تعد مشكلة تأخر الزواج من أخطر المشاكل التي كان لها تأثير في المجتمع، وعن تلك المشكلة وأسبابها تقول مرفت رجب، استشاري صحة نفسية وأسري وتربوي، أن الشباب أصبح الآن يفكر بصورة مختلفة، فبعض الفتيات ترى أن المستقبل ليس بالضرورة أن يكون في الزواج وتكوين أسرة، أو من الممكن تأجيل الخطوة حتى تكمل دراستها، وتصل للدكتوراة في مجال دراستها، أو منصب متميز تبني به كيانها وهذا ما يواكب العصر الحالي من تطور وتقدم.
وأضافت، الاستشارى الأُسري بالطبع هذا شيء جميل ومتميز، ولكن تكوين أسرة ومساندة زوج متفهم ومتحضر وأولاد؛ سيشكل توازن بين الناحية العلمية والاجتماعية وأيضا الدينية، حتى لو تأخر طموحها بعض الشيء، ومن جانب آخر نجد الفتيات التي تتبع العادات والتقاليد التي لا جدوى منها (أنا لست أقل من بنت فلان وفلان ولا بد أن يلبي العريس كل طلباتي)، هذا بخلاف تصميم الأهل على التغالي في المهور والشبكة وقائمة المنقولات الزوجية، مما يجعل الرفض للمتقدمين للزواج هو المصير المحتوم.
والأخطر من كل ما سبق، هو الشعور بالخوف، كالخوف من الفشل، الخوف من الطلاق، الخوف من الخيانة، الخوف والخوف.
فتجارب الآخرين جعلت الخلفية المغلوطة عن الزواج تترسخ في عقول الفتيات والشباب.
أما الشاب، فالظروف الاقتصادية تقف حاجزا بينه وبين الزواج، وكذلك طلباتهم وشروطهم الكثيرة في شريكة حياتهم؛ فالبعض يتعامل على أنها سلعة، يدفع أكثر لمن هي الأجمل، فينخدعون بالمظاهر ولا ينظرون للجوهر.
وتوضح مرفت رجب، أن هناك إحصائية تقول أن عدد الرجال يقل والمواليد الإناث أكثر بخمس أضعاف المواليد الذكور، وبالطبع النساء ترفض التعدد لحل الأزمة مع أنه شرع الله وحل جيد للحد من (العنوسة).
وتابعت، وهكذا تعددت الأسباب ما بين القديم والحديث، والبعد عن الدين في حسن الاختيار، وبين أفكار غير متناسبة مع العصر الحالي، والظروف الاقتصادية، والخوف المضاعف من الفشل أو الطلاق.
وأشارت إلى أنه يجب عمل توازن جيد بين القديم والحديث وما أمرنا الله به، مع النظر للجوهر والتخلي عن الغلاء في المهور والطلبات.