قالت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية إن إسرائيل تبدو أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد لشن حرب ضد إيران، فمنذ أسابيع، بدأ التصعيد اللفظي بهدف إقناع العالم أن الدولة العبرية أصبحت مستعدة لشن حرب للحيلولة دون امتلاك الجمهورية الإسلامية للقنابل الذرية، وهذه التهديدات أطلقت فيما استؤنفت المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولى حول الاتفاق النووى أمس فى فيينا .
وأضافت "لوفيجارو" في مقال لها بعنوان "شكوك حول قدرة إسرائيل على ضرب إيران" ، "إن المظاهر تبدو خادعة إذ أن شكوكا جدية بدأت تنمو حول القدرة العسكرية الإسرائيلية على توجيه ضربة قاتلة للطموحات النووية الإيرانية مثلها فى ذلك مثل فاعلية حملة التخويف التى تشنها إسرائيل.
وقالت الصحيفة الفرنسية" إن الشيئ الوحيد المؤكد هو أن التصريحات التى تتحدث عن الحرب فى تضاعف مستمر، فما إن تولى دافيد بارينا رئيس الموساد مهام عمله إلا وأعلن أن إسرائيل "ستفعل كل ماهو ضروري" لوقف البرنامج النووى الإيراني.
من جهته، حصل الجنرال افيف كوفاشى رئيس الأركان الإسرائيلي على تمديد للميزانية بما يقرب من مليار يورو غالبيتها العظمى ستذهب لتمويل الاستعداد لهجمات محتملة ضد إيران، وتبني القائد التالي للقوات الجوية، الجنرال ت ومر بار، نبرة أكثر عدوانية، وحذر قائلا: "نحن مستعدون لشن هجوم غدا إذا لزم الأمر، أفترض أن هجوما على إيران سيحدث خلال فترة قيادتي".
وأضافت الصحيفة" باختصار، يبدو أن اندلاع الأعمال العدائية ليس إلا مسألة وقت، ولكن دون التأثر بهذه النزاعات، فقد بدأت وسائل الإعلام والخبراء العسكريين فى إبداء تحفظات جديدة، فعلى الخريطة العملياتيه، اتخذت إيران حذرها عبر تفريق مواقعها النووية التى تبعد أكثر من 100 كم عن إسرائيل مع تشييدها فى مناطق جبلية تحميها المخابئ وأطنان من الخرسانات وكذلك بطاريات صورايخ أرض ـ أرض، ويتمثل التساؤل هنا فى معرفة ما إذا كانت إسرائيل تمتلك الوسائل العسكرية لسحق هذه المنشآت دون الحصول على مساعدة الأمريكيين .
وقالت صحيفة "لوفيجارو" إن ثمة حرب فى الظل أكثر فاعلية من صراع مسلح، والأمثلة كثيرة: لتسهيل شن غارات، فإن الطيران الإسرائيلى بحاجة إلى طائرات ناقلة قادرة على زيادة مدى الطائرات بصورة جدية، ومع ذلك، وعلى الرغم من الطلبات العاجلة ، فقد رفضت الولايات المتحدة تسليم إسرائيل ما لا يقل عن حاملتى طائرات كبيرة من طراز /كى سى ـ 46/ التى تنتجها شركة بوينج، وثمة مشكلة أخرى تتمثل فى عدم امتلاك إسرائيل لأم كافة القنابل الأمريكية المعروف تحت اختصار /جى بى يو ـ 43 / بى /.
وأضافت ثمة تغيير تكتيكي لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك أنه فى حالة المواجهات المباشرة، فإن إسرائيل ستقاتل على أكثر من جبهة: مع حزب الله والذى يمكن أن يمطرها بالآف الصواريخ انطلاقا من الأراضى اللبنانية، وقد تحدث الجنرال تومبير بار عن هذا السيناريو، محذرا من عمليات انتقامية إسرائيلية "لايمكن تصورها" فى لبنان فى حالة التعرض لاعتداءات من جانب حزب الله.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، فإن نافتالى بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية ـ والذى لايرغب فى قبول الاتهامات ب"الضعف" تجاه إيران وإدارة جوبايدن التى يطلقها سلفه بينامين نتانياهو ـ فقد تبنى لهجة عسكرية، الهدف: ممارسة ضغوط على الأمريكيين لكى يظهروا عدم مرونة خلال المفاوضات لعودة محتملة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولى حول النووى والذى انسحب منه دونالد ترامب عام 2018، ثم لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ذلك إلى خفض حدة لهجته، فحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقد أمر بينيت عسكرييه بالتزام الصمت بين صفوفهم مستشهدا بمقولة الغرب الشهيرة :"إذا أردت أن تطلق النار، فلتطلقه، لاتتكلم"، وهذا التغيير التكتيكى يهدف إلى إقناع الولايات المتحدة بعدم التوقيع على أى اتفاق يسمح للإيرانيين برفع العقوات الأمريكية دون التشكك فى أن إسرائيل سوف تشن حربا بعد فشل محتمل لمفاوضات فيينا، وكما يقول وزير الخارجية يائير لابيد "الصفقة السيئة أسوأ من عدم وجود صفقة على الإطلاق".