"الفِركة "صناعة مصرية بأيادي صعيدية تواجه منافسة شرسة من الصين والهند

"الفِركة "صناعة مصرية بأيادي صعيدية تواجه منافسة شرسة من الصين والهندالفِركة

مهنة الفِركة، بكسر الفاء عبارة عن منسوجات مصنعة يدويًا بمعدات النول من الخيوط القطنية والحريرية، وهي أحد أشكال النول اليدوي لإنتاج أقمشة وشيلان يدوية من الكتان والحرير، وتشتهر بها مدينة نقادة جنوبي محافظة قنا بصعيد مصر ، منذ قديم الأزل، وقد كانت ال أقمشة تصدر قديمًا لدول إفريقيا.

تاريخ قديم

وتمتلك الفركة تاريخا قديما في عالم الصناعة اليدوية جدًا، حيث تعود إلى عصر الفراعنة، وأفضل ما يميز الفركة أنها مازالت بتقاليدها القديمة الممتدة منذ العصر المصري القديم بمراحلها التقليدية لل منسوجات دون أي تدخل من تجهيز أو خياطة.

وقد اشتهرت نقادة بقنا بتصديرها إلى السودان وبعض الدول الإفريقية، حيث تعد الفركة الزيّ المفضل للسيدات هناك، ويتشحون به كنوع من التبارك في الاعتقادات الشعبية.

النول النقادي

يحنوي كل منزل فى نقادة يعمل في مهنة الفركة ، نولا قديما يصل عمره لمئات السنين، فهي من المهن القديمة، ويشتمل النول على عدد 4 مكوك أو أقل، وهو الجزء الذي يحدد الشكل، حسب الطلب والرغبة في إدخال أشكال جديدة.

عملية نسج الفركة

وتتطلب عملية شد النول دقة متناهية وصبرًا طويلًا، حيث يقوم بهذه العملية أكثر من شخص، وقد تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أيام، تبدأ بعدها عملية نسج الفركة التي تستغرق يومًا واحدًا على الأكثر.


مراحل صناعة الفركة

تمر صناعة "الفركة" بأكثر من مرحلة منها شراء خيط الحرير الصناعي الأبيض وتلوينه حسب الطلب بالأصباغ المختلفة، والثانية هي لف الخيط وشده على النول تمهيدًا لعملية النسج، ثم مرحلة لف الخيوط، ثم تمر الصناعة بعدة مراحل، وتأتى المرحلة الأخيرة وهي التصنيع بالمكوك على النول.

٣ آلاف نول في نقادة

ضمت مدينة نقادة قديما نحو 3 آلاف نول، وكان الكل يعمل بها، وكان يتم تصدير الفركة لإفريقيا والسودان وبالأخص الثوب الدُرمانى ، وهو من الحرير الأبيض وبالإضافة إلى ال أقمشة السياحية والملاءة الإسناوي"الحبرة"، فضلا عن بعض أنواع ال أقمشة مثل "المبرد" .

رسالة جغرافية

وتشير رسالة جغرافية بجامعة جنوب الوادي بقنا ، إلى أن الفركة معرضة للاندثار.

ويذهب محمود عبود في دراسته "الصناعات الصغيرة والتنمية في محافظة قنا" إلى أن صناعة الفركة التي يعدها الأفارقة زي البركة فيرتدونها في حفلات الطهور والزواج تواجه شبح الاندثار بسبب غلاء المواد الخام من جهة، وعدم وجود لحركة السياحة وعدم الاهتمام الرسمي بتسويقها مثل صناعات العسل الأسود والفخار، مؤكدا أن في خمسينيات القرن الماضي كان يعمل في الفركة 90% من سكان المدينة، مطالبا بالاهتمام بها وتسويقها، والاهتمام بالجيل الذي يعمل في هذه المهنة.

منافسة شرسة من الصين والهند

وأكدت الدراسة أن صناعة الفركة المصرية ، تواجه منافسة شرسة من الصين والهند ومناطق أخرى داخل مصر من حيث كم الإنتاج، بالإضافة إلى المنافسة في نوعية ورخص ثمن المنتج، ففي حين تصل ثمن القطعة الواحدة من منتج نقادة إلى 35 جنيهًا ينخفض السعر الصيني إلى 20 جنيهًا، كما تنافس الصين في المادة الخام، حيث يتم استيراد خيوط الفركة الجاهزة؛ لذا لابد من أن يطرأ تطوير لهذه الصناعة لمواجهة هذه المنافسة، ويجب حماية هذه الصناعة من خلال الحماية الجمركية والتقليد والاقتباس والسرقة وحماية الملكية الفكرية من خلال العلامة التجارية والمؤشرات الجغرافية فيها لمنع التزوير والتضليل للمستهلك، ولا تحمي المؤشرات الجغرافية لسلعة غير محمية في بلد المنشأ.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2