يلجأ بعض الأشخاص إلى التخلص من إنهاء حياتهم بأنفسهم، ويكون رد فعل مأساوي لمواقف الحياة المسببة فى الضغوط ، معتقدين أن عملية الانتحار هى الطريقة الوحيدة لإنهاء الألم، ولا توجد وسيلة لحل مشكلاتهم، دون أن يفكروا فى حلول للخروج من هذه الضغوط، واتخاذ خطوات للبقاء، والبدء في الاستمتاع بحياتهم مرة أخرى، هذا ما أكدت عليه الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس والعلاج الأسري.
قالت الدكتورة إيمان عبدالله أستاذة، أن عملية الانتحار خلال الفترة الأخيرة بكل أنواعه يختلف بإختلاف الأسباب.
وأشارات "عبدالله" فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أن علماء الاقتصاد أكدوا أن وضع الظروف الاقتصادية من الأسباب التى تؤدى إلى الانتحار لأن الحالة الاقتصادية، تسبب صعوبة فى توفير متطلبات الحياة، والعمل أيضا يكون عائق ويسبب ضغط للإنسان بالإضافة إلى حالة الفقر التى يعيشها، لافتة إلى أن البطالة قد تكون أيضا هى السبب فى الانتحار، قائلة: "عندما تشتغل والمرتب ضعيف ولا تسطيع توفير متطلبات الحياة، وأيضا زيادة الديون وعندما يشعر الإنسان أنه عاجز عن سدادها، فيؤدى كل ذلك لدفع الشخص على الانتحار.
وأوضحت أستاذ علم النفس والعلاج الأسري، أن عملية الانتحار وصلت لجميع الأعمار، من شباب وأطفال ومراهقين وكبار السن ولكن أشدها خطورة من 19:15 سنة لأن لديهم رفض للسلطة الأسرية والاجتماعية، لأنه يأتى من وجهة نظر المنتحر إنها زيادة التحمل، والتخلص من حياته، قائلا:" فى علم النفس كل ما يحمل الإنسان أكثر من طاقته، يقبل على مرحلة الانتحار لأنه يعتقد لا يبقى أمل فى الدنيا ولا علاج لأمره.
وتابعت "عبدالله": "الاكتئاب أصبح ليس شرط لوصول الشخص للانتحار، لأنه حل ضعيف يأذي النفس والآخرين"، مشيرة إلى أن الإنسان تقدم تكنولوجيا ولم يتقدم إنسانيا، مستشهد بقوله تعالى "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت"، أي أن الإنسان هو الذى يأذى نفسه، والآن جاء الوقت إلى أن نصل للفكر العقلانى لحل المشكلات، ومعرفة الحلول البديلة، وليس نتجه إلى الفكر الهدام الذي يقود إلى عملية الانتحار.
وأضافت أستاذ علم النفس والعلاج الأسري، أن عملية الانتحار ليس مقتصرة على الطبقة الفقيرة فقط، و الأزمات الاقتصادية من أكثر الأسباب التى تؤدى إلى الأنتحار، مشيرة إلى واقعة انتحار موظف من الطابق الثالث بالشركة التي يعمل بها بالتجمع الخامس، والتى أثارت جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بسبب ما تررد حول أن الانتحار وقع بسبب الضغط النفسي الذي وقع عليه من مديريه في العمل، بالرغم من أن التجمع اقتصاديا مميز، لكن هنا المنتحر يواجه أكثر من ضغط ، غلاء المنطقة التى يسكن بها، والضغط فى العمل، وغير قادر على إيجاد حلول وعجزه، فقرر أن يتخلص من حياته وينهي كل هذه المشكلات.
وأشارت "عبدالله" إلى وجود دراسة تؤكد أن الأشخاص الذين لديها طاقة ايمانية، أقل انتحارا لأن لديهم صمود لمواجهة الصعب والأزمات النفسية والاقتصادية، مختتمة حديثها بالقول: " الانتحار نهاية قصة مؤلمة من الاضطراب النفسي أو العقلى".