احتل ملف المحميات الطبيعية أهمية كبيرة في حصاد وزارة البيئة لعام 2021، حيث نال دعم الحكومة و القيادة السياسية ليتم استمرار أعمال تطوير المحميات الطبيعية وفق النظم العالمية للحفاظ عليها وما تزخر به من موارد طبيعية وتنوع بيولوجي فريد، وذلك من خلال استكمال أعمال تحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار بالمحميات مع الاستفادة من ما تم من تطوير في عدد 13 محمية بربوع مصر وتهيئة المناخ الداعم لمشاركة القطاع الخاص في الاستثمار بالمحميات بما يحقق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 ويعمل على دمج المجتمع المحلي ويتوافق مع طبيعة المحميات لتنجح بذلك برامج الوزارة في زيادة العائد السنوي للمحميات خلال عام 2021 إلى 40 مليون جنيه، رغم تأثيرات جائحة كورونا.
ومن أهم تلك الجهود المبذولة إقامة أول طريق أخضر داخل محمية وادي الحيتان بمحافظة الفيوم والذى يمتد بطول 34 كم ويعتمد إنشاؤه على طريقة جديدة لإعادة التدوير واستخدام مستحلبات خاصة لخلطها بالتربة وتمهيد الطريق بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة لإعادة التدوير واستخدام الأساليب البيئية التي تهتم بالحد من الانبعاثات الحرارية وكذلك تقليل الضوضاء مع الحفاظ على اللون الطبيعي للتربة، ولأول مرة يتم مشروع إنشاء النادى العلمى بمحمية قبة الحسنة بالتعاون مع مشروع cb3،
وتم أيضا الإنتهاء من تطوير وإنشاء برنامج لتنظيم استخدامات الأنشطة البحرية بالربط الإلكتروني واستخدام تقنية تطبيقات التليفون المحمول لحجز رحلات المحميات الطبيعية ويجري إجراء تجارب التشغيل والتي تبدأ بمحميات جنوب سيناء، وتطوير ورفع كفاءة مركز الزوار بمحمية سانت كاترين وكذلك مقترح تطوير مدينة سانت كاترين والذى يشمل إعداد دراسات تقييم أثر بيئى لجميع الأعمال التى سيتم تنفيذها داخل المحمية والمدينة، وكذلك تم إنشاء بوابة دخول رئيسية للمدينة تحوى مكتب تحصيل الرسوم وتكون ذات تصميم بيئى، كما تقدم خدمات للزوار، بالاضافة الى تطوير ورفع كفاءة المنتجع البيئى بمنطقة الشيخ عواد الذى أنشأته محمية سانت كاترين ويكون كنموذج إسترشادى وكذلك المخيمات الحالية ووضع مواصفات قياسية لها بحيث تتناسب مع كون المدينة مدينة تراث ثقافى عالمى وستصبح مدينة عالمية.
كما قامت الوزارة برفع كفاءة البنية الأساسية بمحمية قارون ومنطقة جبل قطرانى، وقامت إدارة محمية قارون بتنفيذ عدة حملات بهدف المرور على الساحل الشمالي للمحمية لحماية الطيور المهاجرة وتفعيلا لقانون المحميات الطبيعية رقم 102 لسنة 1982، تم المشاركة في حملة إزالة مكبرة لتنفيذ قرار الرئيس التنفيذي للجهاز رقم 1212 لسنة 2021 بإزالة التعديات بمحميتي قارون والريان وقد تمت إزالة 28 تعديا على مساحة 161 فدانا (أرض زراعية) و8 غرف مبنية بالبلوك الأبيض، كما يجري تنفيذ أعمال رفع كفاءة مبنى استقبال الزوار لمحمية الصحراء البيضاء حيث تم البدء بتنفيذ السور المحيط لمركز الزوار خلال الشهر الجاري، وأيضا وضع تصور هندسي للمتحف البيولوجى المقرر تنفيذه فى محمية الغابة المتحجرة بالتعاون مع وزارة الإسكان.
وفيما يتعلق بإدارة و تنشيط السياحة البيئية ، تم افتتاح مشروع المخيم البيئي بمحمية الغابة المتحجرة كنموذج للسياحة البيئية ودعم المجتمعات المحلية، واستكمال تطوير ورفع كفاءة الشمندورات بمحميات جنوب سيناء والبحر الأحمر بما يضمن تجربة سياحية ممتعة وآمنة. كما استمرت حملة Eco Egypt للعام الثانى كأول حملة للترويج للسياحة البيئية بمصر ورفع الوعى البيئى لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية وثرواتها، ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الانمائى ومشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة المصرية الممول من قبل مرفق البيئة العالمية من خلال انشاء موقع الكترونى وعدد من منصات التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى إعداد مطبوعات لاستعراض ثروات مصر ب المحميات الطبيعية بما تشمله من مناظر طبيعية خلابة وحيوانات وطيور وغطاء نباتى فريد.
وتضمنت الحملة الترويج لعدد 13 محمية طبيعية تقدم نموذجا حقيقيا للتنمية المستدامة التى تضع فى الاعتبار الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية للسياحة البيئية بالترويج لها لإنعاش الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل تداعيات جائحة كورونا، من خلال تعظيم الاستخدام المستدام للمحميات الطبيعية ورفع الوعي بأهميتها وأهمية المشاركة فى حمايتها، ويفتح الأبواب أمام القطاع الخاص للاستثمار فى مجال السياحة البيئية بالمحميات، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات لحماية الحياة البحرية و دمج العاملين بالسياحة و السكان المحليين فيها كذلك الترويج للسياحة البيئية بمصر عالميا من خلال المشاركة بالفعاليات العالمية الخاصة بالسياحة .
حماية التنوع البيولوجى
بذلت وزارة البيئة مجهودات كبيرة لحماية التنوع البيولوجى عالميا ومحليا فعلى المستوى العالمي، سلمت مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجى لدولة الصين رئيس المؤتمر الخامس عشر، وذلك بعد رئاسة مصر للدورة الرابعة عشر والتي استمرت لثلاث سنوات في ظل ظروف استثنائية تواجه العالم على إثر جائحة كورونا التى حققت فيه العديد من الانجازات والتى أشاد العالم بها ومن أهمها: وضع إطار سياسي للعمل في التنوع البيولوجي من خلال الجزء رفيع المستوى والمؤتمر الوزاري الأفريقي، كما أثمرت الدورة الرابعة عشر لمؤتمر التنوع البيولوجي عن مساهمات كبيرة للدفع بتنفيذ الاتفاقية، والاتفاق على المفاهيم الرئيسية ورسم الاتجاهات للإجراءات المستقبلية، ومنها تعزيز التزام الأطراف والمجتمع المدني وقطاع الأعمال بدمج التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة في القطاعات الاقتصادية، وخلق الزخم والاهتمام بعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية المتدهورة وخاصة من المنطقة الأفريقية، وكذلك وضع مسارات لتعزيز التعاون الدولي للربط بين آليات الحفاظ على التنوع البيولوجي والتكنولوجيا، ووضع خارطة طريق لتطوير إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020، بالاضافة الى اطلاق برنامج عمل "شرم الشيخ إلى كونمينغ" لتحفيز المساهمات من جميع الجهات الفاعلة.
وعلى المستوى المحلى، تم رصد ومراقبة الأنشطة الرئيسية لاستخدامات الحياة البرية، ونفذت الوزارة برنامجاً طموحاً لرصد ومراقبة جميع الأنشطة الرئيسية لعرض الحياة البرية القائمة مثل المزارع وحدائق الحيوان الخاصة والسيرك، ونتيجة لذلك أصبح لدى الوزارة قاعدة بيانات وافية عن تلك الأنشطة وتم تفعيل القانون فيما يخص التصريح بتلك الأنشطة وأصبح لكل منها سجل بيانات بالحيوانات المستخدمة والتي غالباً ما تكون من خارج البيئة المصرية ويتضمن البرنامج خطة للتفتيش والمرور الدوري بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات.
وعملت الوزارة أيضا على تطوير برنامج لمكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية والأفراد المهتمين بقضايا الحفاظ على الحياة البرية حيث يعتمد هذا البرنامج على عدة محاور وهي موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون تنظيم النفاذ الى المورارد الاحيائية والاقتسام العادل للمنافع الناشئة عن استخدامها ، والتفتيش على الأسواق والمحلات المتخصصة حيث تم إعداد خطة للتفتيش على الأسواق ومحلات بيع الحياة البرية يتم تنفيذها بالتنسيق وبمشاركة قوات من شرطة البيئة والمسطحات المائية وخاصة الأسواق الدائمة في القاهرة والإسكندرية.
وقد بلغ عدد المعارض وحدائق الحيوانات المسجلة والتي يتم متابعتها والرقابة عليها 9 معارض وحدائق كما بلغ عدد السروك الحاصلين على تصريح ويتم الرقابة عليه 15 سيركا ثابتا ومتنقلا، ويتم التعاون مع الجمعيات الأهلية والناشطين في مجال حقوق الحيوان، بالاضافة الى تأسيس شبكة تواصل مع العديد من الجمعيات الأهلية والمجموعات والأفراد المهتمين بقضايا البيئة ورفاهية الحيوان، ويتم التواصل باستمرار لتبادل المعلومات فيما يتعلق بإحباط محاولات التهريب بالتعاون مع الجهات الأمنية أو بالعمل سوياً في استعادة وإعادة إطلاق العديد من الحيوانات والطيور البرية من المحلات التي تقوم بعرضها أو ببيعها مثل التماسيح والسلاحف البرية والبحرية والبجع والفلامنجو وغيرها.
أما عن منظومة الشكاوى والبلاغات، فقد تم تخصيص أحد العاملين بقطاع حماية الطبيعة من الأطباء البيطريين المتخصصين للتعامل مع كل الشكاوى المتعلقة باستخدامات الحياة البرية التي ترد للوزارة عبر منظومة الشكاوى الموحدة أو وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية ليتم التحقق والتعامل مع كل الشكاوى التي وردت للوزارة و قد بلغ عدد البلاغات والشكاوى التي تم التعامل معها 136 حالة ، ونظرا للحاجة فى حالة ضبط المخالفات المتعلقة باستخدامات الحياة البرية وخاصة في عمليات التهريب إلى توفير مركز رعاية وإعادة تأهيل للحيوانات قبل إعادة إطلاقها في البيئة أو تسليمها لحدائق الحيوان إذا كانت من خارج البيئة المصرية ، فقد شرعت الوزارة في إنشاء وتأسيس مركز إيواء بمحمية الغابة المتحجرة و تم إسناد الأعمال الإنشائية إلى هيئة مشروعات الخدمة الوطنية .
أنشطة التوعية والاتصال
تقوم الوزارة بتنفيذ أنشطة للتثقيف ورفع الوعي بأهمية الحياة البرية والحفاظ عليها سواء عن طريق الانترنت او بالتوعية المباشرة بالمدارس والجامعات واللقاءات الجماهيرية ، تنظيم وتنفيذ تدريبات لطلاب الجامعات وذلك اثناء صيانة المتحف المفتوح بوادى الحيتان والمتحف المفتوح بمنطقة جبل قطرانى لرفع الوعى بقيمة الحفريات بهذه المنطقة، تنفيذ برنامج تدريبي لعدد 36 فردا بمركز التميز البيئي عن برنامج "الغلق عند الطلب" باستخدام الرادار بمحطات طاقة الرياح بجبل الزيت، وتم اعداد اختبار بنهاية الدورة للمشاركين.
كما تم تنفيذ برنامج البحث عن الطيور النافقة بمحطات طاقة رياح جبل الزيت بقدرة 240 ميجاوات و120 ميجاوات لمدة 70 يوما وخطوط نقل الكهرباء المرتبطة بهما وتنفيذ برنامج تدريبي عن تعريف وتصنيف الطيور خلال البرنامج، والتنسيق مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لوضع اطار تنظيمى لمنح المتدربين المؤهلين بمركز التميز البيئى شهادات اعتماد رسمية تسمح لهم بالعمل فى برامج ومشروعات صون الطيور الحوامة المهاجرة بمشروعات طاقة الرياح بالبحر الاحمر، تنظيم البرنامج التدريبى الخاص بتصنيف وتعريف الطيور الحوامة المهاجرة خلال فصل الربيع لعام 2021 وذلك بمركز التميز البيئى بجبل الزيت، بالاضافة الى توقيع البروتوكول التنفيذي للتعاون مع المركز الاقليمي لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في مجالات التدريب وبناء القدرات في مجال رصد وتعريف ودراسة الطيور المهاجرة وتفاعلها مع توربينات طاقة الرياح.