”هذه هي مصر، وتلك هي مواقفها المشرفة قيادةً وشعبًا على مر العصور، لم تبخل يومًا عن مد يد العون لمن حاق به الخطر من أشقائها، ولم يُعقها عائق عن تأدية واجبها الأخوي في التخفيف من معاناة لبنان الشقيق بدافع من قيمها الفريدة المستمدة بما يزخر به تراثها الإنساني من مكونات حضارية وثقافية وتراثية أصيلة .
فبينما كان العالم يتابع بفخر فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، بمشاركة عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، يُعلنها مدوّيةً: " لبنان في قلبي شخصياً وفي ضمير ووجدان مصر"، خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في مقر إقامته في شرم الشيخ، مؤكدًا سيادته التضامن الكلي مع لبنان خصوصا في الضائقة التي يمرّ بها"، مبدياً "استعداد مصر للإسهام في إيصال الغاز المصري وفق المعاهدات الموقعة"، وأعطى توجيهاته "لتسهيل الموضوع والإسراع في تنفيذه".
وليس هناك عجب في ذلك، فمصر كانت ومازالت هى الامتداد الطبيعى للبنان، وهنالك حقيقة ثابتة راسخة لا تقبل الجدل ولا حتى الشك تنطوي على أن لبنان دوما كان يحتل مكانة مميزة في قلوب الشعب المصري، حيث تتمتع مصر وبلاد الأرز بإرث تاريخي موغِلٌ في القِدَم سطره الآباء والأجداد عبر حقب سالفة من الأزمنة، تظهر واضحة في روعة تماسك وتلاحم الشعبين الشقيقين، والتي ترتكزعلى وشائج تلك الأواصر التاريخية القوية وأوجه التضامن فيما بينهم، حيث تشير البرديات المصرية القديمة إلى تلك الأواصر القوية، وفي النهاية فإنني على ثقة تامة وبلا حدود أن الحياة سوف تنحني على أعتاب بيروت، مثلما الموت ينحنى على أعتاب الحياة، فبيروت قد خُلقت للحياة، فكلما حاصرها الفناء، احترفت الحياة".