«مش هنسيب حقنا يضيع.. ودم ابني مش هيروح هدر».. بهذه الكلمات كانت صرخات والدة «يوسف محمد» أحد ضحايا حادث الشيخ زايد الأليم.
وأكدت في تصريحات إعلامية لها أمام المحكمة قبل بدء جلسة محاكمة كريم الهواري المتهم بقتل ضحايا حادث الشيخ زايد على أنها تنتظر القصاص العادل من المحكمة حتى يشفى غليلها وتبرد نارها ولا يضيع دم ابنها هدرًا.
وتابعت والدة الضحية والدموع تنهار منها باكية: «ابني كان حسن السير والسلوك وسمعته طيبة وسط كل أصحابه وزملائه.. وكان محبوب من الكل وأصدقائه في المدرسة طبعوا المصاحف ووزعزها صدقة جارية على روحه».
ووصل إلى محكمة جنايات الجيزة، أسر ضحايا كريم الهواري الأربعة لحضور أولى جلسات محاكمته لاتهامه بالقتل الخطأ وتعاطي مواد مخدرة أثناء قيادة سيارته في القضية المعروفة اعلاميا بحادث الشيخ زايد.
كان المستشار النائب العام أمر بإحالة المتهم كريم الهواري محبوسًا إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته عما اتُّهم به من جناية إحرازه جوهرَ الكوكايين المخدِّر بقصد التعاطي، وتسببه خطأً في موت أربعة، منهم ثلاثة أطفال، وكان ذلك ناشئًا عن إهماله ورعونته وعدم احترازه، وعدم مراعاته للقوانين واللوائح والأنظمة بقيادته سيارة بسرعة هائلة جاوزت السرعة المقررة قانونًا تحت تأثير تعاطي المادة المخدّرة المشار إليها وأخرى مُسْكرة، دونَ مراعاته المسافة بينه وبين سيارة المجني عليهم، فصدمها من الخلف مطيحًا بها، فحدثت إصابتهم التي أودت بحياتهم، فضلًا عن اتهامه بجُنحٍ أخرى.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قِبَل المتهم من شهادة ستة شهود، منهم اثنان رأيا الحادث على نحو ما انتهت إليه تحقيقات النيابة العامة، وثالث سجلت آلة مراقبة خاصَّة به مجريات الحادث على ذات الصورة، وضابط الشرطة الذي تلقى إخطار الحادث وتولى فحصه، وآخر أجرى التحريات حوله، والطبيبة الشرعية التي فحصت العينة المأخوذة من المتهم، فضلًا عما ثبت للنيابة العامة من مشاهدة مقطع تصوير الحادث المقدم من الشاهد المذكور، وما ثبت من معاينتها لموقع آلة المراقبة التي سجلت هذا المقطع، وما ثبت كذلك من معاينتها مسرح الحادث، وما انتهى إليه تقرير الإدارة المركزية للمعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعي من احتواء العينات المأخوذة من المتهم على الكوكايين والكحول الإيثيلي.