عودة شباب العالم لمصر

عودة شباب العالم لمصر جمال رائف

الرأى5-1-2022 | 14:53

يعود منتدى شباب العالم مجددًا بعد أن انسحبت غيامة الجائحة، ليشع لنا المنتدى مجددًا ضوء أمل وبريقًا تزدهر به حياة، مدشنًا جسرًا من التواصل الواقعي يمر عليه شباب العالم للتحاور والنقاش وإعلاء قيم التسامح والتعايش والسلام من عاصمة شباب العالم شرم الشيخ.

استطاعت مصر بعد عام 2014 أن تخلق لنفسها نموذجا خاصا في التواصل مع شبابها، تجسد في مؤتمرات الشباب، تلك الفكرة التي أتت لتلتئم بها الفجوة التي كانت موجودة في الماضي بين الشباب ومؤسسات الدولة، فجوة استغلتها الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة لتثير الفتن وتنشر الأكاذيب وتخلق حالة من انعدام الثقة بين الشباب ومؤسسات دولتهم، أزمة ثقة حاولت استغلالها أيضا قوى خارجية لتدفع الشباب المصري نحو هدم الدولة، كما حدث في بعض دول الإقليم، حيث تحولت سواعد شبابها إلى معاول هدم وخراب، بينما في مصر شيدت سواعد الشباب المصري جسرًا أمده قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي للتواصل وحشد الهمم لبناء الدولة، وكانت مؤتمرات الشباب هي تلك الجسور التي تواصل عبرها الشباب مع القيادة السياسية وأيضا استطاعوا أن يعبروا نحو أحلامهم وجمهوريتهم الجديدة، وصلاً لتمكين سياسي أو اقتصادي أو حتى رياضي واجتماعي، تجربة أثبتت أن التواصل ما بين الشباب والخبرات يصنع وطنًا قادرًا على أن يخطو بحيوية الشباب، ويفكر بعقل أصحاب التجارب والخبرات، ما أحدث تكاملاً يصنع الإعجاز المصري الذي يتحقق على أرض ليمهد الطريق نحو الجمهورية الجديدة.

منتدى شباب العام والذي ولد من رحم تلك التجربة الشبابية المصرية الفريدة انطلق كبيرًا لتحقق نسخة الثلاث الماضية نجاحات إنسانية تهدف لإعلاء قيم التعايش والسلام، بل إن اعتماد الأمم المتحدة منتدى شباب العالم كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب هي شهادة نجاح تبرهن على مدى تأثير هذا المنتدى في محيطه الدولي، بعد أن أصبح مصدر إلهام ورسالة سلام حقيقية تأثر بها الجميع، منتدى جمع في نسخه الماضية بين مناقشة تحديات الشباب وأحلامهم وما بين التواصل مع القادة والشخصيات العالمية البارزة، منتدى شباب العالم استخدم القوة الناعمة ببراعة عبر مسرحه ليرسل رسائل سلام مؤثرة وقوية تقصف جبهة الشر والتطرف، كما أتاح الفرصة لشباب من مختلف دول العالم للتحاور ليس فقط مع الشباب المصري بل أيضًا مع قيادته السياسية فوجدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك شباب العالم النقاش وبمنحهم من خبرات الحياة ما يمكنهم من مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، يتبقى سؤال هام، لماذا نحن في حاجة الآن لانعقاد منتدى شباب العالم في نسخته الجديدة؟

بعد جائحة قُطعت أواصر التواصل الواقعي وفُرض العالم الافتراضي كبديل لا يلبي ديناميكية وحركة الشباب، ومن ثم حدثت فجوة حقيقية بين شباب العالم فلم يعد هناك منصات للتحاور بشأن مستقبلهم الذي يشهد تهديدات مركبة مثل جائحة كورونا والتغيرات المناخية والكساد الاقتصادي العالمي وغيرها من المخاطر التي تهدد في الأساس مستقبل شباب العالم، لهذا يعد النقاش الآن ليس من قبيل الرفاهية، بل إنه ضرورة ملحة يحتاجها شباب العالم لوضع خطط مستقبلية ومعاونة قادتهم ودولهم على مواجهة تلك التحديات، وفي واقع الأمر إن مصر سباقة كونها تفتح الآن هذا المجال أمام شباب العالم للتحاور عبر عودة انعقاد منتدى شباب العالم كأول منصة حوار شبابي عالمية تجمع الشباب من مختلف دول بالعام بعد الجائحة، فما أحوج شباب العالم اليوم لهذه المنصة التي تتسع لكل من يسعى نحو قيم التسامح والسلام والتعايش، تلك القيم التي تعلي من الإنسانية في وقت تكاد فيه كثرت التحديات على كوكب الأرض تقود البشرية نحو الوحشية، التي هي في حاجة لمثل هذا المنتدى ليوقظ الإنسانية العالمية من غفوتها.

منتدى شباب العالم استطاع أن يقدم نموذجا لما يمكن أن يكون عليه العالم في المستقبل من تناغم وحوار مستمر بين صناع المستقبل وصناع القرار، ونحن على مقربة من النسخة الرابعة ننتظر المزيد من الإبهار سواء من حيث التنظيم أو المضمون المقدم، فلا شك أن مصر تدخل هذا العام الجديد وهي تستعد لاستضافة فعاليات دولية هامة على رأسها قمة الأمم المتحدة للمناخ، وأن تبدأ هذا العام ب منتدى شباب العالم فهي رسالة تؤكد أن مصر دولة شابة عفية تتواصل مع الآخر وتخلق قنوات حوار وتشيد جسور السلام وتطلع للغد وهي قد ارتكزت على ماضيها وحضارتها العظيمة، تلك الحضارة التي تكونت عبر آلاف الأعوام كنموذج متعدد المكونات يضرب المثل في التعايش وقبول الآخر، لهذا مصر وحدها هي القادرة على بعث ضمير العالم للحياة على أرضها التي تتسع للجميع.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2