الكثير من الأمهات يتركون أطفالهم يلعبون على الهواتف الذكية اعتقادا منهم أنهم ينشغلون به دون النظر ما الذى يحدث نتيجة ادمان الطفل لهذا العالم الافتراضى، وربما تنشغل الأم أو الأب فى القيام بأشياء أخرى ولكن فى الحقيقة ان هناك مخاطر قد تقع على الطفل نتيجة استخدام الهواتف الذكية لابد من حمايتهم منها وهذا لا يعنى الحرمان وإنما حمايته من مخاطر العالم الافتراضى.
وتقول سارة الدقن أخصائية تخاطب تعديل سلوك، انتشر مؤخرًا استخدام الأطفال للهواتف الذكية قبل دخولهم المدرسة؛ مما أدى بشكل كبير لانخفاض مستوى مهاراتهم سواء في الإدراك والانتباه والتركيز وكمان تأخر اللغة.
وتوضح سارة الدقن، أن الطفل عمومًا يرى الموجود امامه ويعمله لكى يقضي على الملل ويفرغ الطاقة الموجودة لديه، وبالتالى إذا قمت بإعطاء الطفل لعب سوف يلعب بها، وإذا قمت بإعطاء موبايل سوف يلعب به ولا يتركه، وإذا أعطيته ورق وقلم سوف يرسم ويلون، وإذا لم تعطيه شىء سوف يتنطط ويجري، وبالتالى فلا يتخيل أحد أن استخدام الطفل للهواتف الذكية لمشاهدة ألعاب أو غيره قد يحصره داخل هذا العالم الافتراضى فقط ويتم ابتعاده عن مختلف مظاهر الحياة والمتعة واللعب التى من الممكن أن يعيشها في الحياة الحقيقية بعيدًا عن العالم الافتراضي. لافتة إلى أن هذا يعد حرمان الطفل من ممارسة حياته الطبيعية والتى قد تسبب الأذى له فيما بعد دون أن يشعر كلا من الوالدين.
وتشير سارة الدقن، من خلال التجارب التى استمرت ١٨ شهرًا على عدد ٨٩٤ طفل من الذين يستخدمون الهواتف الذكية لمدة ٢٨ دقيقة يوميًا، أتضح أنهم بيعانوا من مشكلة في تأخر الكلام التعبيري بنسبة وصلت لـ ٤٩٪! وبالطبع هذه النسبة ليست قليلة وينتج عنها مشاكل كبيرة مع مرور الوقت نحن في غنى عنها، وأبرزها مشاكل فى اللغة، وكذلك جميع المهارات التى تؤثر عليه بالسلب حينما يلتحق بالمدرسة، كما ينتج عنها مشاكل في التعامل مع البيئة المحيطة والمجتمع ككل، لذلك لقد حان الوقت لكى نحافظ على أطفالنا والعيش حياة طبيعية وان تبدأ كل أم فى عملية السحب التدريجي لإدمان الهواتف الذكية واستبدله بألعاب وهوايات ورياضة وتفاعل اجتماعي أكثر.