"المبادرات" جعلت مصر قادرة على رؤية الخريطة الصحية للمواطن بشكل قوي
مواجهة تبعات التغيرات المناخية عبر الإعمار والتنمية
" حياة كريمة" غيرت حياة 60 مليون مصري
مصر رصدت 10 مليارات جنيه مع بدء جائحة كورونا رغم ظروفها الاقتصادية
منتدى شباب العالم منصة إنسانية تعلي من قيم التعايش والسلام، وقد جاءت النسخة الرابعة من المنتدى؛ لتؤكد هذه المعاني الإنسانية السامية في وقت يشهد فيه العالم تهديدات مركبة، عملت جلسات المنتدى على تفكيكها بالبحث والدراسة وعرض الأفكار والحلول، لهذا شملت الجلسات نقاشات حول عدد من القضايا، التي تمثل العناصر المكونة لهذا التهديد المركب، الذي يواجه البشرية مثل العالم ما بعد جائحة كورونا و التغيرات المناخية و الأمن المائي مسارات مستقبل الطاقة ومستقبل التكنولوجيا وغيرها من الموضوعات، التي شملتها أكثر من 30 جلسة وورشة عمل وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة بعدد كبير من تلك الجلسات وإبداء مداخلات تثري النقاش وتبني حوارا بناء بين القادة والشباب، كما قام الرئيس بافتتاح المنتدى بكلمات مهمة ركزت على مخاطبة الضمير العالمي وإحياء القيم الإنسانية وتضمنت الكلمة " في مستهل النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم تلك المنصة، التي باتت منصة حوار، وتواصل بين الشباب وأداة لتبادل الرؤى بين كل العالم ،خاصةً في تلك اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني ،التي تحتم علينا أن ندرك أهمية الحوار وإدارة الاختلاف فيما بيننا، وأن نشكل حالة من اليقين والإيمان بأن حكمة الخالق وسره في هذا الكون أن نكون مختلفين دون تمييز في هذا الاختلاف وليس للإنسانية سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام " كما شارك الرئيس بالجلسة الافتتاحية، التي كانت تحت عنوان " جائحة كورونا إنذار للإنسانية وأمل جديد" وهنا استعرض الرئيس التجربة المصرية في مجابهة الجائحة كما طرح تساؤل عبر الجلسة " ماذا لو واجهنا في مصر جائحة كورونا بحجم الإصابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد قبل تنفيذ المبادرات الرئاسية والتي من بينها كشف وعلاج المصابين بفيروس (سي)"، وأجاب قائلا "كنا قد فقدنا على الأقل ما بين 10% إلى 20% من المصابين، لاسيما بالأمراض المزمنة ( السكر و الضغط والسمنة)".
وقال الرئيس السيسي، إن الدولة المصرية أطلقت خلال أعوام 2017 و2018 و2019 مبادرات رئاسية بهدف الدخول في ملفات الصحة العامة في مصر، على رأسها فيروس (سي)، كما استهدفت الدولة عمل مسح كامل للأمراض غير السارية المتمثلة في أمراض السكر و الضغط والسمنة، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه المبادرات ساهم في انتقال مصر من الدول الأكثر إصابة بفيروس (سي) إلى الأقل إصابة بالفيروس، بشهادة منظمة الصحة العالمية.
وأكد الرئيس أن الإجراءات، التي اتخذتها الدولة - كمبادرات صحية - جعلت مصر قادرة على رؤية الخريطة الصحية للمصريين بشكل قوي، والتخلص من أمراض كانت موجودة في مصر، وكان سينتج عنها تأثير سلبي أثناء التصدي للجائحة.
وتابع أن الدولة خرجت خلال عامي 2018 و2019 من المسح والمبادرات الصحية؛ بقدرة صحية لا بأس بها، ما ساعد الدولة على مواجهة جائحة كورونا.
وذكر أن الدولة فرضت إغلاقا كاملا لفترات قصيرة، وذلك في ظل فرض العديد من دول العالم إجراءاتها وفقا للمنظومة الصحية الموجودة بها، مؤكدا أن مصر أطلقت استراتيجية خاصة بالإغلاق المؤقت مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية التي تقي شر هذا المرض.
التغيرات المناخية
وتضمن اليوم الأول للمنتدى أيضا افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسرح شباب العالم، الذي قدم عروضا فنية مبهرة وقدم الشكر للقائمين عليها، أما اليوم الثاني للمنتدى فقد شهد أيضا نشاطاً رئاسيًا داخل أروقة المنتدى، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بجلسة " الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ "؛ لمواجهة التغيرات المناخية وهنا تحدث الرئيس بشكل مختلف، حيث تضمنت الكلمة رسائل إلى الضمير الإنساني والقادر على مواجهة تبعات التغيرات المناخية عبر الإعمار وتضمنت مداخلة الرئيس " أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض، الذي يستطيع أن يدمر ويهدم، وفي نفس الوقت يمتلك القدرة على الإصلاح، متابعا بالقول: "ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان قادر على الإعمار والتنمية، وبالتالي أي شكل من الأشكال السلبية، ثقوا أن آليات العمل الإنساني يمكنها معالجة هذه الأمور وأضاف الرئيس السيسي أن مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتحدثت مع شركات السيارات في العالم منذ خمس سنوات؛ لتصنيع سيارات كهربائية وأخرى تعمل بالغاز الطبيعي في مصر كبديل عن استخدام الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.
وتابع: أن السنوات الثماني القادمة مهمة؛ لمجابهة خطر التغيرات المناخية، كما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري باستخدام سيارات تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي.
وشدد الرئيس على أهمية تكاتف الدول والقطاع الخاص من أجل مواجهة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن هناك فرصة لتغيير ما يتراوح بين 200 -300 مليون سيارة على مستوى العالم وتحويلها للعمل بالطاقة النظيفة.
وأضاف: إن مصر قامت بتطهير جميع البحيرات وتبطين الترع بمسافة تصل إلى 40 ألف كيلو متر بتكلفة تصل إلى 80 مليار جنيه وتنفيذ مبادرة "حياة كريمة" لتغيير حياة 60 مليون مواطن ،مما وفر آلاف فرص العمل للشباب وتشغيل مصانع الأسمنت والحديد ووسائل النقل بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق وذلك على الرغم من أن مصر لا تعاني من مشكلة الانبعاثات الضارة وتكاد لا تذكر مقارنة بنسبتها على مستوى العالم.
حماية العالم
وفي ذات اليوم الثاني ل منتدى شباب العالم حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذج المحاكة الخاص بمجلس الأمم المتحدة ل حقوق الإنسان واستمع سيادته للشباب المشاركين بالنموذج، الذين تناولوا تأثيرات جائحة كورونا على حقوق الإنسان ووجه الرئيس السيسي حديثه للشباب بنموذج المحاكة قائلا " إن العالم اتخذ إجراءات وقيودا، الهدف منها حماية العالم كله والدولة من فيروس كورونا وذلك ألقى الضوء على أن اقتصار حقوق الإنسان على حرية التعبير والممارسة السياسية غير صحيح، وأكد أن الدولة المصرية حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكري دون ضغط من أحد ولكن فى ضوء معتقدات وأفكار تؤكد أن التنوع والاختلاف أمر يعتبر سنة من السنن الكونية، مضيفا: "مش هنقدر نخلى العالم كله يتكلم لغة واحدة أو شكل واحد أو تكون مشاربه السياسية واحدة، ولو فكرنا إننا نعمل ده أخشى أنه يكون شكلا من أشكال الاستعلاء بالقدرة والإمكانيات والممارسة، لا بد أن يكون هناك تنوع واختلاف بين الدول، مش أنا اللى بقول كده، ده الواقع".
وقال الرئيس السيسى، إن مصر رصدت 100 مليار جنيه مع بدء جائحة كورونا رغم أن ظروفها الاقتصادية ليست قوية، وتأثرت السياحة وحركة النقل فى قناة السويس.
وأضاف السيسى، أن الدولة لم تميز بين المواطنين المصريين والضيوف الموجودين فيها، مؤكدا أن مصر بها 6 ملايين إنسان جاءوا من دول بسبب صراعات أو فقر بها، مضيفا: "لا منعناهم ولا قعدناهم فى مخيمات، أصدقاؤنا فى أوروبا بيرفضوا يستقبلوهم، مافيش معسكرات للاجئين فى مصر، دول مدمجين فى الحياة فى مصر، بيشتغلوا وبياكلوا وبيشربوا وبيتعملوا وبيتعالجوا".
وتابع: "تم إتاحة ما لدينا لهم من غير كلام كتير، ولم نسمح أن نكون معبرا لهم إلى المجهول ليواجهوا مصيرا قاسيا فى البحر المتوسط أثناء هجرتهم إلى أوروبا".
وشدد الرئيس على أن وضع مجابهة الأوبئة والزيادة السكانية ضمن التوصيات التى سيتم إرسالها للأمم المتحدة، والتى تمثل تحديا لكثير من الدول.
وأضاف السيسى أن الدول الغربية بالتحديد توقف النمو السكانى فيها منذ 40 أو 50 سنة، والبنية الصحية لم تكن فى حاجة إلى دعم، لكن دولة مثل مصر الزيادة السكانية السنوية تقدر بـ 2.5 مليون نسمة ما يستلزم تعزيز البنية الصحية والتعليمية وهو أمر يوضع فى الاعتبار كتحد من التحديات.
وأشار إلى أنه إذا لم يتم تعزيز البنية الصحية لتتناسب مع الإنسان سأكون مقصرا كدولة فى حق من حقوق الإنسان، لافتا إلى ضرورة تناول حقوق الإنسان فى مصر بشكل شامل.
وتابع: "عندنا 2.5 مليون نسمة زيادة سنويا، ومن حق الإنسان توفير فرصة عمل له".
مواجهة الفقر
واعتبر الرئيس السيسى، أن تعامل الدول مع جائحة كورونا والهجرة كان كاشفا لفكرة مفهوم وممارسة حقوق الإنسان، مضيفا: "يا ترى هاتستقبلوهم، ولا بتحافظوا على مجتمعاتكم وقدراتكم الاقتصادية ومش مستعدين تدوا لحد، إحنا فى مصر معملناش كده، ورغم ظروفنا الاقتصادية استقبلنا بتواضع كل من لجأ إلى مصر".
وأضاف السيسى: "مش عارف النقطة اللى هقولها سيتم ذكرها فى موضوع حقوق الإنسان ولا لأ، اللى بيعمل صراعات فى الدول يؤدى إلى خرابها أمر لا بد من وضعه فى الاعتبار، مفيش حد نجى من دولنا الموجودة من الصراعات والخراب غير مصر، مش عايز أقول أسماء الدول عشان ماعملهمش ألم".
وأوضح أن هناك معسكرات للاجئين بها ملايين البشر، وهناك بعض الدول بها 2 و3 ملايين لاجئ علاوة على اللاجئين الموجودين بالدولة، لافتا إلى أن مصر كانت ستكون من هذه الدول، معقبا: "مصر بها 100 مليون كانت معرضة للدمار والخراب، المفروض حد زيى فى الوظيفة دى مايتكلمش كده، لكن لأ عشان الشباب ينتبه إنه يكون عنده العقلية النقدية لما يتم طرحه، اسمع وشوف وافرز بعقلك".
كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتفقد مكاتب رواد الأعمال، ومعرض أبناء سيناء، وتراثنا، ومتحف حياة كريمة واستمع لأحاديث المواطنين خلال تلك الجولة التفقدية.
وشهد اليوم الثالث ل منتدى شباب العالم مشاركات الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من الفعاليات بالمنتدى، حيث شارك بجلسة تحت عنوان " تجارب تنموية لموجهة الفقر"، وفي حديث للرئيس السيسي بتلك الجلسة قال " إن الفقر من أهم الموضوعات التي تحتاج من الجميع الاهتمام بها، مشيدًا بمبادرة حياة كريمة كنموذج مُلهم لأفكار شباب مصر، وأوضح أن المشروع خطوة من ألف خطوة تنوي الدولة القيام بها، وأن هناك تواصلًا مستمرًا بين الحكومة والشعب.
وتابع الرئيس حديثه، مؤكدًا أن مجابهة الفقر تأتي على رأس أولويات الدولة عن طريق العمل بالإخلاص والجد وإتقان والإيمان قدر الإمكان، مسلطًا الضوء على حجم الجهد المبذول في ملف مجابهة الفقر، وأنه جهد دولة وحكومة وشعب وليس الرئيس وحده، مضيفًا أن الدولة المصرية أنفقت أكثر من 6 تريليونات جنيه خلال 7 سنوات للخروج مما وصفه بـ "متاهة الفقر".
تحية للشعب
وأوضح الرئيس أن العالم كان يحتفل قبل جائحة كورونا، بخروج مليار شخص من الفقر، وعندما أتت الجائحة، ركزت مساعي العالم في الحفاظ على المليار شخص ألا يعودوا مرة أخرى إلى الفقر، محذرًا من الخطورة الشديدة للفقر باعتباره جائحة تدمر الحاضر والمستقبل.
ووجه الرئيس، التحية للشعب المصري على تحمله صعوبات البرنامج الاقتصادي، قائلًا: "أسجل تحية واحترامًا كبيرين لشعب مصر، حيث كانت الأجهزة متحسبة جدًا من هذا الموضوع، وأنا كنت أراهن على الشعب المصري وعلى المرأة المصرية، وأن هذا البرنامج سوف يقبله الشعب ويمرره".
وأشار إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي كان الطريق الذي مّكن الدولة المصرية من تحمل الأزمة الاقتصادية والأزمة الصحية، مشددًا على أهمية العمل في حياة الشعوب لمواجهة أي تحديات.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في اليوم الثالث ل منتدى شباب العالم بجلسة تحت عنوان "المسؤولية الدولية في إعادة إعمار بمناطق الصراعات".