قال الدكتور محمود عبد الوهاب مدني ، مدير عام الشئون الأثرية بمنطقة أثار مصر العليا ، أن قرية نجع تركى بمركز أبوتشت شمال قنا ، تقع على الحافة الشرقية للهضبة الجبلية التى تحد المركز من الناحية الغربية جنوب قرية الكرنك ، وشمال قرية الحاج سلام التابعة لمركز فرشوط ، وبهذه القرية تقع منطقة قديمة أثرية تضم أطلال مدينة قديمة تنتمى للعصرين المملوكى و العثمانى أطلق عليها منطقة نجع تركى .
وأوضح مدني ، كان لموقع قرية نجع تركى الأثرى ، أهمية كبيرة كمدينة تقع على طريق الدرب الأربعينى خلال العصور المتلاحقة ، حيث كانت هذه المدينة تعد إحدى الاستراحات الهامة بطريق الحج والتجارة ، فإن موقعها المتميز جعلها تكون نقطة البداية لطريق الحج والتجارة القادمة من الوادى الجديد ، ونظرا لأهمية هذا الطريق فقد قامت الحكومة المصرية بمد خط السكة الحديد بهذا الطريق.
وأضاف مدير عام الشئون الأثرية ، تتميز أطلال هذه المدينة بإحتوائها على العديد من المبانى والأساسات للعديد من المبانى التى تمثل أنماطا متباينة للوحدات السكنية والاستراحات ومخازن حفظ الغلال والآبار وأحواش للدواب وهى محاطة بأسوار، وقد وجدت فى بعض الأماكن على الجدران بعض الصور المرسومة بالجير الملون تمثل الكعبة والجبل وغيرهم ، والتى ما زالت تحتفظ بتخطيطها والتى تعطينا مخطط تفصيلى يمكن من خلاله دراسة تخطيط المدينة ، ودراسة نماذج الوحدات السكنية التى كانت قائمة خلال العصر العثمانى لبيان ما ان كانت تمثل طرازا معماريا ساد فى صعيد مصر فى العصر العثمانى أم لا ، أما الشئ الملفت للنظر فى هذه المبانى هو انتشار ظاهرة الملاقف من الناحية البحرية.
وتابع مدني ، هدمت هذة القرية ورحل عنها ساكنوها فى أثناء حرب شيخ العرب همام ، مع على بك الكبير على يد القائد محمد بك أبوالدهب فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر.