كشف استشاري أمراض مخ وأعصاب الأطفال الدكتور هشام الشراكي، مفهوم الوسواس القهري وأسبابه وعلاجه، قائلا إن مرضى الوسواس القهري يعانون من الأفكار التسلطية التي تقتحم تفكير المريض مع علمه بأنها أفكار سخيفة، ولكن لا يستطيع مقاومتها وغالبا ما يضطر إلى أداء طقوس حركية حتى يقلل من شعور التوتر والقلق الذى يشعر به الشخص حين تتسلط عليه الأفكار.
وأوضح الشراكي، أن الوسواس القهري أحد الأمراض التي يعلم فيها المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره، ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف، وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام، ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام، ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته، وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية وآلام نفسية وعقلية.
وأضاف أن نسبة الإصابة بالوسواس القهري حوالي ٢,٥%، وترتفع في الذكور بنسبة ٢٥% في سن الطفولة (قبل سن ١٥ سنة) ثم يتساوى الذكور والإناث بعد ذلك، ويظهر المرض بين سن ٢٠ ـ ٤٠ سنة، ويستمر من شهور إلى خمس سنوات قبل الذهاب إلى الطبيب النفسي، حيث إن معظم المرضى يعتبرون استشارة الطبيب دليل ضعف منهم.
أما عن أسباب الوسواس القهري فيوضح أنها تنقسم إلى عدة عوامل منها: العوامل البيولوجية: حيث تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء والتوقف عن الأفكار، ومن المعروف أن الفص الجبهي من القشرة المخية لديه القدرة على التحكم في نشاط العقد القاعدية عن طريق ألياف عصبية تصل بينهما، ولوحظ أنه عند نقص مادة السيروتونين في العقد القاعدية خصوصا النواة المذيلة تنشط المراكز العصبية في هذه الأجزاء، ويفقد الفص الجبهي من القشرة المخية السيطرة عليها فيفقد الإنسان القدرة على التحكم في أفكاره ومن ثم أفعاله؛ فتبدأ أعراض الوسواس القهري في الظهور.
وبالطبع يحدث هذا فقط في الأشخاص الذين لديهم استعداد بيولوجي ووراثي لنقص مادة السيروتونين عند تعرضهم لأى ضغوط حياتية.
كما تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه.
كما أن هناك أدلة على أن هذا الاضطراب قد يكون مرتبطا، أيضا بعوامل جينية وراثية معينة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري.
وأشار إلى أن هناك سبب آخر له ألا وهو الحنجرة فهنالك أبحاث تدعي بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطور لدى أطفال معينين عقب الإصابة بالتهاب الحنجرة (الحلق)، الناجم عن الجراثيم العقدية في الحنجرة.
أما عن الأعراض والمضاعفات لمرض الوسواس القهري فيقول الدكتور الشراكى: إن الأعراض كثيرة منها على سبيل المثال:
التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد.
القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر "في السر" أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية.
تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات، وأحد الأمثلة على ذلك قد تكون تكرار عدد مرات الاستحمام، ترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة إلى درجة الوسوسة، الخوف الزائد عن الحد من العدوى، كالخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها قد تحوي جراثيم.
وتشمل الأعراض المرتبطة بالتصرف القهري:
- غسل اليدين حتى يتقشر الجلد.
- فحص متكرر للأبواب للتأكد من أنها مقفلة.
أما عن كيفية العلاج من هذا المرض فيقول إن هناك أدوية معينة لمعالجة الأمراض النفسية تساعد في السيطرة على الوساوس والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري، وغالبا ما يبدأ علاج الوسواس القهري بمضادات الاكتئاب، فالأدوية المضادة للاكتئاب قد تفيد في علاج الوسواس القهري؛ لأنها تعمل على رفع نسبة السيروتونين، التي قد تكون منخفضة لدى أشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري.