وزير الأوقاف: لا نجاح لأى عالم أو واعظ دون الإلمام بواقع عصره

وزير الأوقاف: لا نجاح لأى عالم أو واعظ دون الإلمام بواقع عصرهوزير الأوقاف

الدين والحياة15-1-2022 | 08:08

صرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن الدعوة علم وفن وخبرة ودربة ، لا يكتفى فيها بمجرد التحصيل العلمى، إنما تحتاج إلى مقومات عديدة ، لا شك أن فى مقدمتها إخلاص النية فيها لله (عز وجل) ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، فلا يتاجر الداعى بدعوته ، ولا يجعلها مطية إلى الدنيا.

وأوضح الوزير، فى بيان له، أن الأنبياء جميعًا قد أكدوا على عدم طلب الأجر على دعوتهم إلى الله عز وجل، حيث يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا نوح عليه السلام: " وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"، وهو عين ما جاء على لسان سيدنا هود: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وعلى لسان سيدنا صالح عليه السلام: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وعلى لسان سيدنا لوط عليه السلام: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وعلى لسان سيدنا شعيب عليه السلام: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"، ويقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِى إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

وقال إنه من أهم عوامل نجاح الدعوة مراعاة حال المدعو وثقافته ومدى قدرته على الفهم واستيعاب ما يلقى إليه، وكان الإمام على رضى الله عنه يقول: خاطبوا الناس بما يفهمون، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟ لأنك إذا خاطبت إنسانًا بما لا يستوعب ربما قال لك لا أصدق ذلك.

وتابع أنه منها مراعاة ظروف البيئة المحيطة وعادات الناس وتقاليدهم وظروف زمانهم ومكانهم، وهو ما أكد عليه أهل العلم من أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال ، وأن ما كان راجحًا فى عصر قد يصبح مرجوحًا فى عصر آخر، وما كان مرجوحًا قد يصبح راجحًا إذا تغيرت الظروف والأحوال أو البيئات، وعلى العالم وال واعظ والمجتهد والمفتى مراعاة كل ذلك.

وأكد أنه من أهم ما ينبغى أن يراعيه الداعى إلى الله عز وجل سد الذرائع، وذلك بانتقاء الألفاظ واختيار الكلمات، والنأى بالخطاب الدعوى عن كل ما هو مُلبس من العبارات أو الألفاظ التى تحتمل كثيرًا من الوجوه والتأويلات، حتى لا يترك فرصة يؤتى من قِبَلها.

وأشار إلى أنه لا بد من التفرقة بوضوح شديد بين ما هو جائز وما هو واقع، وما يمكن أن يطرح مما هو جائز وما لا ينبغى طرحه للعامة على أقل تقدير، فليس كل مباح مستساغ لدى جميع الخلق وفى جميع البيئات، فينبغى مراعاة تغير الزمان والمكان فى ذلك بفطنة وحنكة وذكاء، يراعى الداعى فيه حالة الرقى والتقدم والمدنية المتسارعة فى عالم اليوم، وكل ما يتصل بذلك من عوامل الحضارة والتطور الإنسانى وما تقتضيه النظم البروتوكولية الحديثة والعصرية.

أضف تعليق