كثفت سلطات الاحتلال من إجراءات التهجير الجماعي وهدم البيوت وترهيب المقدسيين ليهدموا بيوتهم بأيديهم تحت سيف الابتزاز المادي، وأطلقت العنان للمستوطنين في عربدتهم، وشرعت بفرض مشروع تسوية الملكيات في القدس لتضع "حارس أملاك الغائبين" التابع لها شريكًا للمقدسيين في أملاكهم التي توارثوها جيلا بعد جيل، وشرعت بتعزيز البؤر الاستيطانية والبنى التحتية للمستوطنات على حساب الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، وقطعت أوصال الأحياء والبلدات المقدسية.
وفي إطار حربها الشاملة والوجودية على المقدسيين عبر تمزيق النسيج الاجتماعي المقدسي، أعلنت بلدية الاحتلال الاسرائيلي، بالتعاون مع جهاز المخابرات "الشاباك"، عن تشكيل قائمة من المخاتير المقدسيين في كل الأحياء والبلدات، تضم 20 مختارا جرى انتقاؤهم من جهاز المخابرات؛ في محاولة لتصدرهم المشهد الاجتماعي المقدسي ليكونوا مرجعية للمقدسيين وليسهموا في حل المشاكل العائلية ونزاعات ملكيات الأراضي كمدخل لنفوذهم وسيطرتهم، ومن ثم جرّ المقدسيين إلى المشاركة في مخططات بلدية الاحتلال ومهرجاناتها وبرامج "التعايش" التابعة لها، فتمسي بالتالي هي المرجعية الفعلية للحياة الاجتماعية المقدسية عبر أولئك المخاتير.