عندما تتحول الأحلام إلى واقع

أربع وعشرون ساعة تفصلنا عن انطلاق النسخة الرابعة من منتدى الشباب بمدينة شرم الشيخ، أكبر منصة حوار بين شباب العالم وفق ما وثقته منظمة الأمم المتحدة.

وتأتى الدورة الرابعة للمنتدى لتؤكد للعالم من جديد أن مصر قادرة على مواجهة التحديات، معلنة استمرارها فى طريق البناء والعمل من أجل السلام والتنمية؛ وليظل الحوار هو اللغة السائدة، حيث يشارك شباب من 196 دولة لمناقشة أهم القضايا التى تشغل العالم وعلى رأسها الإرهاب، والتغيرات المناخية، والعالم ما بعد كورونا وانطلاق نموذج محاكاة لمجلس حقوق الإنسان الدولي.

العديد من الفعاليات سيشارك فيها شباب العالم من أرض السلام وعلى مدى 4 أيام وعقب العديد من الجلسات والمناقشات وورش العمل التى يشارك فيها أعضاء الحكومة والمتخصصون مع الشباب للاستماع إلى الرؤى والأطروحات الشبابية.

وعقب المناقشات سيضع شباب العالم مجموعة من التوصيات لتجد طريقها إلى التنفيذ.

تلك هى الرؤية التى تبنى بها الدول وتستطيع أن تخرج بها أكثر قوة وقدرة، فالشباب هم مستقبل الأمم، وكما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسي: «شباب مصر هم أمل مصر… بحماسهم الوطنى وكفاءتهم العلمية نبنى مصر المستقبل… وبإخلاصهم ستحيا مصر».

فالشباب كنز الأمم وأحد مواردها وسر قوتها، من هنا كانت قناعة الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة أن يكون للشباب المصري دور فى بناء الوطن؛ من هذا المنطلق جاء إعلان عام 2016 «عام الشباب المصري»، لتبدأ الدولة المصرية مرحلة مهمة فى تاريخها للاستفادة من شبابها الذين تجاوز عددهم نصف المجتمع، والاستفادة من رؤى الشباب التى تعتمد على تقديم حلول غير تقليدية.

«إذا أردت أن تعرف مستقبل أمة فانظر إلى شبابها» هكذا قال المناضل الأرمينى غارجين تر- هاروتينيان، وقال الدكتور مصطفى محمود «إذا لم يشترك الشباب فى صنع الحياة ، فهناك آخرون سوف يجبرونهم على الحياة التى يصنعونها».

(1)

من هنا كانت رؤية الرئيس بالاستجابة لمقترحات الشباب، لتبدأ أولى الخطوات بوضع رؤية علمية واستراتيجية متكاملة لتأهيل الشباب للقيادة.

لتبدأ بشائر نجاح ذلك المسار معتمدًا على الشباب وتأكيدًا على ثقة القيادة فيهم، إذ حرص الرئيس على أن يحضر بنفسه مؤتمرات الشباب ومعه رئيس الحكومة وأعضاؤها، كما حرص على اللقاء معهم منذ اختيار المجموعة الأولى من شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة بعد اختيارهم وفق شروط علمية دقيقة.

وقد حرص الرئيس على لقاء الشباب الملتحقين بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة أكثر من مرة، ودار نقاش موسع معهم؛ وخلال عام 2016 وبالتحديد فى شهر أكتوبر عُقد المؤتمر الأول للشباب فى مدينة شرم الشيخ، والذى جاء استجابة من الرئيس لمطالب الشباب ولتوسعة قاعدة المشاركة الشبابية فى وضع مقترحات وحلول غير تقليدية، ويصبح لهم دور حقيقي فى بناء المجتمع.

وانطلق المؤتمر الأول للشباب بحضور الرئيس فى الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر 2016 وعدد من الوزراء والمسئولين والخبراء، وعلى مدار ثلاثةَ أيام، شهد المؤتمر أكثر من 84 جلسة وورشة عمل، نوقش خلالها قضايا مختلفة، مثل المشاركة السياسية للشباب، وسبل تطوير منظومة الإعلام، وخطة الإصلاح الاقتصادى، وغيرها من الموضوعات التى وضعها الشباب على قائمة أولوياتهم.

لم يكن المؤتمر مجرد منصة للحوار والنقاش، بل امتدّ ليضم صالونًا ثقافيًا، شارك فيه العديد من الأدباء والفنانين والمثقفين لمناقشة العديد من الأعمال الفنية والموضوعات الثقافية، كما تضمَّن فعاليات رياضية مثل ماراثون السلام حيث انطلق الشباب وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية، فى رسالة سلام إلى العالم أجمع؛ ولأول مرة، تم إطلاق جائزة الإبداع السنوي، لتضع الشباب المصرى الناجح على منصة التكريم من الرئيس، حتى يكونوا قدوة ومثل يُحتذى به لأقرانهم من الشباب.

قام على تنظيم المؤتمر ووضع أجندة أعماله شباب الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى ليثبت الشباب أنهم قادرون على التحدى والإنجاز، فى الوقت الذى كانت فيه الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسى تقوم بالدراسة وأصبح مؤتمر الشباب أكبر منصة حوارية بين الرئيس وشباب مصر.

وفى ديسمبر من نفس العام عُقد المؤتمر الدورى الأول بحضور 1,000 شاب وفتاة وذلك بمدينة القاهرة بحث قضايا التعليم والزيادة السكانية، وتحديات قطاع البترول والتعدى على الأراضى الزراعية، والإصلاح الاقتصادي، وتطوير قواعد البيانات من خلال 10 ساعات عمل و6 جلسات ورش عمل تحدَّث خلالها 29 متحدثًا منهم 15 شابًا وفتاة، وجاءت توصيات المؤتمر لتنطلق بالشباب إلى مناطق مصر المختلفة ويأتى مؤتمر الشباب فى أسوان فى نسخته الثانية خلال شهر يناير 2017 للاستماع إلى شباب الصعيد وتمكينهم من المشاركة فى عملية اتخاذ القرار كخطوة غير مسبوقة.

وكان من أهم التوصيات التى نتجت عن المؤتمر إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر والإسراع فى تنفيذ مشروع المثلث الذهبي، وهو ما وجد طريقه إلى أرض الواقع، فلم يكن شعار مؤتمرات الشباب (أبدع - انطلق) مجرد شعار أو حلم أو كلمة تغازل وجدان الشباب، إنما كان واقعًا حقيقيًا حرص المسؤولون عن هذا الملف على العمل فى صمت من أجل إبراز قدرات كنز الوطن (الشباب).

(2)

تطور البرنامج الرئاسى بإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب على غرار المدرسة الوطنية للإدارة (ENA).

فى أبريل من نفس العام، انطلق المؤتمر الوطنى للشباب إلى منطقة قناة السويس وبالتحديد فى الإسماعيلية ليناقش بحضور 1,200 شاب وفتاة سبل تحقيق التنمية المستدامة فى قطاعى النقل والإسكان، وآفاق التنمية بمحور قناة السويس، وجهود الدولة لرعاية المواطن صحيًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى نموذج محاكاة الدولة المصرية والذى قام من خلاله بعض شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة بتمثيل مؤسسات الدولة وعرضوا رؤيتهم وأفكارهم للتطوير والتغلب على أبرز التحديات التى تواجه الدولة المصرية.

كما انطلقت مبادرة «اسأل الرئيس» ليتفاعل الشباب من خارج المؤتمر ويتواصلون مع الرئيس.

وفى يوليو 2017 شارك شباب الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فى المؤتمرالدورى الرابع ليشهد تحول حلم جديد من أحلام الشباب إلى واقع بالإعلان عن عقد النسخة الأولى من منتدى شباب العالم والذى تقرر عقده فى نوفمبر من نفس العام بمدينة شرم الشيخ.

لينطلق المنتدى بمشاركة 3,000 شاب وفتاة من 113 دولة ومن خلال 46 جلسة وأكثر من 70 ساعة عمل فى حضور عدد كبير من مُختلَف الزعماء وقادة الرأى والفِكر حول العالم، تمت مناقشة قضايا دولية حول موضوعات الهجرة واللاجئين، الديمقراطية وحقوق الإنسان واستقرار وتنمية إفريقيا، والعولمة والهوية الثقافية، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى وأثرها على السكان إلى غير ذلك من موضوعات هامة على الساحة الدولية؛ كما شهد المنتدى محاكاة لمجلس الأمن الدولى من خلال (WYF-MUN).

وتنطلق أكبر منصة حوار على مستوى العالم ويتحول حلم الشباب إلى حقيقة بلقاء سنوى بين شباب العالم على أرض مصر، يناقش فيه شباب العالم مختلف القضايا، ويصبح حوار الحضارات واقعًا تحتضنه أرض الحضارة والتاريخ، وينطلق من أرض السلام.

لتصبح التجربة المصرية فى دعم الشباب والحرص على الدفع بهم إلى صفوف القيادة بعد تأهيلهم علميًا وعمليًا وإداريًا نموذجًا تتناقله العديد من الدول، بل وتقرر الأمم المتحدة اعتماد المنتدى «أكبر منصة حوار للشباب على مستوى العالم».

(3)

ويرتفع عدد المشاركين فى النسخة الثانية 2018 من منتدى الشباب إلى 5,000 شاب وفتاة، ومن خلال 3 محاور شملت الإبداع والتطوير والسلام ناقش الشباب 24 ملفًا فى مختلف المجالات، فشمل محور الإبداع الألعاب والرياضة الإلكترونية ولمحة من العالم الافتراضى لمجتمع الألعاب الإلكترونية فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى ودور رواد الأعمال والشركات الناشئة فى النمو الاقتصادى العالمي، دور الفن والسينما فى تشكيل المجتمعات و«مواقع التواصل الاجتماعي: تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟» و «العالم الرقمى كمجتمع موازي: كيف يفرض سيطرته على عالمنا الواقعي؟»

وشمل محور التطور «أجندة 2063: إفريقيا التى نريدها.. فى ظل التغيرات السريعة فى الخريطة العالمية: ما الذى يمد العالم بالطاقة؟.. تقليص الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل.. تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة: نحو عالم أكثر تكاملًا .. العمل التطوعي: نحو مجتمع أكثر مسئولية.. كيف نبنى قادة المستقبل؟».

وفى محور السلام ناقش المؤتمر «اليوم صفر: الأمن المائى فى أعقاب التغيّر المناخي.. والمساعدات الإنسانية: مسئولية دولية فى مواجهة التحديات .. دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام .. التعاون الأورومتوسطي: شراكة استراتيجية .. دور القوة الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب .. ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول».

ليقدم الشباب نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، ويصبح الشباب فاعلًا فى قيادة القارة الإفريقية لتحمل مصر توصيات منتدى الشباب إلى القمة الإفريقية، كما يشهد المنتدى أكبر حوار ثقافى بين دول العالم من خلال مسرح شباب العالم، وجرى عرض نماذج من رواد الأعمال لتجاربهم.

وجاءت النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم ليشارك بها 7.000 شاب من 197 دولة خلال الفترة من 14 وحتى 17 ديسمبر حيث ناقش الشباب خلال المنتدى العديد من الملفات من خلال محاور «الأمن الغذائي، والبيئة والمناخ، وسلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعى، والاتحاد من أجل المتوسط، وتمكين المرأة، والفن والسينما».

لتبدأ غدًا النسخة الرابعة تحمل معها طموحات وأحلام الشباب التى حرص الرئيس السيسى على أن يحولها إلى واقع ويستمع إلى رؤاهم إيمانًا منه بقدرات الشباب.

عيدية الرئيس

جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تهنئة الإخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، معبرة عن مرحلة مهمة من عمر الوطن.. مرحلة تحول الحلم إلى واقع.. بعد أن تقدمت مصر بثبات وقوة فى محيط مضطرب نحو الجمهورية الحلم (الجمهورية الجديدة)، جمهورية قوية وقادرة ولكنها ليست غاشمة .. جمهورية تحمل الأمل والعلم والعمل.. جمهورية مسالمة ولكنها ليست مستسلمة.. جمهورية مرتكزة على قوة شعبها وتماسك نسيجها الوطنى تسع الجميع، ويدرك أبناؤها أن هناك من يحاولون ذرع الفتن فيتصدون له بوعيهم.

لقد أصبح حضور الرئيس لقداس عيد الميلاد الجديد تقليدًا وضع ثوابته الرئيس السيسي وأكد عليه عندما قال: «إن الجمهورية الجديدة جمهورية تتسع للجميع».

وقد سبق الاحتفال موافقة مجلس الوزراء على تقنين أوضاع 141 كنيسة ومبنى تابعًا، ليبلغ إجمالى عدد الكنائس التى تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة 2.162 كنيسة ومبنى تابعًا.

أضف تعليق