انفراد.. وثائق «الدورات العسكرية» لتنظيم «القاعدة» ومخطط اغتيال الشخصيات الأمنية

انفراد.. وثائق «الدورات العسكرية» لتنظيم «القاعدة» ومخطط اغتيال الشخصيات الأمنيةانفراد.. وثائق «الدورات العسكرية» لتنظيم «القاعدة» ومخطط اغتيال الشخصيات الأمنية

* عاجل22-12-2017 | 12:31

كتب: عمرو فاروق

ننشر أخطر الدورات العسكرية التي تتلقاها عناصر وقيادات تنظيم "القاعدة" بقيادة أيمن الظواهري، والتي جاءت تحت مسمى  "الدروس العسكرية" للمرجع الجهادي يوسف العييري .

وقد شملت "الدروس العسكرية" التي يتم تأهيل عناصر وقيادات تنظيم" القاعدة"، بها على عدة دورات، الأولى منها هى ما يسمى بـ"حرب العصابات"،  وركزت على مفاهيم الحرب التقليدية، والحرب غير التقليدية مع الأنظمة العربية الحاكمة، كما تطرقت لأنوع الأسلحة الثقيلة والخفيفة في المعارك، والأسلحة البايلوجية، والكيميائية.

وتشرح وثائق "الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"،  طرق مهاجمة قوات الجيش والشرطة، وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر، والنيل من رجالها بأقل قدر من الوسائل المتاحة والمستخدمة في هذه المعركة، والتدريب علي خططها، والإستفاد من الأوضاع التي تمربها البلاد واستقطاب المواطنين المدنيين إلى صفوفهم بغرض الإنتقام من رجال ورموز النظام الحاكم ووصفهم بأنهم مغتصبون ويطيق عليهم أحكام الصائل المرتد"المعتدي".

حرب العصابات

وقد شرعت الوثائق الجهادية إلي وصف ما أطلق عليه "حرب العصابات" من أنها :"حرب الأنصار لأنها قائمة بذاتها على الأنصار، و أنها بغير أنصار ليس هناك حرب أصلا، و سميت أيضا حرب الكر والفر لأنه ليس هناك خطوط مواجهة بين رجال العصابات وبين النظام أو الجيش النظامي إلا في المراحل الأخيرة فسميت الكر والفر، وأيضا سميت حرب الكلب والبرغوث،  حيث يشبه الكلب بالدولة، والبرغوث بالمجاهدين أو برجال العصابات".

وأوضحت وثائق "الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"، أن من أشهر من استخدم "حرب العصابات"،  عز الدين القسام،   في فلسطين ضد اليهود وضد الإنجليز، وعمر المختار،  طبقها في ليبيا، وطبقها عبد الكريم الخطابي.

كما تطرقت وثائق "الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"، إلى أنواع "حرب العصابات"، سواء داخل المدن، أو الجبال، أو داخل الصحاري، أو داخل الغابات، وسلطت الضوء على التدرج العسكري، للكيانات المسلحة، ابتداء من المجموعة، والفيصل، والسرية، والكتيبة، واللواء، الفرقة، والفيلق، الجيوش.

وأشارت وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"، إلى أن "حرب العصابات"، تضمن للعنصر الجهادي المسلح، التحرك دون تشكيل، والتحرك دون حدود للمهمة المكلف بتنفيذها، ولايحمي المنطقة التي يتحرك فيها لاسيما أنها منطقة تنفيذ فقط، وليس منطقة تمركز دائم، كما أنه ليس له خطوط إمداد وتمويل معروفة، يمكن رصدها أو تتبعها .

وأفادت وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"،  أن رجال "حرب العصابات"، لهم الكثير من الخصائص، من خلال طريقة تحركاتهم، والاستراتيجات التي يجب أن يتبعهوها في تنفيذ العمليات المكلفين بها، وطريقة تواصلهم مع القيادة، والمراحل المكونة لحرب العصابات.

واستطردت وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"، أن :"واضح أن أهداف المجاهدين هي تحرير المسلمين من استبداد الأنظمة الكفرية الظالمة الجائرة محلية كانت أو أجنبية لا فرق، لا فرق إذا كان المحتل أجنبيّا أو محتلًا داخليّا".

ونوهت وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"، إلى أن "حرب العصابات"، تتشكل من ثلاثة مراحلة أساسية، هي مرحلة "الإستنزاف"، ومرحلة" الموازنة"، ومرحلة "الحسم"، ولكل منها فترة في زمنية محددة، وأدوات خاصة بها.

تكتيك القتال

بينما ركز  الفصل الثاني، من "حرب العصابات"، على ما يسمى "تكتيك القتال"، وينقسم إلى أولاً: "الدفاع"،  وهي طرق حماية موقع التحركات والتمركزة داخل المناطق، بهدف تنفيذ العمليات المرادة، واختيار الأماكن المرتفعة لكشف تحركات الخصم بسهولة.

ثانيا: الهجوم، وينقسم إلى (أ) الإغارة: وهى الهجوم على الخصم، في حال تمركزه في مكانه، وتشمل الإغارة الصامته، والإغارة الصاخبة،  ويتم تنفيذها من خلال ثلاثة مجموعات وهي، مجموعة "الإسناد"، وتتولى مسؤولية السلاح، ومجموعة "الحماية"، وتتولى تأمين دخول وخروج المجموعة المنفذة، ومجموعة "الإقتحام"، وتتولى مسؤولية تنفيذ العملية.

في حين شملت وثائق" الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة، في الفصل الثالث على فكرة "الكمين"، واعتبرته وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"،  أنه أفضل الطرق لتكبيد الخصم للخسائر الفادحة لانظمة، ويتطلب ذلك رصد قوي لتحركات الخصم، مع المعرفة الحقيقية للقوة الأمنية، المراد استهدافها، من خلال تشكيل أربعة مجموعات لكل منها مهمة خاصة في عملية الإستهداف، والإقتحام.

الكمين الجهادي

وأكدت  وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة، أن "الكمين":  عبارة عن مجموعة مجاهدة مسلحة مباغتة ومتخفية ترصد هدف متحرك أو ثابت للعدو في نقطة معينة تكن ثابتة أو متنقلة، تضرب الهدف هذا بسرعة،  وقوة وتنسحب من الهدف بعد تدميره وشل حركته،  وقتل كل من فيه وتدمير عتاده وسلب محتوياته وسلاحه ومواده.

وأشارت الدارسة الجهادية إلي أن فكرة "الكمائن الجهادية " يتم استخدامها لاستهداف الأشخاص المسؤولة في الدولة، والمواكب الوزارية وغيرها، أو استهداف قوات الجيش والشرطة سواء متحركة أو ثابته كالكمائن وغيرها .

وكشفت  الدارسة أن الكمائن الجهادية أنواع  منها ما يستوجب حمل واستخدام القنابل الحارقة، والـ سي فور، والأسلحة الثقيلة مثل أس بي جي ناين، والمتوسطة كالبيكا وغيره في حالة استهداف موكب المسئولين، ومنها ما يستخدم أسلحة متوسطة وخفيفة وقنابل في حالة الحواجز الأمنية لتابعة للجيش، ودوريات الشرطة، ونقاط التفتيش، ومنها ما يستوجب  استخدام أسلحة خفيفة كالكلاش، في حالة الدوريات والأكمنة الشرطية الخفيفة في مفترق الطرقات .

وتحدثت الدراسة الجهادية عن كيفية إعداد الخلية التي تقوم بمهام "الكمين الجهادي" لاصطياد الهدف المتفق عليه والمحدد سلفا لاغتياله، أو الهجوم عليه، وتكبيده الخسائر البشرية والمادية، فأشارت إلي أنه لايجب أن يزيد عدد أفراد الخلية على خمسة أفراد متدربة بشكل جيد على حرب المدن، وأسس القتال، وحرب الشوارع لتحقيق الهدف المرجو دون التعرض لخسائر، أو القاء القبض على عناصرها، مع سرعة التخفي بشكل كبير عن أعين الأجهزة الأمنية والمارة عقب إصابة الهدف .

و بينت الدراسة الجهادية أن عناصر الخلية التي ستقوم بتنفيذ المهام المطلوبة لابد أن  يكونوا من الرياضيين أصحاب خبرة تدريبية وقتالية معروفة مسبوقة، والأفضل أن يكونوا من عناصر الأمن والاستخبارات في التنظيم، وأن يكونوا ذات خبرات عالية في الجري والسباحة، ويلتزمون بالسمع والطاعة، وأن يكونوا  غير ملتحين،  أو من رواد المساجد، أو معروفين بتطرف أو أصولية، فمن الضروري إنشاء "خلية صافية" بعيدة البعد عن كل الشبهات هذه، ويفضل العناصر الجديدة .

وتحت عنوان "عمل وتقسيم الخلية قبل التنفيذ ":  أشارت الدراسة الجهادية إلى أنه يتم وضع خطة محكمة لدراسة الهدف المطلوب فيقوم أمير الخلية بعد ترتيب الأعضاء إلى أخ مترصد، ومساعد ليلي، وأخ كشافي متنقل بالأخبار الدائمة، وأخ مزود بمعلومات من أمير الاستخبارات للتنظيم،  بالتنسيق الفوري الدائم حول الهدف المطلوب، ويكون الهدف هو اغتيال مسئول في الدولة أو ضابط شرطة،  أو مسئول مخبراتي للدولة، أو إحد رموز الدولة، أو أن يكون كمين سريع لدورية تابعة للجيش أو الشرطة لا يتجاوز أفرادها العشرة .

وتحت عنوان "يوم الترصد الدائم ومتطلباته الناجحة": كشفت الدراسة الجهادية أنه قبل أسبوعين من ضرب الهدف وهو قتل مسئول في جهاز "أمن الدولة"، ويكون الهدف مكان سكنه دون الخروج عن مكان تنقله، ويكون الكمين المطلوب ساعة خروجه من منزله مع مرافقيه، وأن ساعة  التنفيذ من الأفضل أن تكون في الصباح، بحيث يتم مفاجئته وقياداته بهذا  الاستهداف .

حرب المدن

كما تطرقت وثائق"الدروس العسكرية" لتنظيم "القاعدة"،  إلى طريقة تنفيذ "حرب المدن"، واعتبرتها من أصعب المواجهات التي تشهدها عناصر التنظيم الجهادي، لكونها تتم داخل الحيز العمراني والسكني، في ظل عدم وجود حاضنة شعبية لتحركات التنظيم وأهدافه، وسهولة انتشار قوات الأمن والعناصر الموالية له.

كنا تناولت كيفية استخدام الشقق المفروشة والعمارات السكانية أوكار للإختباء، وتجهيز عناصر العملية، المكلفة بتنفبذ المهمة المسلحة داخل النطاق السكني، وتحويلها لمخازن للأسلحة، وتصنيع العبوات الناسفة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2