعي في "تاريخه" (2/403) عن أبي هريرة مرفوعا ولفظه : ( كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين يسمعونه من الرحمن يتلوه عليهم ) .أورده الألباني في "الضعيفة" (3282) وقال : " منكر " .- وروى عبد الله بن أحمد في "السنة" (1/ 147) من طريق مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : " كَأَنَّ النَّاسَ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ ، مِنْ فِي الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ " وهذا مع كونه مقطوعا من قول محمد بن كعب فإسناده ضعيف لضعف ابن عبيدة. والحاصل: أن السماع المذكور لم يثبت فيه شيء من الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذا من أمور الغيب التي لا يقال فيها بالرأي والاجتهاد .