الدبلوماسية تعمل على إيجاد تواصل بناء بين الحكومات والدول ما يخدم المصالح والقضايا المشتركة بين الشعوب، ومع تطور العصر أصبحت الدبلوماسية التقليدية للدول منشغلة بالتصدى للمهددات الخارجية وخوض المعارك الدبلوماسية التى من شأنها المحافظة على مقدرات الأوطان، وهذا بالطبع دور عظيم تقوم به وزارات الخارجية حول العالم لتعزيز الاستقرار و السلام الداخلى للدول ومن ثم للإقليم والمجتمع الدولي.
العالم أيضا أصبح الآن فى حاجة إلى أدوات معززة لهذا الدور الذى تلعبه الدبلوماسية الرسيمة للدول، أدوات تعزز من التواصل الشعبى وبالتحديد بين الشباب لتخلق قنوات اتصال مباشرة بينهم، ما يجعل السلام يتدفق بعيدا عن سدود التطرف والكراهية التى تحاول طوال الوقت إعاقة التواصل بين شعوب العالم بحجة رفض الآخر سواء بسبب عقيدة أو جنس أو لون أو دين، نعم فرغم تقدم العالم إلا أن الأفكار الرجعية التى تريد إعادة البشرية لعصور الظلام مازالت متواجدة بيننا، بل إنها تمتد فى موجات تطرف تستبيح الآخر لمجرد الاختلاف، وهنا يأتى دور منتدى شباب العالم كجسر للتواصل بين شباب العالم للتقريب بين الشعوب وإعلاء قيم التعايش والسلام.
نماذج المحاكاة
منتدى شباب العالم خلق تواصلًا شبابيًا يمكن وصفه بالدبلوماسية الشبابية، كأداة مساعدة للدول والحكومات التى تسعى للسلام، فخلال الثلاث نسخ الماضية والتى حضرها 18 ألف شاب من 100 دولة حول العالم، أقيمت 4 نماذج محاكة لفاعليات إقليمية ودولية كما سيتم عمل نموذج محاكاة بالنسخة الرابعة لمحاكاة المجلس الدولى لحقوق الإنسان، وتعد تلك النماذج أحد أدوات الدبلوماسية الشبابية التى ترسل الأفكار والاقتراحات للمنظمات الإقليمية والدولية، كما أنها تتيح للشباب طرح متطلبات الأجيال القادمة من تلك المنظمات، ويعد اعتماد الأمم المتحدة ل منتدى شباب العالم كمنصة شبابية دولية أمر يعزز من لعب المنتدى لهذا الدور كأداة دبلوماسية تتيح للشباب التواصل مع مختلف المنظمات الإقليمية والدولية.
القادة والشباب
منتدى شباب العالم أيضًا يلعب دورًا بارزا فى التواصل المباشر ما بين مختلف قادة العالم والشباب من دول مختلفة، بل إن إدارة وحضور عدد من القادة والمسئولين الدوليين والإقليميين لفاعليات المنتدى يعزز من إيجاد خطاب دبلوماسى يشرك الشباب فى مختلف القضايا الدولية خاصة تلك التى تهدد مستقبلهم كمحاربة ظاهرة الإرهاب ومجابهة التطرف ومخاطر الحروب السيبرانية والذكاء الاصطناعي، هذا فضلا عن قضايا الهجرة واللاجئين وبالطبع المخاطر المستجدة مثل جائحة كورونا والتغيرات المناخية، لهذا تحمل أجندة المؤتمر هذا العام ملفات مهمة تضم «تأثيرات ما بعد فيروس كورونا - التغيرات المناخية - الحماية الاجتماعية - حقوق الإنسان - ريادة الأعمال - التكنولوجيا والجيل الخامس - التحول الرقمى -الدراسة عن بعد - البيئة - مستقبل الطاقة» ملفات بالتبعية تفرض نفسها على اجتماعات القادة والمسئولين بمختلف دول العالم، بينما هم فى حاجة لسماع أفكار مبتكرة وغير تقليدية فيما يتعلق بهذه القضايا وهذا سيتوفر من خلال منتدى شباب العالم.
توصيات تعزز الفاعلية الدولية
أصدر منتدى شباب العالم خلال دوراته الثلاث السابقة توصية تعزز من مكانته الدولية كمنصة شبابية معتمدة من الأمم المتحدة ما يمكنها أن تساهم بشكل فعال فى إيجاد حلول واقعية للعديد من القضايا التى تشغل بال الشباب بشكل خاص والبشرية بشكل عام وبرصد التوصيات التى تم إصدارها خلال الدورات السابقة سنجد أنها بالفعل تمكن المنتدى من لعب دور دبلوماسى هام يخدم مصالح شباب العالم ويساعدهم على مواجهة العديد من التحديات لهذا كانت العديد من توصيات المنتدى بالنسخ السابقة تسعى لتمكين الشباب من لعب دور إقليمى ودولى مؤثر.
ومن المتوقع أن يواصل المنتدى فى نسخته الرابعة هذا الدور الدولى الفعال المتعلق بمد جسور التعاون والشراكة بين مختلف دول العالم، مرتكزا على القوة المحركة للشعوب وهى الشباب، ليصبح منتدى شباب العالم الآلية الشبابية الدولية المنقذة لأحلام شباب العالم فى ظل عالم يواجه تحديا تنقض على تلك الطموحات، لتؤكد مصر دوما أنها هى حاضنة الأحلام وباعثة الأمل وصانعة المستقبل.