الديبة.. حكاية أول هداف لأمم إفريقيا وصاحب الأرقام التاريخية

قد لا يعرف الكثير من المصرين أن أول لاعب يحصل على جائزة هداف كأس الأمم الافريقية هو المصري السكندري "محمد الديبة" صاحب الرقم القياسي في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في نهائيات البطولات الأفريقية وحتي الأن لم يتمكن أى من نجوم القارة السمراء كسر رقم الديبة والذي حققه في أول نسخة من بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1957 والتي حقق فيها المنتخب المصري اللقب الأفريقي الأول له على حساب نظيرة المنتخب الأثيوبي.

من هو الديبة ؟

محمد دياب العطار ابن حي الجمرك محافظة الأسكندرية ، ولد الديبة في 17 نوفمبر عام 1926، وبدأ الديبة مشوارة الكروي من مدخل نادي الإتحاد السكندري في في سن الـ18 عام، وكان قد اكتشفه الكابتن سيد حودة المدير الفني لنادي الاتحاد السكندري حينها بعد ما شاهد لعبه لفريق مدرسة الجمعية الخيرية بحى بحرى و قرر ضمه لنادى الاتحاد .

بدأ الديبة اولى خطواته مع الاتحاد فى عام 1944 وبدأ الديبة في التألق مع الأتحاد السكندري منذ انضمامه ، وفي خلال عامين فقط تمكن الديبة من أبراز موهبته الكروية ولمع الديبة في الأتحاد ولفت إليه الأنظار، وفي بدايه العام الثالث له داخل جدران الأتحاد السكندرى ومع تألقة اللامع تمكن من حجز مقعد داخل صفوف المنتخب الوطنى 1947 واستطاع الديبة الحفاظ على مكانته داخل منتخب مصر كلاعبا دوليا لمدة عشر سنوات.

الديبة يمثل مصر في الاولمبياد

علي مدي تاريخ الديبة كلاعب دولى نال شرف تمثيل مصر في دورتين أوليمبيتين الاولي في لندن عام 1948 والثانية في هلسنكي عام 1952 .
وفي عام 1957 يتألق الديبة في اللعب الدولى ضمن صفوف منتخب مصر وكان الديبة قد تجاوز الثلاثين من عمرة الا ان كان له دوره البارز في الملعب

شهدت أول نسخة من بطولة كأس الأمم الأفريقية 1957 تألق الديبة، وشارك في البطولة أربع منتخبات فقط وهم المنتخب المصري، و المنتخب السوداني ، والمنتخب الأثيوبي ، والمنتخب جنوب أفريقيا والذي استبعد فيما بعد بسبب التفرقة العنصرية بين السود والبيض في تلك الفترة .

سجل الديبة الهدف الثاني في المباراة الافتتاحية بين مصر والسودان والتي أنتهت بنتيجة 2-1 للمنتخب المصري بعد أن سجل رأفت عطية الهدف الأول لمنتخب مصر من ضربة جزاء ليضمن الديبة الصعود بالمنتخب إلى المباراة النهائية .

"سوبر هاتريك" يضع الديبة في قائمة الارقام القياسية

شهدت مباراة المنتخب المصري وأثيوبيا أول نهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية تألق النجم المصري محمد الديبة حيث تمكن الديبة من تسجيل أربع أهداف "سوبر هاتريك" في نهائي ليتوج بعدها بلقب هداف البطولة برصيد خمس أهداف

بالأضافة إلى أنه حقق رقما قياسيا في عدد الأهداف المسجلة للاعب واحد في نهائي بطولة ولم يتمكن أحد من نجوم القارة السمراء إلى يومنا هذا من كسره بالرغم من تألق عدد كبير من النجوم الكبار داخل أفريقيا على رأسهم صامويل أيتو والذي يتربع على قائمة هدافي كأس الأمم الأفريقية برصيد 18 هدف إلا أنه لم يتمكن من تسجيل عدد 4 أهداف في مباراة واحدة نهائي بطولة.

اعتزال الديبة للساحرة المستديرة
اعلن محمد دياب العطار أعتزاله سنه 1957 بعد عودة من بطولة كأس الامم الأفريقية والتي شهدت تألقه وتسجيله للأرقام القياسية ، ولكن حبه لبيته وصاحب الفضل عليه يجعله يعود من جديد الى الملاعب بعد هبوط الاتحاد السكندري وساهم بموهبته ومجهوده فى إعادة الاتحاد السكندري للدورى الممتاز من جديد ليقرر الاعتزال مرة أخرى ويتجه بعد ذلك إلى التحكيم.

مشوار الديبة التحكيمي

اتجه الديبة الي التحكيم عام 1956 قبل ان يعتزل اللعب مما عجل بإنهاء مشواره الكروي كلاعب كما كان الديبة لاعب موهوب الا انه أبدع كذلك في التحكيم وظل الديبة ينتقل من نجاح الي نجاح في مجال التحكيم حيث صار حكما في الدرجة الاولي عام 1961 قبل وفي عام 1968 يحصل على الشارة الدولية حكيم الديبة الدورة الإفريقية السابعة والتي اقيمت في اديس ابابا وأبدع في ادارته بامتياز لـ3 مباريات.

واصل الديبة تحقيق المجد وصنع التاريخ أيضا في مجال التحكيم حيث حكم نهائي النسخة السابعة من كأس الأمم الأفريقية بين غانا والكونغو كينشاسا ليحقق مجدا جديدا ويصبح أول هداف لكأس الأمم يتجه للتحكيم ويدير المباراة النهائية لبطولة أمم إفريقيا.

دور الديبة الأنساني في مباراة الأزمة

مباراة الأزمة هي كانت مباراة بين قطبي الكرة المصرية بين الأهلى والزمالك في عام 1971 والتي كان يديرها الديبة وأثناء المباراة شهد الديبة أقتحام الجماهير ملعب المباراة ، أطلق الديبة صافرته بإلغاء المُباراة وسط زهول اللاعبين والمشجعين.

وعلق الديبة على فعلته : "اطلقت صافرتي بعدما شاهدت أحد المشجعين يقتحم ملعب المباراة لأحافظ على أرواح اللاعبين وأعتقد أنه من أفضل القرارات في مسيرتي التحكيمية ".

اعتزال الديبة التحكيم

اعتزل الديبة مجال التحكيم عام 1976 بعدما وصل سن الـ50 وكان أول حكم مصري في التاريخ تقام له مباراة اعتزال تكريما له ولمسيرته المشرفة سواء كلاعب كرة أو حكم دولى وكانت يوم 19 أغسطس عام 1976، وكان طرفاها الاهلي والاتحاد السكندري.

تكريمات حصل عليها الديبة بعد اعتزاله

وكرمه الرئيس الأسبق أنور السادات بمنحه وسام الرياضة من الطبقة الاولي كما تم تكريمه كحكم دولى فى عام 2002 اثناء إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية بمالى و تسلم وسام الاستحقاق فى حضور رئيس الاتحاد الدولى جوزيف بلاتر و رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو

وفاة الديبة

ورحل الديبة صباح يوم الجمعة 30 ديسمبر 2016 عن عمر يناهز 90 عاما .