فى خطوة تعكس تقدما إيجابيا بمفاوضات الملف النووى الإيرانى فى فيينا، أعلن وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان التوصل إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها فى المحادثات الجارية.
وانطلق فى العاصمة النمساوية فيينا، الاجتماع الأول للجولة الثامنة من جولات مباحثات فيينا حول الاتفاق النووى الإيرانى بين إيران ودول مجموعة 4+1.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن المشاركين فى مفاوضات استئناف الاتفاق النووى يعتزمون تكثيف جهود تطوير وثائق حل مسألة خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووى الإيرانى.
وثيقة مشتركة
ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن أمير عبد اللهيان،، قوله: "تم وضع وثيقة يونيو 2020 جانبا فى مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووى، وتوصلنا إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها".
ومضى أمير عبد اللهيان بقوله: "يجب أن نصل إلى نقطة يمكن فيها بيع النفط الإيرانى بسهولة ودون أى قيود، ويمكن تحويل أموال النفط بالعملة الأجنبية إلى الحسابات المصرفية الإيرانية".
بدوره، قال المنسق الأوروبى فى المحادثات، إنريكى مورا، إن الوصول إلى اتفاق قد يكون أسرع من المتوقع. وأضاف: "نتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووى الإيرانى خلال أسابيع وليس أشهر"، وفقا لـ"سكاى نيوز".
وأكد مورا أن "هناك إشارات إيجابية بشأن إنجاح الجولة الثامنة من المحادثات"، مشيرا إلى أن كل الوفود أبدت رغبتها فى حسم المفاوضات.
فرصة أخيرة
اعتبر مصطفى الطوسة، المحلل السياسى المقيم فى فرنسا، أن الوثيقة التى تم الإعلان عنها ومهلة الشهر للتوصل لاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية، هى الفرصة الأخيرة لعودة طهران للاتفاق النووى الذى وُقع عام 2015.
وبحسب حديثه لـوكالة "سبوتنيك" الروسية، فإن هذه الوثيقة تفتح المجال إما لبداية تطبيع العلاقات بين الإيرانيين والمجموعة الدولية وإما لإحداث شرخ كبير بينهم، قد يرغم أوروبا وأمريكا وإسرائيل ودول الخليج فى التفكير بمقاربات أخرى لمنع إيران من امتلاك السلاح النووى.
وتابع" :نحن الآن أمام مفترق طرق، بشكل واضح مؤشرات إيجابية تصدر عن الوفد الإيرانى، لكن لا توازيها مؤشرات تفاؤلية فى المواقف الأوروبية، ويمكن القول إننا وصلنا إلى آخر المسار التفاوضى وبدأت ساعة الحقيقية تظهر".
ويرى الطوسة أن هناك رهانا للتوصل إلى اتفاق لتفادى المواجهة العسكرية المفتوحة، وربما لن يكون اتفاق يرضى الجميع، لكن يكون اتفاق جزئى ينزع فتيل الأزمة والتوتر، دون أن يدخل المنطقة فى مقاربات عسكرية.
خلافات قائمة
بدوره، أكد عماد ابشناس، المحلل السياسى الإيرانى، أن المجموعة الدولية تبحث وثيقة مشتركة للعمل على رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، تمهيدا لعودتها مجددا إلى تعهداتها السابقة المتعلقة بالاتفاق النووى.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، لا يمكن الجزم بأن نجاح مفاوضات فيينا سيقابله وأد الصراع بين أمريكا وإيران، فالخلافات بين طهران وواشنطن ليست محصورة بالموضوع النووى.
ويرى ابشناس أن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووى خلال مفاوضات فيينا القائمة، من شأنه أن يهدأ من التصعيد والتوتر فى المنطقة.
وتركز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأى التزام أكثر مما ورد فى الاتفاق فى صيغته الأصلية.
وتشدد إيران على ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مجددا من الاتفاق بشأن برنامجها النووى والتحقق من رفع العقوبات عنها فى حال العودة للاتفاق.
وانسحبت الولايات المتحدة فى مايو 2018، بشكل أحادى من الاتفاق الموقع بين إيران من جهة ومجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى بالإضافة إلى ألمانيا).
وأعادت واشنطن بعد ذلك فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلى عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووى، المنصوص عليها فى الاتفاق