شهد عام 2021 نشاطًا مكثفًا في تسيير الأزهر لقوافله الدعوية والطبية والإغاثية داخل مصر وخارجها، وذلك في إطار دوره الاجتماعي والإنساني والدعوي والتوعوي، للوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجًا؛ من خلال توفير الأدوات الطبية والأدوية والمستلزمات الإغاثية والمواد الغذائية، إضافة إلى القوافل التوعوية لترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.
وقد وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جميع الإدارات والقطاعات المعنية ب الأزهر بتكثيف عملها ليواصل الأزهر مسيرته الإنسانية لخدمة المجتمع المصري وشعوب الدول الأكثر احتياجا، فأوفد الأزهر خلال هذا العام 25 قافلة طبية وإغاثية، محملة بــــ 479 طنًّا من الأدوية والمواد الإغاثية، إلى مختلف المحافظات الحدودية والنائية، وعدد من الدول العربية والأفريقية، استفاد من خدماتها 54051 شخصا، وذلك من خلال توقيع الكشوف الطبية وإجراء العمليات الجراحية المختلفة والتي بلغ عددها 1180 عملية في مختلف التخصصات، من أجل التخفيف من معاناة المحتاجين وآلام المرضى.
وتنوعت قوافل الأزهر، التى انطلقت خلال عام 2021، تحت إشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، و الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، المشرف العام على القوافل بالأزهر، ما بين قوافل طبية وإغاثية ودعوية قدمت خدماتها في الداخل والخارج، وذلك على النحو التالي:القوافل الخارجية :
خلال 2021 أطلق الأزهر قوافل طبية وإغاثية إلى دول ( تشاد – فلسطين – الصومال)، تم خلالها توقيع الكشوف الطبية على الآلآف من مواطني تلك الدول، بواسطة نخبة من أطباء جامعة الأزهر في العديد من التخصصات، كما تم صرف الأدوية اللازمة لهم، بجانب ذلك قام أطباء جامعة الأزهر بإجراء العديد من العمليات الجراحية التي كان يصعب إجراؤها في تلك المناطق، نظرا لعدم وجود الأطباء المتخصصين.
وفي 21 مارس 2021 أوفد الأزهر قافلة إغاثية إلى دولة تشاد، برئاسة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والمشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية بجامعة الأزهر والقوافل الطبية والإغاثية، حيث تم توزيع 13 طنا من المساعدات الإنسانية للأسر الأولى بالرعاية في دولة تشاد الشقيقة؛ لرسم البسمة على وجوههم مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وفي 3 أكتوبر من نفس العام أوفد الأزهر قافلة أخرى طبية تخصصية إلى دولة تشاد الشقيق، حيث قام أعضاؤها من أساتذة طب جامعة الأزهر بتوقيع الكشف الطبي على ما يقرب من 5 آلاف حالة مرضية، وإجراء نحو 400 عملية جراحية شملت تخصصات العيون والجراحة العامة والأورام والأطفال والنساء والتوليد، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 2 طن مستلزمات طبية وعلاجية، وسط سعادة بالغة من المواطنين الأشقاء في تشاد، الذين عبروا عن جزيل شكرهم لجمهورية مصر العربية وللأزهر الشريف، ،على ما قدموه وما يقدموه من دعمٍ شاملٍ تمثل في قوافل طبية وإغاثية قبل ذلك، إضافة إلى مساعدتهم في تأسيس كلية للطب البشري والعلوم الصحية على غرار كليات الطب بجامعة الأزهر، مؤكدين أن مصر الأزهر ستظل هي القلب الكبير الذي يستوعب جميع الدول الشقيقة في القارة السمراء.
وفي 20 مايو 2021 أطلق الأزهر بتوجيهات عاجلة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أكبر قافلة إغاثية إلى قطاع غزة، تضامنًا مع الأشقاء في فلسطين وقطاع غزة جرَّاء العدوان الذي تعرض له القطاع من قبل الكيان الصهيوني المحتل، وذلك في إطار دور مؤسسة الأزهر التاريخي والدائم في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، والتضامن مع الشعوب ونشر روح الإخاء والتلاحم بين أبناء الأمة، حيث حملت القافلة 150 طنًّا من المواد الإغاثية والطبية والغذائية الضرورية إلى غزة، كما ضمت القافلة مجموعة من علماء الأزهر، يحملون رسالة تقدير ومودة من شيخ الأزهر وعلمائه وطلابه ومنتسبيه إلى أشقائنا في دولة فلسطين الشقيقة.
كما أرسل الأزهر في 24 يونيو 2021، قافلة أخرى إلى غزة محملة ب 15 طنا من المستلزمات الطبية والعلاجية، وذلك استمرارًا للدور التاريخي الذي يقوم به الأزهر تجاه القضية الفلسطينية والتضامن مع أشقائنا، متمنيا نصرة الشعب الفلسطيني وزوال الاحتلال الغاشم.
وفي 10 سبتمبر 2021 أرسل الأزهر الشريف قافلة إغاثية إلى دولة الصومال الشقيق، وذلك بناء على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بإرسال قافلة إغاثية ومعها مجموعة من المتخصصين لدراسة الخريطة الصحية في الصومال.
وخلال عام 2021 أطلق الأزهر العديد من القوافل الطبية والإغاثية التي ضمت نخبة متميزة من أساتذة طب جامعة الأزهر في مختلف التخصصات، إلى مختلف محافظات مصر، وأبرزها سوهاج والجيزة وجنوب سيناء والأقصر ومطروح وحلايب وشلاتين، حيث قامت تلك القوافل بتوقيع 49593 كشفًا طبيًّا، وإجراء 1180عملية جراحية بالمجان، في تخصصات الجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والنساء، والرمد، والعظام، والمسالك البولية، والأسنان، إضافة إلى صرف الأدوية بالتعاون مع وزارة الصحة، وسط إقبال كبير من أهالي الواحات الذين حرصوا على الاستفادة من خدماتها.
كما قام أطباء القوافل الطبية الأزهرية بإجراء عدد كبير من عمليات المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية، وكذلك عمليات استخراج حصوات الحالب بالمناظير الجراحية، إضافة إلى العديد من العمليات الجراحية الأخرى.
ولم تكتف قوافل الأزهر بتقديم الخدمات الطبية والإغاثية في الداخل والخارج، بل حرص الأزهر على مشاركة علماء الدين في مرافقة جولات تلك القوافل من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، والتصدي لمحاولات العبث بعقول الشباب من قبل المتطرفين، فضلًا عن ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم لإعداد أجيال من الشباب قادرة على مواجهة الشائعات، وذلك في إطار المنهج الوسطي الذى يتبناه الأزهر الشريف لمحاربة الفكر المتطرف، وترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.