الخلاص

الخلاصسارة حامد

الرأى6-1-2022 | 15:39

يحتفل اليوم قبط مصر بذكرى مولد المسيح، فكل عام ومسيحي مصر في سلام و أمان، وكل عام وشعب مصر العظيم في محبة ورباط إلى يوم الدين.

أجراس ترنم و تصدح في كل أحياء مصر، نرتل سوياً "في عيد الميلاد غنوا أحلى الألحان.. في عيد الميلاد زينوا المكان، في عيد الميلاد اطرحوا التيجان، في عيد الميلاد نحني له الجباه.. في عيد الميلاد تهتف له الشفاه، في عيد الميلاد" نرددها ونشاهد سمات الهناءة والسرور في العالم بأسره، نبصر بابتهاج منها مشهد مغارة الميلاد الذي يقام في الهواء الطلق في برشلونة، ومشهد سانت كلاس في هولندا من الأيقونات الثقافية المسيحية، و شوارع مزينة بأضواء ميلادية لمناسبة العيد في البرتغال، والمجوس الثلاثة يوزعون الهدايا على الأطفال وهو تقليد منتشر في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، ومغارة كراكوف من تقاليد عيد الميلاد في بولندا، أما في مصر يزور عام تلو الأخر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأقباط في بيتهم الكبير الكاتدرائية المرقسية حيث كانت الإحتفالات في منطقة العباسية ثم أهدى لقبط مصر كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، وباتت تقام قداسات عشية الميلاد داخل أكبر كنيسة في الشرق الأوسط على الإطلاق وتبلغ مساحتها 15 فداناً.

"هلليلويا، هلليلويا، هلليلويا يسوع المسيح ولد في بيت لحم" و في ذكراه تتجدد ليالي المحبة، نتآلف ونتقارب داخل الكاتدرائية المرقسية لكن مازلنا نحتذي ونتأسى الإجراءات الإحترازية التي أوهنت كاهلنا خلال السنوات الثلاثة الماضية، نتلاقى دون تصافح أو أحضان، قلوبنا تتعانق دون عناق ومن وراء حجاب، لا نرى بشاشة ملامحنا بسبب "الكمامات" نسمع وننصت لتهللنا وقهقهات مسرتنا من كُل حدبٍ وصوبٍ، ندرك فرحة جمعنا هذا عبر أرواح وأفئدة المصريون النقية، نتأمل ما أتممنا في العاصمة الإدارية الجديدة وما بيننا من محبة وتآخي، ونتضرع إلى الله متى الخلاص من هذا الوباء الذي أثقلنا وأوهننا وأنهكنا؟!..

و الخلاص في اللاهوت تعبير عن جلاء حالة أو وضع وظرف غير مقبول و غير محبب، ويدرج استعماله في غالبية الديانات وهو شأن محورية في المسيحية يشير إلى خلاص الإنسان من خطاياه أو خلاصه من سلطانها عليه، و التساؤل هنا هل أقبل الوباء ولم يُدبر نتاج خطايانا الإنسانية؟!

أيّاً يكن الإجابة، ففي عيد ميلاد مخلص العالم من الأوبئة والأمراض، مبرئ الأكمه والأبرص ومحيي الموتى، نرفع أيدينا ونتضرع لخلاص العالم من فيروس كورونا الذي دمس حياتنا طيلة ثلاث سنوات، و رغم أن مصر تصدت لأخطاره بفرض إجراءات إحترازية والتشديد على تلقي جرعات اللقاح وهو ما خفف نسب الإصابات مقارنة بما يُبث عبر وكالات أنباء عالمية من إزدياد مفزع في إصابات دول العالم، ولهذه العوامل وغيرها باشرت مصر تباهيها وإفتخارها بما حققته، لتقيم منتدي الشباب العالمية من العاشر حتى الثالث عشر من الشهر الآني، لنحكي بصمت أن مصر قادرة على مواجهة الوباء و تخطي الصعوبات والتحديات بمحبة أبناءها ووحدتهم..كل عام والمصريين على قلب رجل واحد.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2